نزورُ خيرَ الشيبِ والشبانِ
ملكاً له ما جمعَ الأُفقانِ
يقضي بما نُزِّلَ في الفُرقانِ
ينمي إذا نسبَ له الجَدّانِ
إلى هشامٍ وإلى مروانِ
بيتانِ ما مثلهُما بَيتانِ
مُدا على الساداتِ والفرسان
والدين والمعروف والبيانِ
والحزم عند الأمن والطعانِ
والملك والنائل والحفانِ
فلم ينل عماً له عمانِ
ولم ينل خالاً له خالانِ
ينميه حيانِ هما الحيانِ
إلى بناء أكرمِ البنيانِ
حيانِ فوقَ الناسِ مشرفانِ
حيثُ يكونُ النجمُ والسعدانِ
آباءُ سيفِ اللَهِ والعِصيان
مسكُ قريشٍ وجنى الريحانِ
فهم قوامُ الدينِ والديوانِ
خليفةُ اللَهِ الذي أعطاني
ذكراً رفيعاً وغنى أغناني
أصبحت لا أحسب ما أولاني
من نعم يثني بها لساني
لم يبلني الوالد ما أبلاني
ما كنت إلا ميتاً أحياني
قد كنت عطشان فقد أرواني
وعاري الجسم فقد كساني
أعطى الغنى ودفع ما آذاني
جادت لنا من فضله اليدانِ
كفانِ بالمعروف تمطرانِ
هما اللتان وهما اللتانِ
من سقم الفقر تداويان
ثم بإذن اللَه تشفيانِ
فيقصدُ الأجرُ وتحمدانِ
وعادي الأعداءِ تقتلانِ
والعاني المكبولُ تطلقانِ
والناسَ بالأمن تجللانِ
كفانِ ما مثلهما كفانِ
كفانِ بالخير تباريان
كما تبارى فرسا رهانِ
مال علينا حادِثُ الزمانِ
تمايُل الجل عن الحصانِ
عاش لنا ما اختلف العصران
حتى إذا قمنا إلى الميزان
من الدوابِ ومن القطانِ
من دعوة الداعي المجاب الداني
بشر بالرحمة والغفران
مخلداً طابت له الداران
فالعيش بين الحُور والولدانِ
له من الفردوس جنتانِ
رفيقُ من قرت به العينان
وهو إلى اللَه من الخلصانِ
الفضل بن قدامة العجلي، أبو النجم، من بني بكر بن وائل. من أكابر الرجّاز ومن أحسن الناس إنشاداً للشعر. نبغ في العصر الأموي، وكان يحضر مجالس عبد الملك بن مروان ...