طير في مكان الرأس ،
بين كتفين وسيعين
مكتظين بالتجربة و صنوف الفقد .
شخص طائر
يلهث في ظل إمرأةٍ تكاد أن تخف عن الأرض
يسعفها جناح العفة الباهضة ، وعيناها طيور .
تـزم القلب في صدرٍ مكتنزٍ بالرهبة ،
مثقلٍ بالولع وفهارس الطفولة .
بغتةً ، تندفق نار في الرواق ،
طلق ينسف طير الرأس
في شخصٍ مأخوذٍ بامرأةٍ تعبر الغيم ،
ينفجر ريش كثيف مترف بالأحلام،
فيصير فضاء الرواق عرشاً شاغراً
وعريشةً في الهباء .
ثمة ما يمنح المرأة نيزك الضياع ،
فتندفع مضرجةً بصرخة الريش
تقتحم البهو ،
خلفها رواق مفعم بشظايا الصور وجنة الخطأ ،
كتفان شاغران وشخص مفقود .
تدخل ملتاعةً ،
أحداقها أشداق نمورٍ مقصوفة ،
وتصرخ مثل ثاكلٍ تفقد أبناءها التسعة دفعةً واحدة .
تنهار في ركن البهو
تدفن وجهاً شارداً في ذخيرة الصدر
تبكي وتمزج القلب بذريعة الندم ،
تنتفض في جسدٍ يفقد الحصن
بارئاً من دسيسة الذهب وسـر الأسماء .
نار الرواق تـرن في أجراسٍ مجنونةٍ،
والمرأة مزدانة بريشة الملك ،
تهبط آبار الوهدة متهدجةً ببخار الروح .
ترى في البهو صلاةً منصوبةً مثل عاشقٍ ينتظر القبلة ،
فتنهض ،
تضع وجهها في الأبيض الرزين
وتبدأ في التضرع ،
مثل أيقونةٍ فرغت منها المعجزة تواً .
كفان مبسوطتان ،
رواق مترف بالريش المعصوف ،
جسد يغلب المرض ،
شخص مفؤود
وإمرأة تكاد أن تذهب
قاسم حداد ولد في البحرين عام 1948.
تلقى تعليمه بمدارس البحرين حتى السنة الثانية ثانوي.
التحق بالعمل في المكتبة العامة منذ عام 1968 حتى عام 1975
ثم عمل في إدارة ...