الديوان » العراق » حيدر الحلي » بكيت لمحمول إلى القبرِ في نعشِ

عدد الابيات : 16

طباعة

بكيت لمحمولٍ إلى القبرِ في نعشِ

سرى حاملوه في الثرى وهو في العرش

نعاكَ لي الناعي فقلت حشاشتي

عليها انطوت أنيابَ أفعى من الرقش

وقد كنتُ أرجو أن أهنِّيك بالشفا

فأصبحت أنشي في رثائك ما أنشي

وما خلتُ أنَّ الدهر فيك مخاتلي

يراصدني سرًّا بغائلة البطش

إلى أن رأت عيني سريرَك والعُلى

على إثره ثكلى وتعلن بالجهش

فلم أرَ لي من حيلةٍ غير أنَّني

نظرتُ إليه مذ نأى نظر المغشي

كأنَّ الذي بالأفق نعشُك سائراً

وطرفي السهى والحاملون بنو نعش

مشت خلفك التقوى تشيِّعُ روحها

ومن غير روح من رأى ميتاً يمشي

بكتكَ وظفرُ الوجد يخدش قلبَها

فمدمعها المحمرُّ من ذلك الخدش

لئن كنتَ فيما تبصرُ العينُ ثاوياً

بدار البلى في ذلك الجدث الوحش

فإنَّك عند الله حيٌّ منعَّمٌ

لديه على تلك النمارق والفرش

ولولا ابنُك الزاكي لأدمى تأسُّفاً

عليك التقى كفيه بالعضِّ والنهش

ولكن رأى والحمد لله باقياً

له حسنٌ فاختار ما اختار ذو العرش

فتًى حنيت منه على قلب خاشعٍ

جوانحُ ذي نسكٍ سلمن من الغش

فما ينطق الفحشاءَ مذودُ فضله

ولا سمعُ تقواه يعي قوله الفحش

تعاهد غيثُ العفو مرقد محسنٍ

يبلُّ ثرًى واراه رشًّا على رشِّ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

549

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة