ألف
الأمر يختلف
فالأبجدية آلتي نعيشها جديدة
فنحن لا نكتب فوق الماء
لكننا نخط بالدماء
في مقاطع القصيدة
فالشاعر الشجاع يعترف
ويغمس الريشة في الجراح
ويصرع الرياح
ويركب العذاب عبر الرحلة البعيدة
فالشاعر الجديد في زماننا الجديد يختلف
والأمر يا رفاق يختلف
الأمر يا رفاق يختلف
تاء
تمزقت أقنعة الورق
تقدم الفداء
لا شيء في الطريق سوف يوقف النداء
لن ينقذ التاريخ من يموت بالغرق
تنفس الطوفان
وانفجر البركان
وكل شيء في طريق النار يحترق
يا أيها الإنسان
حين تكون الثورة المنتصرة
طريقنا للقدس والجليل
حين يكون خنجرا في ظهرنا والشرف النبيل
ليس أمام القدم المقتدرة
ودربنا الطويل
غير طريق النار والإنسان
يا أيها الإنسان
تمزقت أقنعة الورق
والهيكل القديم يحترق
فنركب الطوفان.. يا أيها الإنسان
جيم
وعالم الحريم
نحن هنا في عالم الحريم
في كهف شهريار في بغداد
فنلبس الأبيض في المساء
وعندما يبتسم الصبح لنا
نموت في السواد
لأن في شارعنا التعيس
سيصرخ العريس
ويسرق الفتاة رغم رفضها
من حبها العظيم
:لان والد الفتاة قال
(ليس لدي طفلة تعاند الرجال)
هذا هو القانون في حضارة الحريم
ونلبس السواد
لأن في شارعنا أربع زوجات على الرصيف
يبحثن عن رغيف
أو أي موت جاهز للشرف المخيف
جريمة أن تنطق الأنثى هنا
في عالم الحريم
حاء
والحرب في فيتنام
وفي فلسطين فتيل مدفع يركض للسلام
الحرب في روما وأفريقيا.. وباكستان
الحرب في الخليـج والسلاح في إيران
الحرب في زماننا تزعزع الأركان
وتهدم العرش على ساحته
وتسحق السلطان
الحرب في الكتاب والأقلام
الحرب في حمامة السلام
الحرب في الطلاب والعمال والجدران
الحرب في عمان
الحرب تأتى هكذا بدونما عنوان
الحرب مثل الحب في الإنسان
الحرب تأتي عندما ينعدم السلام
فتزرع ا لسلام
خاء
تمزقت خيامنا وانتحب الخليج
فانكسرت أعمدة الزجاج
وارتفع احتجاج
فكان أن يضيع في الضجيج
فأخطبوط البحر لا يخاف
من صرخة الأطفال والنساء
وهمسة المساء
خيامنا تمزقت وانهارت السماء
على رؤوس البشر الأحياء
ولم يعد أمامنا في آخر الضفاف
سوى انفجار حقدنا
والغضب المحبوس في انتظار
لننقذ الخليـج
ليصبح الخليج
لؤلؤة في قلبنا لا تسمع النشيج
والنار لا تخاف كالموت.. لا يخاف
دال
ويصرخ الأطفال في أوال
وتدمع العيون
فالشمس لا تغيب يا رجال
ما دام في أطفالنا جنون
الحب في أوال
ينام في الشوارع
يضحك في المزارع
ويخصب البيوت
الحب في أوال لا يموت
فعندما يستيقظ الأطفال
:ويصرخ السؤال
(من أين يا بشر؟)
فتفتح السماء بابها ويهطل
فتنثني أوال
لتمسح الأحزان عن جباهنا وتحضن الأطفال
إليك يا حبيبتي
إليك يا أوال محبة الرجال
ذال
والذل يكسو جبهة الرجال
:وتنتهي قافية الذل هنا ويقفز السؤال
(من أين يا بشر)
لابد من مماتنا إن كان ما نكتبه عبارة ابتذال
الطين في الهامات والهامات من حجر
والكل في زوال
:وتبتدع قافية النور هنا ويصرخ الجواب
(طريقنا إلى الضياء أخوتي من أسفل التراب
فنزرع الأطفال في شارعنا
والحب في الأبواب
ويذهب الأغراب
قافية النار هنا تشتعل اشتعال
تشرب من دمائنا
وتكتب الكتاب
زاي
الموت في زيورخ يا شهيد
والقبر في بيسان
والنعش يأتي حاملا بطاقة البريد
حرية الإنسان
يمر فوق أعين العمال في الجنوب
ويصبغ الجبال في الشمال
ويمسح الخوف عن الأطفال
ويرفع القلوب
فنقرأ العنوان في بطاقة البريد
حرية الإنسان
يمر فوق قاعة الإعدام
وفوق سرحان الذي يمثل الحرمان
من غصن زيتون ومن أمان
يجلس فوق الحكم والحكام
:يصرخ في وجوههم
قتلته لأنني حقيقة،
لأنه أوهام
عقوبتي أعرفها يا أيها الحكام
لكنني حقيقة
والحق لا يموت بالإعدام
سين
والعالم المسكين
نحن هنا في العالم المسكين
حيث انفتاح الجرح في الضلوع
حيث الرغيف الأحمر الممنوع
في العالم المسكين
الماء فوق النار مثل الجوع
في قلب أطفال القرى والجرح والسكين
في بيتنا
والموت في قلب الصغار وقلبنا المحزون
نظل رغم الجوع والتشريد
والمرض الشديد
بالطين والهواء نستعين
وخيبة العمر التي تستهلك السنين
يا والدي المصدور يا إنسان
يا قاهر البحر الذي أعطى لنا الحرمان
نحن هنا في العالم المسكين
يا والدي المسكين
الموت يأتـي مثلما تأتي لنا الأحلام
تأتـي به الأيام
لكنه نصر لنا في العالم المسكين
شين
كل شيء كالعجين
قاعة السلطان والحراس والسور الحصين
والجواري وملايين العبيد
وجدار السجن والقيد الحديد
كل شيء كالعجين
الأميرات الحسان
وصناديق ا للآلي والجواهر
وجماعات المصلين على الديباج في قاع المنائر
وصخور المسجد الأبيض والنوق السمان
وصفوف الجيش من مليون عام
وعواميد الكلام
كل شيء.. كل شيء كالعجين
ضربة واحدة من كف ثائر
تسقط الأشياء فوق الأرض كالعز المسافر
كل شيء كالعجين
صاد
وساعة الحصاد
تأتي سريعا في بلادنا ويتعب الفلاح
ونحن في السهول والحقول
ننتظر الطعام والأفراح
في عالم الحصاد
فبعد أن نسقي أرض القمح بالعرق
وبعد أن نسهر ليل العمر مي الشتاء بدونما أرق
فنشرب البرد مع التراب
وليسأل الأطفال عن طعامهم فيجمد الجواب
ويركض الجوع إلى بيوتنا ويكسر الأبواب
ويصرخ الرضيع بالكلام
يبحث عن حليبه يحلم بالسلام
في عالم الحصاد يا أولاد
تحتكر الثمار
ويتخم التجار
ونحن في عالمنا نحلم بالحصاد
في عالم الحصاد
طاء
طرقنا بابكم مرات نبغي الحب والقوة
كما الفقراء يا أحباب نبغي اللحظة الحلوة
جرحنا في شغاف القلب
عدنا، في مآقينا دموع الذل والحسرة
وقيد في أيادينا
طرقنا بابكم مرات عشقنا حبكم مرة
وسرنا في طريق الشمس
في فمنا نشيد الأمس
مثل حرارة الجمرة
فمنذا يكسر الفولاذ والأسوار والصخرة
عن الكهف الذي في القلب
من يقوى على كسره؟
طرقنا بابكم مرات
نبغي حبكم مرة
عين
عشرون ليلا باردا ونحن في العراء
أكفنا جامدة على حدود الشوك والأنواء
ننتظر الأمر الذي يأتي من السماء
تخشبت أعصابنا والأمر لا يجئ
فنشرب الخرافة المعلبة وموتنا البطيء
عشرون ليلا باردا ونحن في الرياح
نغوص في الجراح
على حدود أرضنا الخضراء في الشتاء
الليل في عيوننا محجر الجناح
ونحن في أعماقنا نحلم بالصباح
عشرون ليلا باردا طويل
نرحل ألف مرة من غير ما رحيل
غين
صوت غيفارا يجـيء
صوته الساخن مثل الحب يأتي عبر غابات الجنوب
مثل نسر يقطع الأبعاد في الليل المسافر
صوت غيفارا هدير الريح ثائر
يا رصاصات تجوب
يا جراح الأرض في جلد الرجال
أي ليل لا يموت
تحت وقع القدم الخضراء
يا ليلا يموت
صوت غيفارا كصوت المستحيل
يقطع الأبعاد من كوبا
إلى غابات بوليفيا
إلى أرض الجليل
صوته يأتـي ليجتاح الموات
ويخض الحجر المرصوص في جرح الحياة
.صوت غيفارا و غيفارا يجيء
فاء
وعالم ينقصه الوفاء
فبعد أن كنا على الطريق أصدقاء
نفترش التراب في بساطة ونلبس السماء
وبعد أن جعنا إلى الطعام
والحب في القلوب،
نعيش في سلام
تفرقت قلوبنا بدونما سبب
تحول الغرام في قلوبنا كقطعة الخشب
واجتاحنا النسيان
تحول الزمان في دقيقة كنسمة الهواء
فبعد أن كنا على الطريق أصدقاء
تحول الحب إلى عداء
.وسافر الوفاء
هاء
وانهارت الأشياء
بعد حزيزان الذي يكتب بالدماء
حكاية النصر على الهزيمة
وقصة النار التي تأكل من أوراقنا القديمة
وتسقط الأسماء
جاء حزيران لنا وانهارت الأشياء
.وانفجر الفداء
ياء
استيقظوا يا أيها الرجال
يا شاربي الخمور في موائد الأنذال
الحب لا ينفع حين يحقد الإنسان
تعلموا الحقد ولو للحظة لتنقذوا الأوطان
فباطل شعورنا بالعفو والإيمان
وباطل سامحه الرحمن
فكل ما يقوله الكتاب
خرافة
.إن بقي الإنسان في التراب
قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة ...