الصداقة للدفءِ
لم يبق لنا سوى جرحنا
وحده
ربما يحنو حديدٌ على قلبنا
ربما توقظُ الصداقةُ،
وهي نائمةٌ، حلمَنا.
هاتوا قليلاً من الزعفران
ونسيانَ قلبٍ
وترتيلةِ المؤمنين
وجمرةِ أخطائكم
وحدَها
فالصداقة للدفء
للخفق في قلبها وهي تبكي لها
مثلما يستعيد الشتاءُ تآويله
مثلما .. وحدَه
يهمس في روحها
إنها دفتر الأصدقاء
لئلا تنام .. وحدها.
أبي
موتى كثيرونَ
تذكرتُهم
واخترتُ أحلامَهم واحداً واحداً
كي أؤلِّفَ مخطوطة عن حياتي
محوتُ صفاتي
وخالجني أنني يا أبي
لم أكنْ عند موتِك
هل تغفرُ الآنَ لابنِكَ هذا الغياب
الذي لا يزال؟
لم يكنْ والدي وحده
كثيرون كنا
نموتُ كثيراً
ووحديَ أقرأ ما يستعان به
كلما هبّ موتٌ جديدٌ علينا.
تذكرتُ كيف وضعتُ يدي
فوق صدر الحنان الذي ضمَّني
لم يزل دافئاً تحتَ كفّي
فهل كانَ يكفي ليغفرَ لي
أنني لم أكنْ،
ويشفعَ لي عندما اخترتُ خاتمه المعدنيّ
الذي صاغه بيديه
والذي لا يزالْ
دافئاً مثل جرح الغزالْ
لعلي أكون هناك.
موتى كثيرون
تذكرتُهم واحداً واحداً
وألَّفتُ مخطوطةً عن أبٍ من عجبْ
لم يزل خاتماً معدنياً يضاهي الذهبْ
سيترك لي نجمةً لا تزال
تفوقُ الخيال.
قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة ...