لا تجزعي من منهضي ورحيلي

واستبشري إِن مت أو لقفولي

إِني امرؤ هاجرت أرجو ما رجا

من فارق الدنيا لغير سبيل

لو تعلمين بحالتي لم تحمدي

نومي ولا أبكاك خطب رحيلي

حتى متى أثوى بأرض عطلت

منها حدود اللّه نحو رُذول

يثني بدار الخزي وهنٌ أبلد

قد قيدت أقدامه بكبول

لا يحسب السفهاء أني منثن

عن عزمة همَّت بأمر ثقيل

لا بد من حل ورحل وابتغا

قوم أولي بأس لهم وخيول

قد يعرفوا من همتي ما يعرفوا

من محضري يوم الوغى ونهول

حسبي أسىً من قولهم إني امرؤ

يمَّمت إِلاَّ مرتج لسئول

من أجل بعد قد رأوا أم يحسبوا

أن الاخا في الدين غير أثيل

ما بال بلج وابن عوف أقبلا

أيام عبد اللّه صدر رعيل

فكفى بهم إِن لم أزرهم جحفلاً

أطفي به أحزان كل غليل

إِن الذي جشمت نفسي قصده

مستنصراً للدين غير خذول

هل من حميّ الأنف يرمي ما ارتمى

سيف إِلى كسرى لقصد خليل

قد عالج الاخوان ليلاً مثل ما

عالجتها في جنح ليل طوبل

حسبي بنجلي أحمد أو بالفتى

من طارق في رحلتي وحلولي

أكرم بهم من فتية أكرم بهم

ناديهم نادي حمى وجميل

ما موقفاً واقفتهم إِلاَّ بكوا

دين الهدى عن حرقة وعويل

يا معبد يا أحمد سيراً فقد

سار الرضا عبد الاله خليلي

وارموا بنا نحو الخليل المرتضى

المفزع المأوى لكل دخيل

ذاك الذي جلى عمانا بعدما

واراهم غيم الطغى بذيول

ذاك الذي يخطو خطا من صارفي

وادي القرى أو آسك ونخيل

ذاك الذي أبدا لنا ما قد مضى

من راشد والصلت وابن رحيل

ذاك الذي لما يزل مستلئماً

للّه في المستلئمين عدول

يا خير خلّ في الاله أجب أجب

ناداك اخوان بوجه قبول

يا خير خل خرّبت أوطاننا

واستعبد السفاه كل نبيل

يا خير خل لم نطق دفع الأذى

عن أخذ مكنون وجذّ نخيل

يا خير خل لو ترى من نحونا

من شقشقات البغي بعد صهيل

يا خير خل هل لنا من راحة

مما لدينا من دناة غفول

يا خير خل من بقي من بعدنا

أضحى لدى المحراب ضرب طبول

يا خير خل غالنا ما غالكم

فيما مضى من ديلم وعقيل

يا خير خل أصبحت أسواقنا

أسواق سحت واعتدا ومحول

يا خير خل حسبنا أن الفتى

يجزي الفتى كيلا بصاع مكيل

يا خير خل قد غلبنا فانتصر

وانظر لنا في رأي عزم أصيل

واعلم بأن المال إِن أسديته

دون الورى لم تغشه بقبول

واغفر خطايا مذنب إِذ قال ما

لم ترضه لما عني بسئول

والنار مثواه وحسب قعرها

إِن رام هذا الافتخار وحيل

والحمد للّه الذي قد قدست

أسماؤه عن والد وسليل

ثم السلام الأطيب السامي على

مبعوثه الأميّ خير رسول