الديوان » العصر العباسي » الخريمي » قضى وطرا منك الحبيب المودع

عدد الابيات : 23

طباعة

قَضى وَطَراً منك الحَبيبُ المُوَدِّع

وَحَلَّ الَّذي لا يُستَطاع فَيَدفَعُ

وَأَصبحت لا أَدري إِذا بانَ صاحِبي

وَغودرتُ فَردا بعده كَيفَ أَصنَع

أَأَفني الحَياةَ عِفَّةً وَتجلدا

بِعافيَة أَم أَستَكين فَأَهلَع

بَلى قَد حلبت الدَهرَ أَشطرَ دَرّه

فَأَبصرت منه ما يضرّ وَيَنفَع

فَأَيقنت أَن الحيّ لا بُدَّ مَيّت

وَأَنَّ الفَتى في أَهلِهِ لا يُمَتَّع

وَقالوا أَلا تَبكي خَريم بن عامِر

فَقُلتُ وَهَل تَبكي الذلول المُوَقَّع

لَقَد وَقَذَتني الحادِثات فَما أَرى

لنازلة من ريبها أَتَوَقَّع

صبَرت وَكانَ الصبر خَيراً مغبةً

وَهَل جَزعٌ مُجدٍ عليّ فأَجزَع

ملكت دُموع العَين حَتّى رَدَدتها

إِلى ناظِري إِذ أَعيُن القَلب تَدمَع

أَعزت خُطوب الدهر نَفساً صَليبَةً

لما نابها مِن حادث لا تَضعضع

أَلَم تَرَني أَبني عَلى اللَيث بَيته

وأَحثو عليه الترب لا أَتخشّع

أرُدّ حَواشي بُرده فَوقَ سنّة

إخال بِها ضوءاً مِن البَدر يَسطَع

كَأَنّيَ أَبني في الحَفيرة باسِلاً

عَفيراً يَنوء لِلقيام وَيَضرع

تُخال بَقايا الروح فيه لِقُربِهِ

بعهد الحَياة وَهوَ ميت مقنع

وَكانَ خَريم مِن أَبيهِ خَليفة

إِذا ما دَها يَوما مِن الشَرِّ أَشنَع

أصانع عِندَ الدهر أَرجو بَقاءه

وَنفس من الأُخرى شُعاعاً تطلع

تذكرني شَمس الضُحى نور وَجهه

فَلي لَحظات نَحوَها حينَ تطلع

وَأعددتُه ذُخراً لِكُلِّ ملمّة

وَسَهمُ المَنايا بِالذَخائر مولع

بَقيةُ أَقمار من الغرّ لَو خبت

لَظَلَّت معدّ في الدُجى تَتَسَكَّعُ

إِذا قَمَرٌ مِنها تَغوَّر أَو خَبا

بَدا قمر في جانِب الأُفق يَلمَع

فَلَو شئت أَن أَبكي دَماً لبكيته

عليك وَلَكِن ساحةُ الصَبر أَوسَع

وَإِنّي وان أَظهرت صَبراً وَحِسبةً

وَصانعت أَعدائي عليك لموجع

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن الخريمي

avatar

الخريمي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Al-Khuraimy@

71

قصيدة

1

الاقتباسات

70

متابعين

إسحاق بن حسان بن قوهي، أبو يعقوب الخريمي. شاعر مطبوع، وصفه أبو حاتم السجستاني بأشعر المولدين. خراساني الأصل من أبناء السعد. ولد في الجزيرة الفراتية، وسكن بغداد. واتصل بخريم (الناعم) ...

المزيد عن الخريمي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة