الديوان » العصر الأندلسي » ابن وهبون » بيني وبين الليالي همة جلل

عدد الابيات : 21

طباعة

بيني وبين الليالي همّة جَللُ

لو نالها البدرُ لاستخذى له زُحَلُ

سرابُ كلِّ يَبابٍ عندها شَنَب

وَهَولُ كلِّ ظلامٍ عندها كحل

من أين أبخَس لا في ساعدي قصر

عن المساعي ولا في مقولي خَطَلُ

ذنبي إلى الدهر إن أبدى تعنُّتَهُ

ذنبُ الحسام إذا ما أحجمَ البطل

يا طالبَ الوفرِ إني قمت أطلبها

علياءَ تَغنى بها الأسماعُ والمقل

لا كان للعيش فضل لا يجود به

يكفي المهنّدَ من أسلابه الخلل

لكن بخلتُ بأنفاسٍ مهذَّبَةٍ

تروي العقول وهنُّ الجمرُ والشُّعَل

إذا مدحتُ ففي لخمٍ وسيّدها

عن الأنامِ وعمّا زخرفوا شُغَل

وإن وصفتُ فكاليوم الذي عرفت

بكَ الفرنجةُ فيه كُنهَ ما جهلوا

وقد دلفتَ إليهم تحتَ خافقةٍ

قلبُ الضلالةِ منها خائف وجل

فراعهم منكَ وَضَّاحُ الجبينِ وعن

نشر الحسام يكونُ الرعب والوهل

وحين أسمعتَ ما أسمعتَ من كلمٍ

تمثَّلت لهمُ الأعرابُ والرِّعَلُ

وكلما نفحت ريحُ الهدى خَمَدَت

ذَماؤهم وسيوفَ الهند تشتعلُ

جيش فوارسه بيض كأنصله

وخيله كالقنا عسَّالةٌ ذُبُل

يمشي على الأرض منهم كلُّ ذي مرحٍ

كأنما التيهُ في أعطافه كسل

أشباهُ ما اعتقلوه من ذوابلهم

فالحربُ جاهلةٌ مَن منهمُ الأسَلُ

لولا اعتراضُكَ سدّاً بين أعينهم

لكان يَغرقُ فيها السهل والجبل

أنسيتها النظرَ الشّزرَ الذي عهدت

فكلُّ عينٍ بها من دَهشَة قَبَلُ

ترسَّلوا آلَ عبادٍ فربَّتما

لم يُدرِكِ الوصفُ ما تأتون والمثل

إذا أسرتم فما في أسركم قَنَطٌ

وإن عفوتم فما في عفوكم خَلَلُ

يقبّلُ الغلَّ مرتاحاً أسيركمُ

فهو البشيرُ له أن تُسحَبَ الحلل

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن وهبون

avatar

ابن وهبون حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Wahbon @

52

قصيدة

80

متابعين

عبد الجليل بن وهبون، الملقب بالدمعة المرسي، أبو محمد. أحد الشعراء الأدباء الفحول المجيدين في الأندلس، قال ابن بسام في ترجمته: شمس الزمان وبدره، وسر الإحسان وجهره، ومستودع البيان ومستقره، أحد ...

المزيد عن ابن وهبون

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة