عدد الابيات : 39

طباعة

قَال خَلِّيني نَفْتَصَلْ

في بَلَدْ راني

هَلْ في ارْتِياحي إلى المِلاحِ

أو إلى الشَّمُولْ بَأْسٌ يا عَذُولْ

فَدَعْ لومَ مَفْتُونِ

فَعِشقُ خَوْدٍ وشُربُ راحِ

إنَّما يُلامْ غَيْرِي في المُدامْ

وفي الخُرَّدِ العِيْنِ

هذِي عَرُوسُ الرِّياضِ تُجْلى

مِنْ رائقِ الزَّهْر في حُلَلْ

والجَوُّ بالغَيمِ قَدْ تَحَلَّى

ولاحتِ الشّمسُ مِنْ خَلَلْ

وخَبَّ فَصْلُ الربيع طِفلا

يَسْقيهِ ثدْيُ الحَيا عَلَلْ

فَسَقِّني بالكَبيرِ وامْلا

إنِّي كَبيرٌ ولا تُبَلْ

في وُدِّ خُمْصانةٍ رَداحِ

قَدُّها النَّبِيلْ بالنُّهى يَمِيلْ

يُناجِيْكَ مِنْ لِيْنِ

أُعيذُ يا رَبَّةَ الوِشاحِ

ذلكَ القوامْ مِنْ لَحاقٍ ذامْ

بِسورةِ ياسينِ

هَيفاءُ تَهْتَزُّ عَنْ قَضِيْبِ

وتَنْجَلي عَنْ سَنا قمر

شَدَّتْ إزاراً عَلى كَثيبِ

لَوْ خانَهُ العِقدُ لانْفَطرْ

أيُّ بَنانٍ لَها خَضِيْبِ

دِماءُ قَلْبي لَهُ هَدَرْ

لَولا اتِّقائي مِنَ الرَّقيبِ

قَضَيْتُ مِنْ لَثْمِهِ وَطَرْ

شَوْقاً إلى رِيْقِها القَراحِ

فَهو سَلْسَبِيلْ مالَهُ سَبِيلْ

لحِرَّانَ مَحْزُون

مُناهُ لَوْ عُلَّ من أقاحِ

راقَ ذا ابتِسامْ يُزْرِي في اقْتِسامْ

بِرَيَّا الرَّياحينِ

يا ظَبْيَةَ الخِدْرِ في لَماكِ

شِفاءُ مابي من الألمْ

تِيْهي عَلى البَدْرِ في سَناكِ

وزاحِمي الشَّمْسَ مِنْ أَممْ

فَلَوْ بَدا النَّجْمُ في حُلاكِ

ما غَشِيَتْ أُفقَهُ الظُّلَمْ

مَنْ كان يَلْحى عَلى هَواكِ

فَمسْمَعي عَنْهُ ذُو صَمَمْ

زيَّفْتُ ما صاغَهُ اللَّواحي

من قالٍ وقيلْ في الوَجهِ الجميلْ

فلا لومَ يَثنيني

عَنْ رونقِ الأوْجهِ الصِّباحِ

فَدَعْ عَنْ مَلامْ صَبٍّ مُسْتهامْ

فَلَوْمُكَ يُغْرِيني

أمَّا فُؤادي الشَّجي فَما لي

حُكُم اختِيارٍ ولا لَهُ

فَوَّضْتُ أمري الى الجَمال

يَفْعَلُ بي ما بَدا لَهُ

مَلَّكْتُهُ القَلْبَ ما أُبالي

أنالَهُ أمْ أنالَهُ

مَنْ كانَ يَشْكُو بِسُوءِ حَالِ

قَدْ رَضِيَ الصَّبُّ حالَهُ

قُيِّدْتُ في الحُبِّ عَنْ سَراحِ

بِرِدْفٍ ثَقِيلْ كحِقْفٍ مَهيل

من أحقافِ يَبْرينِ

قَد هَزَّ في مَلعبِ الرِّماحِ

قدّاً كالحُسامْ يَقُدُّ الأنامْ

فَقَدْ كادَ يَبْرِيْنِي

يا مَنْ لِذي لَوْعةٍ مُعَنّى

قَدْ ضاقَ بالبَيْنِ ذَرْعُهُ

أنَّى لَهُ بالسُّلُوِّ أنّى

يَأْبَى عَلى الصَّبِّ طبْعُهُ

إنْ ناسَمَتْهُ الرِّياحُ حَنّا

لِمعْهَدٍ شَطَّ رَبْعُهُ

مَرَّتْ به نَسْمةٌ فَغَنَّى

وفاضَ للبينِ دَمعُهُ

رياكِ يا نَسْمَةَ الصَّباحِ

راحَة العَلِيلْ مِنْ جَوى الغَلِيلْ

فَهُبّي لِتُحييني

باللهِ إنْ عُجْتِ بالبِطاحِ

فاقْصدي الخِيامْ واقْرئي السَّلامْ

على ربَّةِ السينِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن خاتمة الأندلسي

avatar

ابن خاتمة الأندلسي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Khatma@

226

قصيدة

128

متابعين

حمد بن عليّ بن محمد بن عليّ بن محمد بن خاتمة، أبو جعفر الأنصاري الأندلسي. طبيب مؤرخ من الأدباء البلغاء. من أهل المريّة (Alme'ria) بالأندلس. تصدر للإقراء فيها بالجامع الأعظم. ...

المزيد عن ابن خاتمة الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة