الديوان » العراق » حيدر الحلي » قم ناشد الإِسلام عن مصابه

عدد الابيات : 54

طباعة

قُم ناشد الإِسلامَ عن مُصابه

أُصيب بالنبيّ أم كتابه

أم أنَّ ركب الموت عنه قد سرى

بالرُّوح محمولاً على ركابه

بل قضى نفسُ النبيّ المرتضى

وأُدرج الليلة في أثوابه

مضى على اهتضامه بغُصَّة

غصَّ بها الدهرُ مدى أحقابه

عاش غريباً بينها وقد قضى

بسيف أشقاها على اعترابه

لقد أراقوا ليلة القدر دماً

دماؤُها انصببن بانصبابه

تنزَّلُ الرّوح فوافى روحَه

صاعدةً شوقاً إلى ثوابه

فضجَّ والأملاك فيها ضجَّةً

منها اقشعرَّ الكونُ في إهابه

وانقلب السلامُ للفجر بها

للحشر إعوالاً على مُصابه

الله نفسُ أحمدٍ من قد غدا

من نفس كلِّ مؤمنٍ أولى به

غادرهُ ابنُ ملجمٍ ووجههُ

مُخضَّبٌ بالدم في محرابه

وجهٌ لوجه الله كم عفَّره

في مسجدٍ كان أبا ترابِه

فاغبرَّ وجه الدين لاصفراره

وخُضِّب الإيمان لاختضابه

ويزعمُون حيثُ طلوا دمهُ

في صومهم قد زيد في ثوابه

والصومُ يدعو كلَّ عامٍ صارخاً

قد نضحوا دَمي على ثيابه

إطاعةٌ قتلُهم مَن لم يكن

تُقبلُ طاعاتُ الورى إلاَّ به

قتلتُم الصلاة في محرابها

يا قاتليه وهو في محرابه

وشقَّ رأس العدل سفُ جوركم

مُذ شقَّ منه الرأس في ذبابه

فليبك جبريلُ له ولينتحب

في الملأ الأعلى على مُصابه

نعم بكى والغيثُ من بُكائه

ينحبُ والرعدُ من انتحابه

منتدباً في صرخةٍ وإنَّما

يستصرخ المهديّ في انتدابه

يا أيها المحجوبُ عن شيعته

وكاشف الغُمّى على احتجابه

كم تغمد السيف لقد تقطَّعت

رقابُ أهلِ الحقّ في ارتقابه

فانهض لها فليس إلاَّك لها

قد سئم الصابرُ جرع صابه

واطلُب أباك المرتضى ممَّن غدا

مُنقلباً عنهُ على أَعقابه

فهو كتاب الله ضاع بينهم

فاسأل بأمر الله عن كتابه

وقل ولكن بلسان مُرهفٍ

واجعل دماء القوم في جوابه

يا عُصبة الإلحاد أين من قضى

مُحتسباً وكنتِ في احتسابه

أين أمير المؤمنين أوما

عن قتله اكتفيت في اغتصابه

لله كم جُرعة غيظٍ ساغها

بعد نبيّ الله من أَصحابه

وهي على العالمِ لو توزَّعت

أشرقت العالمَ في شرابه

فابغَ إلى أحمدَ ثقل أحمدٍ

وقُل له يا خير مَن يُدعى به

إنَّ الأُلى على النفاقِ مَرَدوا

قد كشفوا بَعدك عن نِقابِه

وصيَّروا سَرح الهُدى فريسةً

للغيِّ بين الطلسِ من ذِيابه

وغادروا حقَّ أخيك مُضغةً

يلوكها الباطلُ في أنيابِه

وظلَّ راعي إفكهم يحلبُ مِن

ضرع لبون الجور في وطابه

فالأمَّةُ اليومَ غدت في مَجهلٍ

ضلَّت طريقَ الحقِّ في شعابه

عادوا بها بَعدك جاهليَّةً

مذ قتلوا الهادي الذي تُهدى به

لم يتشعَّب في قريش نسبٌ

إلاَّ غَدا في المحضِ مِن لُبابه

حتَّى أتيت فأَتى في حسبٍ

قد دخلَ التنزيلُ في حسابه

فيا لها غَلطةُ دهرٍ بعدها

لا يَحمدُ الدهر على صوابِه

مشى إلى خُلفٍ بها فأصبحت

أَرؤُسهُ تتبع من أَذنابِه

وما كفاهُ أن أرانا ضِلَّة

وِهادهُ تعلو على هِضابه

حتَّى أرانا ذئبَه مُفترساً

بين الشبولِ لَيثه في غابِه

هذا أَميرُ المؤمنين بعدما

ألجأهم للدين في ضِرابه

وقادَ من عُتاتِهم مَصاعباً

ما أسمَحت لولا شبا قِرضابه

قد أَلفَ الهيجاءَ حتَّى ليلها

أغرابه يأنس في عُقابه

يمشي إليها وهوَ في ذِهابِه

أشدُّ شوقاً منه في إيابه

كالشبلِ في وثبتهِ والسيفُ في

هبَّته والصلُّ في انسيابه

أرادهُ مَن لو لحَظته عينهُ

في مأزقٍ لفرَّ من إرهابه

ومرَّ من بين الجموعِ هارباً

يَودُّ أن يَخرجَ من إهابِه

وهوَ لعمري لو يشاءُ لَم ينَل

ما نال أشقى القوم في آرابه

لكن غدا مُسلِّماً مُحتسِباً

والخير كلّ الخير في احتسابه

صلَّى عليه الله من مضطهدٍ

قد أغضبوا الرحمن في اغتصابِه

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن حيدر الحلي

avatar

حيدر الحلي حساب موثق

العراق

poet-haidar-alheli@

283

قصيدة

549

متابعين

حيدر بن سليمان بن داود الحلي الحسيني. شاعر أهل البيت في العراق. مولده ووفاته في الحلة، ودفن في النجف. مات أبوه وهو طفل فنشأ في حجر عمه مهدي بن داود. ...

المزيد عن حيدر الحلي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة