الديوان » العصر الأندلسي » أبو حيان الأندلسي » ما سلام الغياب هذا السلام

عدد الابيات : 19

طباعة

ما سَلامُ الغُيّابِ هَذا السَلامُ

بَل عِناقٌ مُواصَلٌ وَالتزامُ

وَاصطكاكُ الشِفاهِ باللَثمِ حَتّى

يَشفي الصبَّ من صَداهُ التِثامُ

أَتَظُنُّ الكَلامَ يُبري كِلاماً

ما بِكلمِ الحَبيبِ تَبرا الكلامُ

إِن تَكُن عِفتَ قُبلَةً وَعِناقا

فَلَقد عِفتَ ما يُبيحُ الكِرامُ

أَيُّهذا الَّذي نَوى الحَجَّ مَهلا

أَنتَ مَحجوجُ مَن بَراهُ السَقامُ

قَد غَدا مُحرِماً مُلَبّي حُسنٍ

مِنكَ لَمّا دَعاه زادَ الهِيامُ

شاحِبُ اللَونِ غائِرُ العَينِ ممّا

شَفَّهُ الحبُّ والهٌ مُستَهامُ

معملُ الفِكرِ في مَهامِهِ شَوقٍ

بِمطِيٍّ يَحُثُّهُنَّ الغَرامُ

سائِرٌ نَحوَ مَكَّة الحُسن مِنكُم

فَأَتاها وَقَد بَدَت أَعلامُ

كَعبة الحُسنِ مِن مُحيّاكَ تُجلى

فَبِها دائِماً يَطُوفُ الأَنامُ

كُلُّ أَركانِها يَمانِيُّ يُمنٍ

فَبِكُلٍّ مِنها يَكونُ اِستلامُ

قَد صَفا وَقتُهُم بِسَعيِ نُفُوسٍ

لِحِماكُم وَعَرَّفوا وَاِستَقاموا

وَمُناهم أَن قَد رَمَوا جمراتٍ

بِمناكُم يَشُبُّهُنَّ ضِرامُ

لا تَخَف مِن صَدىً يغرّ وَمن قو

تِ مَكانٍ يَلَذُّ فيهِ المُقامُ

فَعُيونٌ كَزَمزمٍ إِن وَرَدتُم

وَقُلوبٌ لَكُم بِهِنَّ مُقامُ

وَأَفاضُوا لَمّا أَفاضُوا إلَيكُم

أَدمُعاً كُلُّها رِهامٌ سِجامُ

عَمَروا أَنفُساً بِوُدٍّ صَحيحٍ

مِن هَواهُم فَما عَلَيهم ملامُ

وَطَوافُ الوَداعِ قاضٍ عَلَيهم

فَعَلى الوَصلِ وَالحَياةِ السَلامُ

أَتراهُم يَوماً يَزُورون مَيتاً

قَصَدوا هَجرَهُ فَزادَ الحِمامُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو حيان الأندلسي

avatar

أبو حيان الأندلسي حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Abu-Hayyan-al-Andalusi@

316

قصيدة

1

الاقتباسات

420

متابعين

محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان الغرناطي أثير الدين أبو حيان الجياني الأندلسي النحوي. كان من أقطاب سلسلة العلم والأدب وأعيان المبصرين بدقائق ما يكون من لغة ...

المزيد عن أبو حيان الأندلسي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة