الديوان » العصر العباسي » رؤبة بن العجاج » عرفت بالنصرية المنازلا

عدد الابيات : 132

طباعة

عَرَفْتَ بِالنَصْرِيَّةِ المَنَازِلا

قَفْراً وَكانَتْ مِنْهُمُ مَآهِلا

أَمْسَيْنَ آثاراً بِهَا خَوامِلا

نُؤْياً تَعَفَّى وَرَماداً حائِلا

حالَف أَظْآراً بِهَا مُواثِلا

كَأُمَّهاتِ الرَأْمِ أَوْ خَلائِلا

وَاسْتَبْدَلَتْ مِنْ أَهْلِها بَدائِلا

عِيناً وَأَرْآماً بِهَا مَطافِلا

وَقَدْ تَرَى بِيضاً بِهَا عَقَائِلا

يُصبِحْنَ عَنْ قَسِّ الأَذَى غَوافِلا

يَنْطِقْنَ هَوْناً خُرَّداً بَهَالِلا

لا جَعْبَرِيّاتٍ وَلا طَهامِلا

إِذَا اعْتَقَدْنَ السُورَ وَالخَلاخِلا

وَالدُرَّ وَالمَرْجانَ وَالأَكالِلا

وَهَوَّلَتْ مِنْ رَيْطِها تَهَاوِلَا

كَأَنَّ يَوْماً غَيْرَ قَرّ شامِلا

يَنْسُجُ غُدْرَاناً عَلَيَّ مَضاحِلا

إِذَا مَشَيْنَ مِشْيَةً تَحامُلا

حَسِبْتَ فِي أَعْجازِها خَوازِلا

مِنْ جَذْبِهِنَّ العَقِدَ الدُماحِلا

مَيَّلْنَهُ مُلْتَبِداً أَوْ هَائِلا

كَأَنَّمَا فَيَّأْن أَثْلاً جاثِلا

إِذَا المُتُونُ مَدَّتِ الجَدائِلَا

مِنْ طُولِهَا وَالقَصَب الأَخَادِلا

وَرَكَّتِ الأَفْخاذَ وَالبَآدِلا

رَكَّ المَتَالِي تَتَّقِي المَوَاحِلا

أَوْ ذُقْنَ بِالأَخْفافِ رَهْصاً ماجِلا

يَجْلُونَ غُرّاً تَمْطُرُ الهَلائِلا

كَالبَرْقِ يَجْلُو بَرَداً سُلاسِلا

يَسْقِينَ مَنْ كُنَّ لَهُ حَلائِلا

بِخَصِراتٍ تَنْقَعُ الغَلائِلا

غادَرَهُنَّ السَيْلُ في ظَلائِلا

أُسْقِين وَاسْتَفْرَعْنَ مِنْ مَعَاقِلا

تَغْتاضُها تَنْصِيفَكَ الحَوَاجِلا

يَسْقِي الأَعَالِي الرَصَف الأَسافِلا

إِذَا اسْتَجاشَتْ حَصِباً شُلاشِلا

سَمْحَ المُؤَتَّى أَصْبَحَتْ مَوَاكِلا

وَقَدْ تَرى حَيّاً بِهَا وَجامِلا

حَوْماً يُحِلُّونَ الرُبَى كَلاكِلا

مُؤْدِينَ يَحْمُونَ السَبِيلَ السابِلا

تَعْدُو العِرَضْنَى خَيْلُهُمْ عرَاجِلا

مِنَّا يُسَامُون أَخاهُم وائِلا

إِذَا مَعَدٌّ عَدَّتِ الأَوائِلا

وَابْنَا نِزارٍ فَرَّجَا الزَلازِلا

عَنِ المُصَلِّينَ وَأَزْلاً آزِلا

حِصْنَيْنِ كَانَا لِمَعدٍّ كاهِلا

وَمَنْكِبَيْنِ اعْتَلَيَا التَلاتِلا

بِذَاكَ تَلَّا عَنْهُما المَتَالِلا

فَأَوْرَثَانَا الأَصْلَ وَالأَطَاوِلا

بِحَيْثُ شَدَّ الجابِلُ المَجَابِلا

قَوْماً إِذا ما جَرَّدُوا المَنَاصِلا

حَسِبْتَ مِنْ مَقْرُوحَةٍ هَوَادِلا

إِذَا انْتَحَتْ آثَارَهَا جَوَازِلا

نَرى جِبالَ البَلَدِ الصَواملا

تَسامياً إِذْ حَصَّلُوا المَحامِلا

بَحْرَيْنِ مَدّاً عُنْفُوَاناً جافِلا

كِلاهُمَا يَسْتَكْرِهُ المَسايِلا

إِذَا عَلاها مُجْرَهِدّاً ساحِلا

ذا دائِراتٍ يَنْفُضُ المَجَاوِلا

فَالناسُ إِنْ فَصَّلْتَهُمْ فَصائِلا

كُلٌّ إِلَيْنَا يَبْتَغِي الوَسائِلا

قَدْ جَرَّبُوا أَخْلاقَنا الجَلائِلا

وَنَتَقُوا أَحْلامَنَا الأَثَاقِلا

فَلَمْ يَرَ الناسُ لَنَا مُعَادِلا

أَكْثَرَ عِزّاً وَأَعَزَّ جاهِلا

يَرَوْنَ إِذْ عَدُّوا لَنَا الفَضَائِلا

مِنَّا رَسُولاً بَلَّغَ الرَسائِلا

خَلِيفَةً يُمْضِي القَضاءَ القاصِلا

رِبابَةً رَبَّتْ وَمُلْكاً آثِلا

فَقُلْ لِأَرْوَى إِذْ رَأَتْنِي ذاهِلا

وَاتَّابَ هَمٌّ يُكثِرُ البَلابِلا

إِنِّي رَأَيْتُ الحِجَجَ القَلائِلا

وَلَيْلَةً تَرْجِعُ يَوْماً ناسِلا

يُدْرِكْنَ بِالكَرِّ الصَحِيحَ الآمِلا

مَكْفِيَّ أَعْمالِ الفَتَى أَوْ عامِلا

إِذَا هَوِيُّ العامِ أَدْنَى قابِلا

مِنْ قابِلٍ ساقَ البَعِيدَ الآجِلا

بِالقَدْرِ تَقْرِيبَ القَرِيبِ العاجِلا

كَفَى بِتَكْرارِ اللَيالِي قاتِلا

وَالدَهْرُ أَحْبَى يَفْتِل المَفَاتِلا

إِنْ يَغْفِلُ المَرْءُ فَلَيْسَ غافِلا

يَبْغِيهِ يَوْماً جِنَّةً وَخابِلا

وَالأَدَدَ الأَدَادَ وَالعَضائِلا

بَل إِنْ تَرَيْنِي أَشْتَكِي الرَحائِلا

مِنْ قَتَبِ الدَيْنِ وَدَهْراً باسِلا

أَجْرَدَ جَلّابَ البَلايَا آكِلا

خارِجَةً أَنْيابُهُ قُصَامِلا

لَوْ يَرْكَبُ الفِيلَ لَأَمْسَى قاحِلا

وَالبُخْتَ أَنْضَى البُخْتَ وَالقَرامِلا

مِنْ طُولِ حَطْمِ السَنَةِ الهَزائِلا

بَل إِنْ تَرَيْنِي أَشْتَكِي الأَلَائِلا

مِنْ قُحَمِ الدَيْنِ وَثِقْلاً ثاقِلا

كَأَنَّ بِي مِنْ صالِبٍ مَلائِلا

وَعَصَبَ الفَخْذَيْنِ وَالأَباجِلا

وَمِنْ رِضافِ الرُكَبِ المَفَاصِلا

مِنْ كَلَف الحاجاتِ أَغْدُو رَاجِلا

فَقَد أَرانِي أَرْحَلُ المَرَاحِلا

فِي الوَفْدِ أَوْ ذَا حاجَةٍ مُناضِلا

أَوْ زِيرَ بِيضٍ تَرْفُلُ المَرَافِلا

أَمْضَغُ مِسْواكِي وَأَغْدُو هامِلا

مُخْتَبِطاً وَلاعِباً مُهَازِلا

وَأَتَّقِي الفَحْشاءَ وَالنآطِلا

وَقَدْ كَفَى اللَّهُ السَفِيهَ الجاهِلا

بَغْيَ الأَذَى وَالأَجْنَبِيَّ الغافِلا

وَيَعْتَرِي مَنْ يَطْلُبُ الوَسَائِلا

وَجْهَ الكَرِيمِ وَالجَوادَ الباذِلا

وَيُبْغِضُونَ الصَمْعَرِيَّ الباخِلا

فَقُلْتُ إِذْ عالَجْتُ دَيْناً شاغِلا

لا بُدَّ مِنْ قَوْلِي وَكُنْتُ قائِلا

يَمِّمْ سُلَيْمانَ تَجِدْهُ واصِلا

أَعانَ مِنْهُ حسَباً ونائِلا

مُحْتَسِب الأَجْرِ كَرِيماً فاعِلا

تَقْوَى بِها زَيَّنَ رَأْياً كامِلا

فَسَدِّ مِنْ طَوْلِكَ عِنْدِي طائِلا

ما زِلْتَ ذا طَوْلٍ يُجِيبُ السائِلا

خَيْراً وَلا تُلْقَى كَذُوباً ماطِلا

قَامَتْ وَلا تَنْهَزُ حَظّاً واشِلا

قَيْسٌ تَعُدُّ السادَةَ البَجَائِلا

فَوَجَدُوا آباءَك الأَفاضِلا

لِأُمَّهاتٍ لَمْ تَكُنْ نَقائِلا

إِنِّي وَلا أَمْتَدِح الأَرَاذِلا

أَخٌ وَخالٌ لا يَنِي مُجامِلا

يَرْعَاكَ بِالْغَيْبِ وَلَيْسَ خاذِلا

وَإِنْ رَأَى ذاكَ الحَسُودَ الغائِلا

عاداهُ إِعْلاناً وَسِرّاً داخِلا

لا بُدَّ أَنْ يَقْصِدَ أَوْ يُحاوِلا

تَعْوِيرَ باغٍ يَبْتَغِي العَقاقِلا

بِمُوجِعاتٍ تَبْلُغُ المَقَاتِلا

تُبْقي صُدَاعاً وَنَحِيباً ساعِلا

مِنْ وِرْدِ حُمَّى أَسْأَرَتْ عَقابِلا

بَلْ بَلْدَةٍ تُكْسَى القَتامَ الطاحِلا

تُقَنِّعُ المُومَاةَ طَسْلاً طاسِلا

وَمِنْ لُعَابِ الشَمْسِ مَوْجاً عاسِلا

تَصْقُلُ مِنْ أَحْدابِها المَصَاقِلا

تَرَاهُ غَمْراً مَرَّةً وَضاحِلا

يَمْطُو مَطَاهَا القُلُصَ الذَوامِلا

إِذَا الغُرُوضُ اضْطَمَّتِ الحقائِلا

كَلَّفْتُها ذا شِرَّةٍ مُرَاكِلا

أَعْيَسَ لا كَزّا وَلَا مُواكلا

إِذَا الوَسِيقُ استَرجَفَ البَراطِلا

كَأَنَّ تَحْتِي صَخِباً جُلاحلا

قَدْ شاطَ مِنْ تَسْوِيفِهِ مَبَاوِلا

تَرَى بِصَفْحَي عُنْقِهِ مَآكِلا

مِنْ نَهْشِ كَدّاماتِهِ مَباتِلا

وحَلَقاً مِنْ رَكْضِها بَوازِلا

فِي نَحْرِ جَأْبٍ يَرْفَعُ الصَواهِلا

طَرّادِ سِتٍّ يَحْجُلُ المَحَاجِلا

تَراهُ في إِحْدَى اليَدَيْنِ زامِلا

كَأَنَّمَا شُدَّ هِجاراً شاكِلا

يَرْعَى تِلاعَ النَجَفِ المَباقِلا

وَالصَحْصَحَانِينَ وَيَنْزُو واقِلا

قُفّاً كَسِيساءِ المُعَنَّى قافِلا

يَرْكَبُ قَيْناهُ وَقِيعاً ناعِلا

أَسْمَرَ مِنْ تَقْلِيبِهِ الضَلاضِلا

يَنْجُلُ شَذّانَ الحَصَى المَنَاجِلا

قَذْفَ المُرَامِي دَاوَلَ المُدَاوِلا

قَدْ طاوَعَتْ مِنْ مَشْقِهِ الخَصائِلا

زَرّاً وَلَمّا تُعْطِهِ النَخائِلا

وَأَضْمَرَتْ إِلَّا عَقِيماً حائِلا

مِنْ نُعَرِ الصَيْفِ الوِحامَ الآفِلا

يُصبِحنَ مِن تَشلالِهِ ذَوابلا

تَلويحَكَ النَبعِيَّةَ العَواطِلا

يَمعَجنَ لا عُصْلاً وَلا حَنابِلا

مُتَّسِقاتٍ تَخْبِط الأَخاضِلا

حَتَّى تَجَرَّمْنَ الرَبِيعَ الزائِلا

وَمَارَ لِبْدُ الحَوْلِ عَنْ جَدائِلا

وَادَّرَعَتْ مِنْ قِهْزِها سَرابِلا

أَطارَ عَنْها الخِرَقَ الرَعابِلا

مَمْسُودَة أَصْلابُها جَوادِلا

جَدَّدَ مِنْها جُدَداً عَساقِلا

تَجْرِيدَكَ المَصْقُولَةَ السَلائِلا

دَوَّى بِها لا يَعْذِرُ العلائِلا

وَهْو يُصَادِي شُزَّباً مَثائِلا

إِذَا اسْتَصَامَ اسْتَقْبَل الأَصائِلا

مُسْتَوئِلاً مَرّاً وَمَرّاً نائِلا

حَتَّى إِذَا مَا أَهْيَج الجَدَاوِلا

مِنَ المِعَى وَالرَوْضَ وَالسَلاسِلا

وَخالَفَ الوِقْطانَ وَالمَآجِلا

وَكانَ لَدَّاغَ السَفَا مَعَايِلا

وَحَرَّقَ الصَيْفُ أُجاجاً شاعِلا

ذا هَبَواتٍ تَنْشِفُ السَمائِلا

وَلَوَّحَتْ نَهْدَي القُصَيْرَى ذابِلا

مشْحىً يُبَقِّي ماءَه أَو آبِلا

كَالآبِقِ العُرْيانِ أَمْسَى باهِلا

هاجَ بِهِنَّ يَنْتَحِي مُهاجِلا

فِي الشَدِّ إِذْ سَاجَلْنَهُ مُساجِلا

يَقْرُو بِهِنَّ الأَعْيُنَ الضَواهِلا

قِلْوٌ رَجِيلٌ يَنْتَحِي رَجَائِلا

يَتْرُكْنَ حَفّافَ الحَصَى غَرابِلا

وَهوَ يُغَنِّيها غِناءً زاجِلا

أَبَحَّ فِي بُحَّتِهِ جُلاجِلا

مِنْ نَهْمِهِ الحِشْراجَ وَالوَلَاوِلا

يُلْقِي عَلَى الأَصْلاءِ كِفْلاً كافِلا

كَالنَوْطِ مِنْ تَعْرِيضِهِ الجَحافِلا

فَلا تَرَى إِذ أَعْرَض القَبائِلا

مِنَ الصَبِيَّيْنِ وَحِنْواً ناصِلا

أَشْرَفَ مِنْ حَرْفِ القَفَا صُنادِلا

مِنْ بَيْنِ لِحيَيْهِ لِساناً مائِلا

في مِثْلِ جُحْرِ الذِئْبِ يَكْسُو الفائِلا

مِنْ مَجِّ شِدْقَيْهِ الرُوَالَ الرائِلا

إِذا تَقَضَّى هابَلَتْ مَهَابِلا

كَرَيِّقِ الشُؤْبُوبِ فِي خمايِلا

هادٍ يَشُقُّ الطُرُقَ الدَلائِلا

مُسْتَصْدِراً عَنْ مَنْهَلٍ أَوْ ناهِلا

شَلَّ الأَجِير اسْتَذْنَبَ الرَواحِلا

أَصَكَّ سِمْعاً يَلْحَسُ الثَمائِلا

طَلَّقْنَهُ فَاسْتَوْرَدَ العَدامِلا

وَلَمْ يَجِدْ فِي شُنْظُبٍ صَلاصِلا

فَانْقَضَّ يَهْوِي مُخْلِفاً مُغاوِلا

عَلَى عِجالٍ تَنْتُفُ القَلاقِلا

أَسْقِيَةً جَفَّتْ وَسَلْماً قاحِلا

لَوَى بِهَا أَخفِيَةً خَرَامِلا

فَهيَ تُباري راتِكاً وَرامِلا

في مَورِداتٍ تَخبِطُ المَواصِلا

مِنْ أُكْمِها وَالأَرْؤُمَ الخَواذِلا

بِالقَسْمِ وَالأَوْدِيَةَ الجرَاوِلا

إِلَى بَرُودٍ يَنْفُجُ الفَسائِلا

إِذَا جَرَى مُنْصَلِتاً هُلاهِلا

بِطَرْدِها في ثَجَلٍ عَثاجِلا

جاءَتْ عِطاشاً تَرْكَبُ المَهَاوِلا

مُنْقَذِماتٍ أَوْ يَرِدْنَ غازِلا

جاءَتْ فَلاقَتْ عِنْدَهُ الضَآبِلا

وَالخِيسُ يطْوِي مُسْتَسِرّاً باسِلا

سِمْطاً يُرَبِّي وِلْدَةً زَعابِلا

قَدْ ذادَ لا يَسْتَكْسِلُ المَكَاسِلا

عَنْ عَيْنِهِ الضَبَّاحَةَ الثَرامِلا

وَالذِئْبَ وَالخَمّاعَةَ الجَيَائِلا

يَبْنِي منَ الشَجْراءِ بَيْتاً دَاغِلا

وَباتَ يَمْطُو أَشْهُراً مُلامِلا

صَفْراءَ تَحْدُو أَنْصُلاً مَطائلا

لَمّا خَبَطْنَ الماءَ وَالمَآجِلا

أَهْوَى وَقَدْ ناشَفْنَ شِرْباً وَاغِلا

فَلَمْ يُصِبْ وَاصْعَنْفَرَتْ جَوافِلا

وَيْلٌ لَهَ مِنْ عَضِّهِ الأَنامِلا

وَكانَ في تَختالِهِ المُخاتِلا

حَتَّى إِذا الحَرُّ اسْتَقالَ القائِلا

وَكانَ رَقْرَاقُ السَفَا فَتائِلا

ظَلَّتْ وَظَلَّ كَالصَبِيرِ جَاذِلا

يُرَاقِبُ النَهارَ أَنْ يُزائِلا

فِي عانَةٍ يُجِيلُها المَجَاوِلا

يُشْفِقُ أَنْ يَعْدِلَها المَعَادِلا

إِذَا انْتَحَى مِنْها نَحُوصاً حائِلا

قَبّاءَ تَعْدُو المَرَطَى أَوْ حامِلا

لَمْ يُنْجِها الوِئَالُ أَنْ تُوَائِلا

وَلَوْ كَسَتْهُ خَضِلاً شُلاشِلا

أَبْيَضَ مَهْواً أَوْ كُمَيْتاً آئِلا

تَحْسِبُ جِلْدَ خَيْفِها فَلافِلا

مِنْ جانِبِ الغِرارِ أَوْ مَكاحِلا

يَعَضُّ مِنْها مَنْسِجَاً أَوْ فائِلا

وَاللِّيتَ أَوْ يَسْتَلْحِمُ المنَاقِلا

كَأَنَّما يُجَلْجِلُ الجَلاجِلا

فِي جَوْفِهِ إِذَا أَرَنَّ ساحِلا

يُغْشِي الحُزُونَ وَالمَكانَ الجارِلا

وَأَباً تَرَى جُمِّعَ مِنْ جَنادِلا

أَرْساغُهُ تُمَرُّ جدْلاً جادِلا

حَتَّى إِذَا ما اجْتابَ لَيْلاً لائِلا

هَيَّجَها وَلَمْ تَخَلْهُ فاعِلا

يَعْلُو بِها القُرْيان وَالمَسَايِلا

وَكُلَّ صَمْدٍ يُنْيِتُ القَلاقِلا

تَحْسِبُهُ إذَا اسْتَتَبَّ دائِلا

كَأَنَّما يُنْحِي هِجَاراً مائِلا

فَلا تَرَى بَعْلاً ولا حَلائِلا

كَهْوَ وَلا كَهُنَّ إِلَّا حاظِلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن رؤبة بن العجاج

avatar

رؤبة بن العجاج حساب موثق

العصر العباسي

poet-Roba-bin-Al-Ajaj@

185

قصيدة

88

متابعين

رؤبة بن عبد الله العجاج بن رؤبة التميمي السعدي أبو الجحّاف أَو أَبو محمد. راجز، من الفصحاء المشهورين، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية. كان أكثر مقامه في البصرة، وأخذ عنه ...

المزيد عن رؤبة بن العجاج

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة