الديوان » العصر الأندلسي » التطيلي الأعمى » إليك فقد عرفتك أم دفر

عدد الابيات : 45

طباعة

إليكِ فقد عرفتكِ أُمَّ دَفْرٍ

فَلَنْ تَجِدِي إلى خَدْعِي سَبيلا

نفضتُ يديَّ منكِ على يقينٍ

صحيحٍ نَهْنَهَ الشكَّ العليلا

أتى دون الأَسَى المعتادِ صَبْري

وجلّ فهوَّنَ الصبرَ الجليلا

وقلَّبْتُ الورى ظهراً لِبَطنٍ

فلم أَحْمَدْهُمُ إلاَّ قليلا

تُرَاوِحُنَا المنيَّةُ أوْ تُغَادِي

فإنْ تَسْطِعْ فَدَعْهَا أنْ تَصولا

وَنَحْنُ نَجِدُّ في حبِّ الأَماني

لِنَجْنُبَهُنَّ صَعْباً أو ذَلُولا

هيَ الشَّهَوَاتُ لا تنفَكُّ تُصْغِي

إليهنَّ السَّوَامِعَ والعقولا

كأنا حيثُ لم نَسَعِ المنايا

فَطَبَقَتِ الحُزُونَةَ والسُّهولا

لِنَبْكِ على بَقيَّةِ آلِ حَزْمٍ

عُيُونْهُمُ شَبَاباً أو كُهُولا

على حاميهمُ أنْ يسْتَضَامُوا

وَمَانِعِ دَهْرِهِمْ أن يَسْتَطيلا

أَعزُّهُمُ على الأَيَّامِ جَاراً

وَأهدَاهُمْ إلى العَلْيَا دليلا

مضى وكأنَّهُ الدنيا تَوَلَّتْ

ولكن لا نَظيرَ ولا بَديلا

مُصَابٌ كفَّ دونكَ كلَّ صَبْرٍ

فلا تكففُ دموعَكَ أنْ تسيلا

ألمْ يكُ حُبُّهُ كَهْفاً منيعاً

ألم يكُ قُرْبُهُ ظِلاً ظليلا

ألم يكُ لليتامَى والأَيامَى

وليّاً حانياً وَلهاً وَصُولا

ألم يكُ حينَ يَدْجُو الخطبُ بَدْراً

ولكنْ لا سَرَارَ ولا أُفُولا

ألَمْ يُحْرِزْ نهايةَ كلِّ مَجْدٍ

يقولُ الفَصْلَ أو يُعْطِي الجزيلا

ولما لم يقمْ للعلمِ وَزْنٌ

فأَصْبَحَ جاهُ حامِله خُمُولا

تَجَرَّدَ دونَه سَيْفاً حُسَاماً

وَهَبَّ لأَهله ريحاً بَليلا

وكان لكلِّ مَكْرُمَةٍ إماماً

وكانَ بكلِّ صالحةٍ كفيلا

أقولُ وقد نعاهُ ناعياهُ

أحُمَّ لركنِ رَضْوَى أنْ يَزُولا

وما شمطاءُ ضامتها الليالي

على أنْ لا قريبَ ولا دَخيلا

وشبَّ لها على شَمَط وَشَيْبٍ

وَيَأسٍ من زمانٍ أنْ يُقيلا

سليلاً ماجدِ الآباءِ قرمٍ

وطالا واستحقَّا أنْ يَطُولا

فأصبحَ في المقانبِ لا سُلَيْكاً

وأصْبَحَ في التنسُّكِ لا أبِيلا

إلى الحظَيْنِ من دنيا وَأُخْرَى

أقرَّ العينَ منه حين نيلا

أصابَ كليهما سًهْمُ المنايا

فلم تَمْلِكْ له إلا العَويلا

أقَبْرَ محمدٍ ولو اسْتَطَعْنَا

لقاءَ محمد لَشَفَى الغليلا

أظَلَّكَ كلُّ أوْطَفَ مُسْتَهِلِّ

يُسَقّيك الرحيقَ السَّلْسبيلا

وكيف نجدُّ في استسقاءِ غَيْثِ

لقبرٍ ضُمّنَ الغيثَ الهَطُولا

غزاءً يا بني حزمٍ عزاءً

فإنَّ لكلِّ نائبةٍ بديلا

وما عَزَّيْتُ قبلكمُ قبيلاً

أُصِيْبَ بواحدٍ يُدْعَى قبيلا

إلى من تَضْرَعونَ بكلِّ همٍّ

يَؤودُ أخَفُّهُ الجَلْدَ الحَمُولا

إلى من تُسْنِدُونَ بكلِّ خطبٍ

يكون جِلاؤُهُ الرأيَ الصَّقيلا

بمنْ تَسْتَظهِرونَ على الليالي

إذا حكمتْ فخفتمْ أنْ تَميلا

ومَنْ تَسْتَصْرِخونَ على الأَعادي

إذا استنكرتمُ منهمْ حَويلا

بني حزم وَطُوْلُكُمُ فُرُوعاً

يُبَيّنُ أنكُمْ طِبْتُمْ أُصُولا

أُعَزِّيكُمْ وليس معي عَزَاءٌ

ولكن لستُ أتْرُكُ أنْ أقولا

إليكَ أبَا الوليدِ هَوَايَ مَحْضَاً

بَعَثْتُ من القريضِ به رسولا

على أنّي أُنَادي منْ بعيدٍ

ولم أُحْمَ اللقاءَ ولا الوُصُولا

ولكن الزَّمَانَةَ قَصّرتْ بي

وَأجْلَى العُذْرِ ما رُزْقَ القَبُولا

وقد زارتْكَ خَيْلُ بناتِ فكري

ولكنْ لم تَزُرْكَ لِنَسْتَنيلا

وعندي من مكارمِ آلِ حَزْمٍ

طَوَائِلُ منه زِدْنَ رَجَايَ طولا

جمَالَكَ كلُّ حيٍّ سوفَ يَبْرِي

له صَرْفُ الرَّدَى سَهْماً قَتُولا

تصرَّفتِ الليالي كيفَ شاءَتْ

فَقَصْراً ليسَ يُجْدي أن تطولا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن التطيلي الأعمى

avatar

التطيلي الأعمى حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Al-Tutili@

111

قصيدة

117

متابعين

أحمد بن عبد الله بن هريرة القيسي أبو العباس الأعمى التطيلي. شاعر أندلسي نشأ في إشبيلية. له (ديوان شعر - ط) و (قصيدة - ط) على نسق مرثية ابن عبدون ...

المزيد عن التطيلي الأعمى

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة