الديوان » سوريا » سليمان الصولة » تجلت لنا بكر تحلت بها بكر

عدد الابيات : 35

طباعة

تجلت لنا بكرٌ تحلت بها بكرُ

أما الراح ياقوت وتيجانها درُّ

تجلت لنا والزهر يفترُّ للندى

فيا حسنه ثغراً يضاحكه ثغر

ويا حسنها ديريةً كاد كأسها

يقول لنا قوموا اشربوا طلع الفجر

ألمت بنا والغصن قد هزه الهوا

كما هز أعطاف المهفهفة السكر

وقد غض طرف النرجس الغض وانجلت

علينا نجوم الورد وابتسم الزهر

وقامت لتجلوها علينا غريرةٌ

على كفها نجمٌ وفي وجهها بدر

كأن على أعطافها من فروعها

شراع سفين ماج من تحته بحر

تقول إلامَ الصبر عن كوثر الطلا

وشهد اللمى والصبر مثل اسمه صبر

أفي كل يومٍ للملاهي عنايةٌ

بنا ولنوّار الربى بيننا نشر

فقلت لها بيني أبعد محمدٍ

تطيب وتحلو يا سعاد لنا الخمر

فخلت بهار الروض عصفر خدها

وكان شبيه الورد بلله القطر

وفارقني منها الغزال وفاتها ال

غضنفر مني والقلوب بها جمر

أكابد هذا والعذول يقول لي

أراك عصي الدمع شيمتك الصبر

نهاك الهوى عن سلوةٍ فعصيته

أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمر

فقلت له والطرف غص بدمعه

فأوقفه عن فرط تسكابه الحصر

بلى أنا مشتاقٌ وعندي لوعةٌ

ولكن مثلي لا يذاع له سر

خلقت هماماً لا يزعزعه الأسى

ولا يتنحى عن شريعته البشر

ومن كان مولاه المعظم راشدٌ

تعاونه التقوى ويخدمه الدهر

هو البطل الجحجاح والسيد الذي

وقائعه سودٌ وأفضاله غرُّ

ورايته البيضاء والسلم ساكنٌ

وصعدته الحمراء والشر يشترُّ

وزيرٌ يواسي والغوادي بخيلةٌ

وحي الندى قفرٌ وسهل السخا وعر

إذا سل في الظلماء سيفاً لظالمٍ

يقول بهيم الليل أدركني الفجر

له صارمٌ من رأيه تخضعُ الظبى

له ويراعٌ تتقي بأسه السمر

إذا ضمت البيض الثلاث قناته

تود العيون السود لو أنها حبر

نظرت له في السلط والليل حالك

وأنجمه دهمٌ وبيض الظبى حمر

فألفيته بحراً على سرج سابحٍ

وألفيته بدراً يموج به بحر

وخلت الندى والبأس شمساً وكوكباً

تولّد من نوريهما ذلك البدر

وظلت قرير العين في ساحتي الصفا

وفي راحتي النعمى وفي طاعتي اليسر

فكيف تسليني المدامة بعده

ويعبق ما بيني وبين الصفا نشر

وكيف أقول الصدق والرفق في الفتى

أليفان لا يعدوهما الفوز والنصر

وقد شاهدت عيني تنازل راشد

وقد حل بعد اليسر في جلق العسر

أمن بعد ما أحيا البلاد بعدله

وحق له من آلها الحمد والشكر

وأسكن فيها العدل والفضل والغنى

يكافَى بهذا العزل هذا هو الغدر

حرامٌ علينا بعده اللهو والصفا

وسمع المثاني السبع والنظم والنثر

فما بعده أمنٌ ولا بعده صفا

ولا بعده يمنٌ ولا بعده فخر

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن سليمان الصولة

avatar

سليمان الصولة حساب موثق

سوريا

poet-Suleiman-Al-Sawla@

523

قصيدة

1

الاقتباسات

136

متابعين

سليمان بن إبراهيم الصولة. شاعر، كثير النظم، ولد في دمشق وتعلم بمصر وعاد إلى الشام في حملة إبراهيم باشا على البلاد الشامية واستقر في دمشق فاتصل بالأمير عبد القادر الجزائري ...

المزيد عن سليمان الصولة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة