الديوان » سوريا » سليمان الصولة » سفرت فأشرق غربها والمشرق

عدد الابيات : 57

طباعة

سفرت فأشرق غربها والمشرقُ

بيضاء من فلك الغلالة تشرقُ

في فرقها فلقٌ وفي وجناتها

شفقٌ وفي فيها نجومٌ تبرق

وكأن بلبل خالها في خدها

لصٌّ يعذب أو عبيرٌ يحرق

أخذت عن الريم النفار فكلما

قلت ارفقي قالت أريمٌ يرفق

صدقت خلاخلها التي قالت لنا

لا يرحم العشاق من لا يعشق

أفكل مشتاقٍ لصدرٍ واسعٍ

يدنيه من مولاه حجلٌ ضيق

ويلاه من عربيةٍ لا تعرف ال

إحسان والعربيُّ من يتصدق

أجرى المدامع حبها وكوى الحشى

فأنا الغريق بحبها والمُحرَق

وأنا عذير العاشقين على البكا

فالحسن تبرٌ والمدامع زئبق

واللَه ما لعب الدلال بعطفها

وبدى لظى وجناتها تتألق

إلّا ليلعب بالعقول غرامها

ولكل قلبٍ بالصبابة يحرق

يا ربة الحسن التي تبري حوا

جبُها لنا أُكَرَ النبال وترشق

قولي لجيدك لا يدل بطوقه

عبد الأمير متوَّجٌ ومطوق

وبحب عبد القادر ابن الشهم مح

يي الدين تبيَّض الوجوه وتشرق

ملك بِمَرْكَعِهِ الملائك تحدقُ

وبغيره مقل الملوك تحدِّق

أخذت على الناس العهود بحبه

فإن استخفوا بالعهود تزندقوا

من مثل مولانا الأمير ودونه

فلك الأثير وما هناك مُحَلّق

من مثله وبه الفقير يرى الغنى

ويجوز من نار السعير ويعتق

مدح الأمير على البرية واجبٌ

فبمدحه كل امرءٍ يتوفق

هذا ابن محيي الدين لا دينٌ لمن

والى سواه ولا حياءٌ يرمق

هذا وريث الأنبياء فكل ما

يرضى الإله عليه وقف مطلق

هذا الإمام العابد الحرّ الذكي

ي الزاهد البر الرؤوف المشفق

الفاضل المتجرد الورع الولي

ي الماجد السمح الفصيح المفلق

من لم يقم للَه مثل قيامه

بين الأعنة والأسنة فيلق

من لم يصم كصيامه ابن طريقة

صوماً تجف به الجنوب وتلصق

فشرابه قبل الغزالة نغبةٌ

وطعامه أيّان تغرب جردق

من لا يزال على رحالة سابحٍ

قلق العنان غباره لا يلحق

صافي الأديم يقل نوراً صافياً

من بضعة الهادي يشف ويشرق

في كفه صافي الحديدة مخذمٌ

بدم النحور الجانيات مخلَّق

يدعو لدين اللَه دعوة صادق

عن طاعة الرحمن لا يتعوَّق

أو في المساجد قائماً لصَلاته

وصِلاته متنفِّلاً يتصدق

يا خير من شهد اَنَّ أحمد مرسلٌ

واللَه ربٌّ والكتاب مصدق

لولاك كان العيد أصبح مأتماً

وذوى به حظي وزال الرونق

وغدوت لا زند القريحة قادحٌ

عندي ولا روض الفصاحة مورق

لا تعتبن على مصابيح الحجى

إن غيبت فلها اعتذارٌ مشرق

كسرت حكومتنا القلوب فلم تدع

قولاً يروق ولا قريضاً يعشق

والشعر زيت والقلوب زجاجة

فإذا تكسرت الزجاجة يهرق

أبحكم مجد الدين تشرق حكمة

والظلم يمٌّ للفطانة مغرق

لم أدر كيف يريد قطع معاشنا

هذا الخبيث وأنت حيٌّ ترزق

أو كيف أصبح حاكماً في جلق

وبه كجوف العير صارت جلق

ليت الذي سماه مجد الدين سم

مَمَه أمجد الدين فظٌّ أحمق

بال الحمار وراث بين لثاثه

فإذا تعرَّض للتكلم ينهق

وكأنما بوم الخراب بحلقه

أبداً يهدد بالخراب وينعق

ويوظّف اللصَّ العنيف لمالهِ

ويلجُّ في عزل العفيف ويعنق

فأدام مولانا الإله فإننا

بدعائه من كل داءٍ نُعتَق

يا أرفق الثقلين بالعبد الذي

يشكو لك الزمن الذي لا يرفق

كن مسعدي ما لي سواك مساعدٌ

يمحو الكروب عن القلوب ويمحق

قد أدرك السيل الزبى ونبت ظُبى

همّي وأدركني البلاء المطبق

من فاجرٍ خان الأمير بوعده

وابن الخيانة لا يقول ويصدق

وعزيزِ جاهك والعجاج عرمرمٌ

تطفو به قلل الرؤوس وتغرق

لأمزقنَّ قلوب أولاد الزنا

بمهندٍ منه البرية تَفرَق

سيف فصيح ناطق متمهِّرٌ

فيما يصوره وفيما يخلق

فإذا رأيت الشعر ليس بنافعي

والمال يصرف لاعجي ويبدرق

زرت ابن شمعايا وقلت لدرهمي

كن فرزه فالفرز بعدك بيدق

وخرجت عن فرسي التي حسدت ولم

أترك بشاه الجاه فيلاً يدبق

استغفر الرحمن مما قلته

فمطامعي بسواك لا تتعلق

إن ضمني بيت يضم مبرطلاً

لا ضمّني من أوج فضلك جوسق

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان الصولة

avatar

سليمان الصولة حساب موثق

سوريا

poet-Suleiman-Al-Sawla@

523

قصيدة

1

الاقتباسات

136

متابعين

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ...

المزيد عن سليمان الصولة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة