حزنًا على بيجو تفيض الدموع حزنًا على بيجو تثور الضلوع نسيت لا، بل ليتني قد نسيت لو جاءني نسيانه ما رضيت بيجو معزيٌّ إذ ما أسيت بيجو مناجيَّ الأمين الوديع بيجو الذي أسمع قبل الصباح بيجو الذي أرقب عند الرواح بيجو الذي يزعجني بالصياح أو نبحة منه، وأين النباح ضيعت فيها اليوم ما لا يضيع خطوته يا برحها من ألم يخدش بابي وهو ذاوي القدم مستنجدًا بي، ويح ذاك البكم بنظرة أنطق من كل فم يا طول ما ينظر هذا فظيع نم، لا أرى النوم لعيني يطيب أنتم خبيرون بنهش القلوب يا آل قطمير هواكم عجيب غاب سنا عينيك عند الغروب وتنقضي الدنيا ولا من طلوع نم واترك الأفواج يوم الأحد والبحر طاغ والمدى لا يُحد عيناي في ذاك وهذا الجسد بوحشة القلب الحزين انفرد والليل والنجم وشعب خليع أبكيك أبكيك وقلَّ الجزاء يا واهب الود بمحض السخاء يكذب من قال طعام وماء لو صح هذا ما محضت الوفاء حزنًا عليه جهد ما أستطيع وإن حزنًا بعد ذاك الولوع والله يا بيجو لحزن وجيع حزنًا عليه كلما لاح لي بالليل في ناحية المنزل مسامري حينًا ومستقبلي وسابقي حينًا إلى مدخلي كأنه يعلم وقت الرجوع وكلما داريت إحدى التحف أخشى عليها من يديه التلف ثم تنبهت وبي من أسف ألا يصيب اليوم منها الهدف ذلك خير من فؤاد صديع حزني عليه كلما عزني صدق ذوي الألباب والألسن وكلما فوجئت في مأمني وكلما اطمأننت في مسكني مستغنيًا أو غانيًا بالقنوع وكلما ناديته ناسيَا بيجو ولم أبصر به آتيَا مداعبًا مبتهجًا صاغيَا قد أصبح البيت إذن خاويَا لا من صدى فيه ولا من سميع أحسبني ذاكره ما حييت لغائب عنك وطفل رضيع
عباس محمود العقاد ولد ونشأ في أسوان واقتصرت دراسته على المرحلة الابتدائية فقط؛ لعدم توافر المدارس الحديثة، كما أن موارد أسرته المحدودة لم تتمكن من إرساله إلى القاهرة كما يفعل ...