الديوان » العصر الأندلسي » ابن فركون » وما كنت أهوى ربع سلمى وإنما

عدد الابيات : 21

طباعة

وما كنتُ أهْوى ربْعَ سَلْمى وإنّما

أحِبُّ الحِمَى من أجْلِ مَن سَكَن الحِمَى

وما كنتُ أدْري أنّ سهْمَ لحاظِها

يُصيبُ فؤادَ المُسْتَهامِ إذا رَمَى

وقد كانَ قَلبي يحْذَرُ الحبَّ جُهْدَهُ

وما كان ذاكَ الحِذْرُ إلا ليَسْلَما

إلى أنْ بَدا للقَلبِ لمّا بَدا لهُ

مُحيّاً يفوقُ الشّمسَ في أفُقِ السّما

وللهِ دُرٌّ راقَ منْ ثغْرِها الذي

سَقاني كُؤوسَ الحُبِّ حينَ تبسّما

فمَهْما رنَتْ تحْكي غَزالاً مُمَنَّعاً

ومهْما انثَنَتْ تَحْكي قَضيباً مُنعَّما

ويا لِغرامٍ قد ثَوى بجوانحِي

فأنْجَدَ ما بيْنَ الضّلوعِ وأتْهَما

غزَتْ قلْبي المُضْنى المَشوقَ جُنودُهُ

فأصبَحَ في أيْدي الصّبابةِ مَغْنَما

فَيا لَيْتَ سَلْمى تبعَثُ الطّيْفَ في الكَرى

لتُرْوِي قُلوباً بالصّبابةِ حُوَّما

ويا لَيتَها تُهْدي سَلاماً معَ الصَّبا

ليَنقَعَ قلْباً جمرُهُ قد تضرَّما

تَهُبُّ علَى جسمي صَباها عَليلةً

فيَبْرأُ ما قدْ كان منهُ تألَّما

ومهْما هَمى دَمْعي وصَوْبُ غَمامةٍ

فوَاللهِ ما أدْري مَنِ الغَيثُ مِنْهُما

فَما بجُفوني غيرُ صيِّبِ أدْمُعٍ

وما بفُؤادي غيرُ خَبْلٍ تحَكّما

وأظْهَرَ دمْعي ما بقَلْبي من الهَوى

وقد كان سِرّاً في ضُلوعي مُكَتَّما

فإن لُمْتُهُ أن باحَ بالحُبِّ للوَرى

فيُنشِدُ هلْ كان الغَرامُ ليُكتَما

ويا أيّها القلبُ المَشوقُ إلى مَتى

تَبيتُ كما شاءَ الغَرامُ مُتَيَّما

لَئِن مُنِعَ الوصْلُ الذي فيه راحَتي

فَما يُمْنَعُ المشتاقُ أن يتوهّما

سأطْمَعُ في وصْلٍ وإنْ طالَ هجْرُها

وأقْطَعُ دهْري في عَسى ولعلّما

وقد زعَمَ الواشونَ أنّيَ تارِكٌ

هَواها ومرْآها وأصْبِرُ عنهُما

فظنّتْ بأنّي قد سلوْتُ عنِ الهَوى

وأنّي إذاً لا أسْهَرُ الليلَ مُغْرَما

وهَيْهاتَ يمْحو الدّهْرُ أو ينسخُ العِدَى

لَها في حَصاةِ القلْبِ ما قد ترسَّما

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن فركون

avatar

ابن فركون حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Farkoun@

190

قصيدة

95

متابعين

بو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ...

المزيد عن ابن فركون

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة