أُحبُّ من الليل أَوَّلَهُ , عندما تأتيان معا
يداً بيد , ورويداً رويداً تَضُمَّانِني مَقْطَعاً مقطعا
تطيران بي , فوق . يا صاحبيَّ أَقيما ولا تُسْرِعا
وناما على جانبيَّ كمثل جناحيْ سُنُونُوَّة مُتْعَبَهْ
حريرُ كما ساخِنٌ. وعلى الناي أَن يتأنَّى قليلا
ويصقُلَ سُوناتَةً , عندما تقعان عليَّ غموضاً جميلا
كمعنى أُهْبَةِ العُرْيِ , لا يستطيعُ الو صولا
ولا الانتظار الطويلَ أَمامَ الكلام , فيختارني عَتَبهْ
أُحبُّ من الشعر عَفْوِيَّةَ النثر والصورةَ الخافيةْ
بلا قَمَرٍ للبلاغةِ : حين تسرين حافيةً تترُكُ القافية
جِماعَ الكلام , وينكسِرُ الوَزْنْ في ذروة التجربةْ
قليل من الليل قربك يكفي لأخرج من بابلي
إلى جوهري آخري . لا حديقةَ لي داخلي
وكُلُّكِ أَنتِ. وما فاض منك ((أَنا )) الحُرَّةُ الطيِّبةْ
محمود درويش شاعر المقاومه الفلسطينيه ، وأحد أهم الشعراء الفلسطينين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة و الوطن المسلوب .محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة أبناء وثلاث بنات ...