الديوان » العصر المملوكي » ابن أبي حصينة » أتهيم بساكنة البرق

عدد الابيات : 47

طباعة

أَتَهِيمُ بِساكِنَةِ البُرقِ

فَيَعُودَ فُؤادُكَ ذا عَلَقِ

ما أَنتَ وَذِكرُ خَدَلَّجَةٍ

تَرَكَتكَ تَذُوبُ مِنَ الحُرَقِ

نَزَلَت بِأَجارِعِ أَسنِمَةٍ

وَشَتَت بجَزِيزِ لِوى النَفقِ

وَتَقُولُ أُمانَةُ إِذ نَظَرَت

شَبَحاً ما فيهِ سِوى الرَمَقِ

أَتُطِيقُ هَوىً وَتَرُوحُ نَوىً

فَأَجَبتُ طَلَبتُ فَلَم أُطِقِ

أَأُمامَ بِعَيشِكِ هَل ذَرَفَت

عَيناكِ وَهَل أَرِقت أَرَقي

لا ذُقتُ فِراقَكِ ثانِيَةً

فَفِراقُكِ عَلَّمَنِي فَرَقي

وَأَظُنُّ عُقُودَكِ مُشبِهَةً

في النَحرِ إِذا قَلِقَت قَلَقِي

مُنّي بِوُقُوفِكِ آمِرَةً

بِطَلاقِ أَسِيرِكِ وَانطَلِقي

وَبِرامَةَ سِربُ مَها بَقَرٍ

تَيَّمنَ فُؤادَكَ بالحَدَقِ

وَسَقَينَكَ كَأسَ هَوىً وَنَوىً

وَجَوى فَسَكِرتَ وَلَم تُفِقِ

قَد كُنتَ وَثِقتَ بِودِّهِمِ

وَقَلَوكَ فَلَيتَكَ لَم تَثِقِ

وَرَفائِقِ لَيلٍ قُلتُ لَهُم

وَالبِيدُ مُحَرَّمَةُ الطُرُقِ

وَالعِيسُ تَكادُ تَذُوبُ إِذا

ذابَت فَتَسِيلُ مَعَ العَرَقِ

قَطَعُو سَلمى فَذُرى أَجاءٍ

فَحَزيزَي رامَةَ فَالبُرقِ

فَامَرُّوا العِيسِ عَلى إِضَمٍ

فَسَحِيقِ الرُدهَةِ مُنخَرِقِ

فَأَتَوا حَلَباً فَسَفَوا ذَهَباً

وَعَفَوا فَنَفَوا بِدَرِ الوَرِقِ

يا صاحِ أَضوءُ سَنا قَمَرٍ

أَم سَاطِعُ ضَوءِ سَنا فَلَقِ

أَم وَجهُ أَبِي العُلوانِ بَدا

لِهِدايَةِ مُدَّرِعِ الغَسَقِ

مَلِكٌ ما شافَ بِناظِرِهِ

إِلّا وَأَنافَ عَلى الأُفُقِ

شَرِسٌ مَرِسٌ فَطِنٌ نَدِسٌ

ما لاذَ بِهِ أَحَدٌ فَشَقي

يَسرِي فَيَدُلُّ رَكائِبَنا

بِنَسِيمِ تَأَرُّجِهِ العَبِقِ

أَمحَلتُ فَشِمتُ نَدى يَدِهِ

فَغَرِقتُ بِوابِلِهِ الغَدِقِ

وَمَحا عَدَمِي فَمَزَجتُ دَمِي

بِهَواهُ فَدامَ لَنا وَبَقي

رُوحِي وَتَقِلُّ فِدا نَفَرٍ

مَسَكُوا بِجَمِيلِهِمُ رَمَقِي

طَرَدُوا عَدَمِي وَشَروا حِكَمِي

فَغَلا كَلِمِي وَزَها وَرَقِي

وَصَحِبتُهُمُ يَفَعاً وَإِلى

أَن صارَ عِذارِي كَاليَقَقِ

فَصَحِبتُ مَعاشِرَ ما أَحَدٌ

طَلَبَ الشَروى لَهُمُ فَلَقِي

لِلّهِ هُمُ فَهُمُ نَفَرٌ

راقُوا بِمَساعٍ لَم تَرُقِ

وَلَنحنُ القَومُ بِنا مُنِعَت

جَنَباتُ الوِردِ فَلَم تُذَقِ

وَلَنا الأَبطالُ إِذا نَزَلُوا

اِشتَمَلُوا الماذِيَّ إِلى النُطُقِ

وَطِوالُ الصُمِّ مُقَقَّفَةٌ

وَخِفافُ القاطِعَةِ الذُلُقِ

وَجِيادُ الخَيلِ مُعاوِدَةٌ

وَبَناتُ الدَوِّ مَعَ العَنقِ

تَذَرُ الأَوعالَ لَدى الأَجبا

لِ مِنَ الزَلزالِ عَلى فَرَقِ

يا فارِسَنا المِقدامَ وَقَل

بُ الذِمرِ يَطِيرُ مِنَ الشَفَقِ

وَالخَيلُ تَعضُّ شَكائِمَها

فَتَكادُ تَلِينُ مِنَ الخَفَقِ

وَالنَقعُ يُبَرقِعُ أَوجُهَها

فَتَعُودُ مُبَدَّلَةَ الخُلُقِ

حَسَدُوكَ لِأَنَّكَ رُقتَهُمُ

وَلِأَيِّ أُناسٍ لَم تَرُقِ

وَبَأَيِّ عُلىً وَبِأَيِّ نُهىً

وَبِأَيِّ سَخاءٍ لَم تَفُقِ

كَرَماً كَالبَحرِ لِمُغتَرِفٍ

وَثَناً كَالمِسكِ لِمُنتَشِقِ

فَسَلِمتَ فَكَم لَكَ مِن مِنَنٍ

طَوَّقتَ بِها أَبَداً عُنُقِي

وَإِلَيكَ مُحَبَّرَةً نُسِقَت

فَأَتَتكَ مُهَذَبَةَ النَسَقِ

غَرّاءَ تَتِيهُ بِبَهجَتِها

وَبِرائِعِ مَنظَرِها الأَنِقِ

طَيَّبتُ بِذِكرِكَ مُهرَقَها

فَكَأَنَّ العَنبَرَ في اللِيَقِ

لاقَت بِعُلاكَ وَقِيلَ لَها

لِيقي بِسِواهُ فَلَم تَلِق

خُلِقَت لِمَسَرَّةِ مُصطَبِحٍ

غَرِقٍ بِنَداكَ وَمُغتَبِقِ

تَبِعَ الشُعَراءُ بِها أَثَري

فَخَفِيتُ وَما عَرَفُوا طُرُقي

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي حصينة

avatar

ابن أبي حصينة حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Ibn-abi-Hussaynah@

132

قصيدة

19

متابعين

(388-457 هـ/998-1065م) الحسن بن عبد الله بن أحمد بن عبد الجبار بن أبي حصينة أبو الفتح الشامي. شاعر من الأمراء ولد ونشأ في معرة النعمان بسورية انقطع إلى دولة بني ...

المزيد عن ابن أبي حصينة

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة