الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » خليلي من يجزع فإني جازع

عدد الابيات : 20

طباعة

خليليَّ منْ يَجْزَعْ فإنّيَ جازعُ

خليليَّ مَنْ يَذْهَل فإنّيَ ذاهلُ

وفي ذلك القبرِ المُقدَّسِ تُرْبُهُ

عَفَافٌ وإقدامٌ وحَزْمٌ ونائِلُ

دعاني أسِيّاً واسْلُوا إنْ قَدَرْتُما

نَبا مِسمَعي عما تقُولُ العواذِلُ

فؤاديَ خَفَاقٌ ودَمْعيَ ساجِمٌ

ولُبّيَ مَخْبُولٌ وَجِسْمِيَ ناحِل

نَعَوْهُ فقلتُ الآنَ واللهِ أصْبَحت

معالمُ هذا الدينِ وَهْيَ مَجَاهل

وضَمَّ النّدَى يا لهفَ نَفْسِيَ مَلْحَدٌ

سَقَتْهُ فَرَوَّتْهُ السَّحابُ الهَوَاطِل

وَعَهْدِي به طَوْداً إذا عَقَدَ الحُبَا

وبحراً إذاً التفتْ عَلَيْهِ المحَافِل

فواعجبا للنَّعْشِ كيفَ أَطاقَهُ

وقد حَمّلُوهُ فوقَ ما هُوَ حامل

عليك سلامُ الله أَسْلِمْت للْبِلى

فما بَلِيَتْ إلاّ العُلا والفواضل

وذكرُكَ معْمورٌ به كلُّ مَنْزِلٍ

فبشراك أنْ تَبْقَى وتَفْنى المآهل

سراجَ العُلا وابنَ الحماةِ ذِمارَهُمْ

وهل أنتَ ليْ مصغٍ فها أنا قائل

أبُوكَ أبو العَلْيا أُتيحَ له الرّدى

وفيكَ لعمرُ الفضْلِ منهُ شمائل

وكان له مِنْ صَبْرِه ما عَلِمْتَهُ

إذا لعبتْ بالصّابرينَ النَّوازِل

وما قَصّرتْ عَنْ مَجْدِهِ بكَ رُتْبةٌ

صيالُكَ مرهوبٌ وَجُودُكَ شامِل

وما ماتَ مَنْ أبقاكَ خَيْرَ بَقِيّةٍ

تُضارِبُ عَنْ عَلْيَائِهِ وتُناضِل

جَمالَكَ ما تُجْدِي مُكابَدَةُ الأسى

وبالصّبرِ في المكروهِ سادَ الأوائِل

يَعِيبُكَ أعداءُ العُلا بعيوبهمْ

وقد قامتِ الأيام عنْكَ تُجادِلُ

غذ الدهرُ لم ينظر وجودك لا يني

يُباكِرُ رَوْضي منه طَلٌّ ووابل

وَدُونَكَها حَسْبُ النواظرِ والنُّهى

كما زارَ مَحْبُوبٌ وقد غاب عاذل

أَهُزُّ بها عِطْفَيْكَ في كلِّ مَشْهَدٍ

كما اهتزَّ في يُمْنَاكَ أسْمَرُ ذابل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

117

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة