الديوان » العصر العثماني » ابن الطيب الشرقي » إليك ابن عباس جميع وسائر

عدد الابيات : 30

طباعة

إليكَ ابنَ عباسٍ جميعٌ وسائرٌ

سرى فأنا سارٍ لِمُغناكَ سائرُ

أحِنُّ إليكم طولَ عُمري وأشتَهي

زيارتكم والحظُّ عن ذاك قاصرُ

وقد طالما عوّلتُ ثُمَّتَ كلما

شددت رحالي نحوكم ثار ثائرُ

وما خِلتُ أنّي عاقني عنكمُ سِوى

ذنوبٍ عظامٍ ساعَدَتها المقادرُ

تُرى هل تَرى عيني ثراكَ فأشتفي

برؤية تلك الأرض مما أحاذرُ

فإن اشتياقي نحوكم زاد عَزمُهُ

وأغلَبُ ظني أنني اليومَ زائرُ

وقد آذنَتني بالتداني أمائرُ

وقد بشّرتني بالوِصالِ بشائرُ

وأيقنتُ أنّ الحُجبَ زالت وأنني

دعانيَ داعيكم فلِم لا أبادِرُ

وشمّرتُ ذيلُ العزمِ ثم أتَيتُكم

بإذنكمُ إذ هُيِئَت لي المياسِرُ

ولولا تمامُ الإذنِ ما إن تَيَسَّرَت

سُراي وأمسى جدُّها وهو عاثرُ

وإِذ تمَّ منك الإذنُ هاجت بلابِلي

وثارت حُشاشاتي لكُم والشراشرُ

وأصبحتُ إذ سافرتُ نحوكَ مالكا

كياسرةَ الدُنيا ودوني القَياصِر

بلى بل مُلوكُ الأرضِ طُراً ومُلكُهم

لدونَ الذي منكم بهِ أنا ظافر

لقد قابَلَتني في منىً غايةُ المُنى

وأيقنتُ أنَّ الحَبرَ للكَسرِ جابِر

وفي عَرَفاتٍ قد عَرَفتُ عوارفاً

له دونَها السُحبُ الغِداقُ الغزائر

وفي الكر أضحى كَرُّ كل فضيلةٍ

بِأفضالِهِ وهو الملىءُ المُغامِرُ

وقالوا كرىً يضنفي الكَرى ويجي العُرى

ويحي القرا حتى كأنهُ لوافرُ

ولكنني والحمدُ للَه لم أجد

به كلّ ذا حفَّ باللُطفِ قادرُ

وأشعِرتُ لما أن عَلَوثُ على الهُدى

عُلاً وهدىً إني إلى اللَهِ شاكرُ

صراطُ كرىً أفضى إلى جنة الهُدى

فلا بِدعَ إن بانَ العنا وهو نافرُ

وأصبحتُ في قَرنِ المنازلِ سارياً

إذا ما اختَفى نجدُ بدا ليَ غائرُ

وأضحيتُ عندَ الحبرِ في أرضهِ التي

بها طافَ جبريلُ السفيرُ المُسافِرُ

فنِعمَ البِلا والطائِفُ الألطَفُ الذي

فضائلُهُ في العالَمينَ ظواهِرُ

وبادرتُ أسعى نحوَ رَوضَتِهِ التي

بها الأرضُ للآفاقِ طُرّاً تُفاخِرُ

وأدركَني في بابها أيُّ هَيبَةٍ

تخِرُّ لها الأذواءُ بَل والأكابِرُ

وفاضت دموعي فرحةً ومهابةً

ومن شدَّةِ الأفراحِ تبكي المحاجِرُ

وقابَلَني بالفَتحِ والنَصرِ وانجَلَت

ليَ الحُجبُ عَن ذاك السنا والستائرُ

وقُيِّضَ لي سَلمانُ خادمُهُ الذي

يُماسيهِ في أبوابهِ ويُباكِرُ

فأنزَلَني في منزِلٍ أيِّ منزلٍ

وعُجِّلَ لي من بيتهِ المُتياسِرُ

وقامَ بأحوالي جميعاً نيابَةً

عنِ الخَبرِ فهوَ الأهلُ وهوَ العَشائرُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن الطيب الشرقي

avatar

ابن الطيب الشرقي حساب موثق

العصر العثماني

poet-Ibn-al-Tayyib-al-Sharqi@

106

قصيدة

23

متابعين

محمد بن الطيب محمد بن محمد بن محمد الشرقي الفاسي المالكي، أبو عبد الله. نزيل المدينة المنورة، محدّث، علامة باللغة والأدب. مولده بفاس، ووفاته بالمدينة، وهو شيخ الزبيدي صاحب تاج ...

المزيد عن ابن الطيب الشرقي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة