الديوان » العصر المملوكي » ابن سنان الخفاجي » يحاربني في كل نائبة دهري

عدد الابيات : 40

طباعة

يُحارِبُني في كُلِّ نائِبَةٍ دَهري

كَأَنَّ الرَّزايا تُدرِكُ الفَخرَ في قَسري

أضُمُّ لِسَعدٍ شارِدَ المَجدِ وَالعُلى

وَسَعدٌ يَراني بِالتَّشاوُسِ وَالشَّزرِ

يُحاوِلُ أَن أَرضى الدَّنيَّةَ طائِعاً

وَأَغدو بِلا ناب يَروعُ وَلا ظُفرِ

وَمِن دونِ ذُلِّي عُصبَةٌ عامِرِيَّةٌ

يَلوونَ أَعطافَ المُثَقَّفَةِ السُّمرِ

إِذا فَوَّقَ الوَسمِيُّ إِبرادَ حاجِرٍ

وأثرت شِعابُ الوادِيَينِ مِنَ القَطرِ

فَلا تَأمَنوا أَن تَسمَعوها مَرنَةً

بِقَرعِ العَوالي وَالمُهَنَّدَةِ البُترِ

يَقولُ أَبو حَزن طَلَبنا لَكَ الغِنى

فَلم أَخَذَت كَفّاكَ في طَلَبِ الفَقرِ

فَقُلتُ رَأَيتُ المالَ يَبلى حُطامُهُ

وَتَبقى أَحاديثُ الرِّجالِ مَعَ الدَّهرِ

وَشَيبانُ لَبّاني فَلَمّا بَلَوتُهُ

تَقاعَسَ عَنّي وَالأَسِنَّةُ في نَحري

تَحَمَّلَ عارَ الذُّلِّ وَاطَّرحَ الرَّدى

وَطَوَّقَها شَنعاء أَبقى مِنَ الذِّكرِ

وَقارَعَني ذُلانِ عَيش عَلَى النَّدى

كَما قارَعَ الغَيرانُ عَن بَيضَةِ الخِدرِ

أَغادَرتُموها في الشّريفِ خَوامِساً

طَلائِحَ لَم تُعسَف بِسَوقٍ وَلا زَجرِ

فَهَل فيكُمُ أَن تَمنَعوا نَزَواتِها

بِمَيسَم عارٍ فيكُمُ ثابِتَ الذِّكرِ

أَرُمتُم مَديحي وَاطَّرَحتُم ثَوابَهُ

وَهَل تُملِكُ الحَسناءُ إِلّا عَلى مَهرِ

فَما لِيَ أَرضى مِنكُمُ بِدَنِيَّةٍ

تَحُضُّ الرِّجالَ الأَبعَدينَ عَلَى نَصري

وَفي الحَيِّ مَحمودُ بنُ نَصرِ بنِ صالحٍ

أَخو الغارَةِ الشَّعواء وَالكَرَم الدَّثرِ

أَقِلها مِنَ الحَيِّ اللَّئيمِ وَنادِها

مَراحَكَ هَذا آخِرُ العَهدِ بِالضُّرِّ

فَإِن هِيَ حَنَّت في بُيوتِ بنِ صالِحٍ

فَلا عَقِلَت إِلّا قُيوداً مِنَ العَقرِ

مِنَ القَومِ صال الدَّهرُ إِلّا عَلَيهِمُ

وَصالوا بِبيضِ الهِندِ حَتّى عَلى الدَّهرِ

لَهُم في قِراعِ المَحلِ أَيدٍ كَأَنَّما

يَعُدّونَها وَقفاً عَلى الحجَجِ الغُبرِ

إِذا سُئِلوا خِلتَ النَّدى في أَكُفِّهِم

تَشَرَّبَ ماء في وَجوهِهِمُ الغُرِّ

وَإِن أَخصَبوا بِالطَّعنِ عادوا مِنَ النَّدى

سِراعاً إِلى داعي الخَصاصَةِ وَالعُسرِ

تَميسُ بِهِم في طاعَةِ الجودِ هِزَّة

كَما طَرِبَ النَّشوانُ مِن نَشوَةِ الخَمرِ

وَما كاثَرَت جُنحَ الظَّلامِ سُوامُهُم

فَرَوَّحَها الرِّعيانُ إِلّا عَلى النَّحرِ

إِذا اِنتَسَبوا خِلتَ السَّماء تَهافَتَت

عَلَيهِم وَبانَت مِن كَواكِبِها الزُّهرِ

هُمُ البيضُ إِلّا أَنَّهُم واصَلوا القِرى

وَقَدّو الطُّلى وَالبِيضُ تَفري وَلا تَقري

وُجوهٌ كايماضِ الصَّوارِم أَشرَقَت

مِنَ الحَسَبِ الوَضّاحِ وَالنّائِلِ الغَمرِ

وَخَيلٌ تَبارى بِالرِّماحِ كَأَنَّما

أَغارَت عَلى ما في الرِّماحِ مِنَ الضُمرِ

وَبيضٌ بِها ماء الفِرَندِ كَأَنَّهُ

دُموعُ الغَوادي جُلنَ في حَدَقِ الزُّهرِ

حَبيبٌ إِلَيهِم أَن تُلِمَّ مُلِمَّةٌ

وَتَطرُفُهُم فيما أَصابوا مِنَ الوَفرِ

هُمُ ظَفَروا بِالعِزِّ عَن سَيفِ صالِح

وَغرِّ المَعالي عَن ثِمالٍ وَعَن نَصرِ

وَنالوا بِعِزِّ الدَّولَةِ المَجدَ شائِداً

لِما أَثَّلوهُ مِن عَلاء وَمِن فَخرِ

فَتىً ذَلَّلَ الأَيّامَ حَتّى تَثَقَّفَت

عَلى الهَونِ وانقاد الزَّمانُ عَلى القَسرِ

إِذا شَردَ المَعروفُ أَو جُمِعَ العُلى

رَأَيت الفِعالَ السَّهل في المَطلَبِ الوَعرِ

أَشَدَّ احتِقاراً لِلرَّدى مِن حُسامِهِ

وَأَدنى إِلى شَرِّ الأَعادي مِنَ الذُّعرِ

لَهُ خُلُقٌ في المَحلِ غَيثٌ وَفي الصَّبا

نَسيمٌ وَفي جُنحِ الدُّجا غُرَّةُ الفَجرِ

حَدَوتُ إِلَيهِ المَدحَ حُرّاً وَطالَما

بَخِلتُ بِهِ حَتّى تَقاعَسَ في فِكري

وَأَكبَرتُ قَدري أَن يَجودَ بِهِ فَمي

وَنَزَّهتُ نَفسي أَن يَجيشَ بِهِ صَدري

فَجادَ عَلى إِحجامِهِ بِشَوارِد

جَوائِلَ في الآفاقِ مِصراً إِلى مِصرِ

إِذا غَرَّدَ الحادي بِها خَفَرَت بِهِ

حَنيناً وَأَضحى وَهوَ حاسِدُها يَطري

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن سنان الخفاجي

avatar

ابن سنان الخفاجي حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-Sinan-Al-Khafaji@

148

قصيدة

24

متابعين

عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان، أبو محمد الخفاجي الحلبي. شاعر. أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري وغيره. وكانت له ولاية بقلعة (عزاز) من أعمال حلب، وعصي بها، فاحتيل ...

المزيد عن ابن سنان الخفاجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة