الديوان » لبنان » خليل اليازجي » سقاك من الحيا صوب العهاد

عدد الابيات : 23

طباعة

سَقاكَ من الحيا صوبُ العِهادِ

بِدَمعٍ سالَ مِن مُقَلِ الغوادي

وَحلَّ عَلى ضَريحك كلَّ يَومٍ

رضى اللَه العليّ على التَمادي

لِيَومكَ في الورى ذكرٌ عَظيمٌ

كذكركَ عند محتضرٍ وَبادِ

وَما يُغني اذكارُك غيرَ دَمعٍ

تشُبُّ بِهِ الصبابَةُ في الفؤادِ

وَمثلك لا يفيهِ صَوبُ عينٍ

وَلَو جرت المَدامعُ بالسوادِ

وَما مثل يشكُهُ احدٌ بِضرٍّ

لمن ابكي الاحبَّة والاعادي

وَمَن كانَت لَهُ التقوا شِعارا

وَمَن لم يشكُ ضرّا في العِبادِ

وَمَن كانَت خلائقُهُ عِظاتٍ

وَسُهدُ اللَيل من اهنا الوسادِ

عهدتكَ لا تُخيبُ نداءَ داعٍ

بها يأتمُّ اربابُ الرشادِ

وَكنتَ بغيرةٍ ناراً فما لي

فما لَكَ لا تجيبُ دعا منادِ

قد اتَّقدت زَماناً فيكَ حتىّ

اراكَ اليومَ صرتَ الى الرمادِ

وَكنتَ اذا تنادينا بوعظٍ

غدت فينا لفقدكَ في اتقادِ

وَكانَ بِكَ الجمادُ يذوبُ حزناً

تمثِّل للملا يوم التَنادي

وَكنتَ عمادَ فضلٍ في البَرايا

فصرتَ اليوم من بعض الجمادِ

وكنتَ أَجلَّ مَن يَرعى وداداً

فَباتَ الفَضلُ منهدَمُ العِمادِ

سَتَبكي بعد جرجس آل عيسى

فَما لَكَ لا تحنُّ الى الودادِ

قَضى بِاللَه مرتحلاً اليهِ

فادركَ عندَهُ اقصى المرادِ

لعمرك تلك غايتنا اليها

نَزُمُّ ركابنا والعمرُحادِ

وَما هذي الديارُ لَنا دياراً

أَلَم تَكُ في القَديمِ لِقَومِ عادِ

لَهونا بالحياةِ وَتِلكَ حلمٌ

لاعيننا بجنحِ الليلِ بادِ

نُسَرُّ بِهِ وَنحسبهُ يَقيناً

وَنَنسى ان ذلك في الرقادِ

اذا شئتَ الثباتَ لدى المَنايا

فكن متزوداً باجلّ زادِ

فَلَيسَ يُخافُ امرُ الموت الّا

اذا ما خيفَ من امرِ المعادِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل اليازجي

avatar

خليل اليازجي حساب موثق

لبنان

poet-Khalil-al-Yaziji@

324

قصيدة

1

الاقتباسات

89

متابعين

خليل بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. أديب، له شعر. من مسيحيي لبنان. ولد وتعلم في بيروت، وزار مصر فأصدر أعداداً من مجلة (مرآة الشرق) وعاد، فدرّس ...

المزيد عن خليل اليازجي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة