الديوان » عمان » أبو مسلم البهلاني » قد اهتزت الأكوان وارتعد الملا

عدد الابيات : 86

طباعة

قد اهتزت الأكوان وارتعد الملا

لقتل امام قامَ اللّه فيصَلا

على سيرة الفاروقعدلاً وحكمةً

يسير بها للّه ليسَ لما خَلا

إمام حباه اللّه نصراً مؤزراً

ولم يتخذ شيئاً سوى اللّه مَوْئلا

وقام بقسط اللّه في أهل أرضه

بخارقة من أمره تعجز الملا

على سُنة ذا همّةٍ مشمخرة

لاظهار حكم اللّه حتى تهللا

تجرد يُعلي كلمة اللذه همُّةُ

ليصبح مغزى كلمة الكفر أسفلا

بسطوة مقدام إذا الحرب ألهبت

ولا ينثنى إلا وقد أدرك العلى

يفلق هامات الخطوب بعزمه

إذا قام قرن البغي أعلاه مقصلا

رأى الجور أربى فاستقام لقطعه

وما كان وَهْناً رايُه متزلزلا

لقد باع في ذات الجهادين نفسه

فما أربح البيعَ العظيم وأفضلا

فعاش على التحريض في ذات ربّهِ

مخافة حد اللّه أن يتعطلا

رأى حرمات اللّه لا من يصونها

قوي ولا عدل يرد المبدلا

فشمر ذيل العزم تشميرَ غيرة

فأصبح عرش البغي عرشاً مثللا

له سيرة الأبرار لا متكبراً

ولا واهناً في العدل أو متعللا

يبيت يناجي اللّه خوفاً ورغبةً

كان عليه للمهابَة أفكلا

إلى أن أراد اللّه اكرام ذاته

بنقل ونعم الدار فيها تنقلا

فأصبح في بحبوحة الخلد ناعماً

وطوبى لمن جوزي بها وتقبلا

كما جد في احيائه الدين جده

وفارق دنياه رضياً مكملا

سقى اللّه قبراً ضمه رَوح رحمةٍ

توالى عليه بارقاً متهللا

بروحي أفديهِ طعيناً ممزقاً

وكان مُفدَى الحور ساعةَ جُدّلا

يجود بنفس طيَّبَ اللّه ذاتها

إلى يَدربّ العرش تبغي تحولا

تقبلها الرحمن بالروح جاعلاً

لها بين من حازوا الشهادة منزلا

لقد فاض مظلوماً بطعنة فاجرٍ

له الويل لا زال الشقيَّ المبهلا

هنيئاً أمين الله نلتَ شهادة

وأبقيت ذكر الطيبين مبجلا

ولو فوديت نفس فديناك طيبةً

ولكنها الآجال تمضي إلى البلى

عزاء لأهل الحق إن مصابكمْ

جليل ولكن يلزم الصبر في البلا

لنا خلف في الله عنه وسلوة

بأن امام المسلمين له تلا

جزى الله عنا المسلمين جَزآءَهُ

بساعة لم يُلغوا حمى الدين مهملا

راوا فتنةً صماء جاشَتْ جيوشها

فقاوَمَها عيسى فطاشت كلاولا

وثايَرَهُ من عصبة الدين أسرَةٌ

لهم غيرة من يوم عمار تجتلى

قياماً بحق الله فانتخبوا لها

هماماً لكل المكرمات تقيلا

مجيد عظيم الهم سبط نجادُهُ

إذا أقبلت كبرى العظائم أقبلا

تقلدها لا قاصراً عن شئونها

ولكنها جَلت فلاقَتْ مجللا

تردَّ أمينَ الله ثوباً كساكَهُ

الَهُكَ لم يدنس ولا بلغ البلى

تناولتَه عن عاهٍن بعدَ عاهن

ملوك بني قطحان أول أولا

فلله سربال من النور جاءَ مِنْ

خليل بن شاذان وَصَلتٍ ومن خلا

فلا زال سربالاً تزين بوشيهِ

على محور القرآن حِيكَ وهلهلا

شكرنا رجالاً قلدوك حسامَها

فراسة ايمانٍ وسر تسَلسَلاَ

فقد صدقت فيك الفراسة منهمْ

فما وقعَت إلا على الحق والجلا

فيا لرجال الله حقاً نَصَرتُمُ

وعزرتمُ هذا الامام المفضلا

تنورتموه وهو نجمٌ لأفقها

فأصبح هذا الكون بالنور مشعلا

لدى ملكوت الله يُتلى ثناؤهُ

وللملأ الأعلى لأمثاله ولا

أمام غدا في جبهة الدهر غُرةً

له قَدَمٌ في الصالحات وفي العُلى

هو الباسل الضرغام في حَومة الوغى

وقد عرفت منه الكوارث مَبهَلا

محمد المعروف في الأرض والسما

بصِيتٍ على لسن الملائك أسبلا

صبور على العلات أما خلاله

فزُهر وأما المال فالويل في الملا

حليم على جهل الجهول مُرَزَّءٌ

يصادي الرزابا ثابتاً متوكلا

يُدبر ما لا يوهن الجيش صعبه

ولو لم يجرد فيه رمحاً وفيصلاً

ويبرم روعات الأمور بحكمةٍ

ويصدر في الأزمات راياً مؤصَّلا

كأنَّ سديد الرأي وحيٌ منزل

وحاشا ولكن قله وهباً مرسلا

لكم حل منه الرأي صعباً فأصبَحَتْ

مصاعب ذاك الأمر أمراً مسهّلا

وكم صادمته من لياليهِ نكبة

ففكك أغلالاً وكشف معضلا

حرام عليه أن يبيتَ لحادث

إذا لم يُصَبحّه الجلاءَ معجلا

إليك أمير المؤمنين رسالةً

وحسبي فخراً أن أكن لك مرسلا

تيقن بأن سر الخليلي قد بَدا

على وجهك الميمون بَرقاً تهللا

تيقن بأن سرّ الخليلي إذ دعا

أتيح له نصر على لوحه انجلى

دعا دعوة يا قدس الله سرَّهُ

أجيب بها حياً ومن بعد ما خلا

سموط ثناء جُرّدت من ضميره

فكانت على أعداء ذا الدين مقصلا

فيا دعوةً لم يغلق الله بابها

بها ركن عرش الظالمين تزلزلا

فقضى بها سُودَ الليالي زواهراً

بصوت لعرش الله قطعاً توصلا

يغوث والأكوان تحت جبينه

يغوثن تأميناً إذا ما تبتلا

ومن لي بأنصار إلى الله وحده

ومن لي بسيف يقطع الهامَ والكلا

فأصبحت في ذاك الدعاء إجابَةً

وأصبحتَ ذاك السيف ذو كان أملا

لكان رسول الله دعوة جده

وكنتَ أمينَ الله في ذاك من تلا

تناول عقود الدر من خير ناظمٍ

نعم هو نور مجتنى منك مجتلى

لقد طال ما أوعيتَ أذني جواهراً

رجعناه منا كن له متقبلا

وأوليتني فضلاً لو الشمّ طوّقت

لقد كان منها في الموازين أثقلا

ومن أسف إني أودع مَربَعاً

أنيقاً بهِ كنتم ربيعاً ومعقلا

ومالي صبر عنكم باستطاعةٍ

ولكن رأيت الصبر بالحرّ أجملا

عسى نفحة الرحمن تجمعُ بيننا

فيصبح ما بالقلب خَطباً مسهلا

ولولا فروض الزمتني أداءها

لشيخ عسى لا يستطيع التنقلا

حليف العصا يمشي الهوينا أصابَهُ

مُصابُ بني الستين وهناً فحوقلا

وصية ربي فيه أرعى حقوقها

ولولاه لم أنصب لنفسي مزحلا

رحلت إليه كي أفوز بقربهِ

فألفيت منهُ المنزل المتخولا

ولولا خطوب ضعضعت من جناحه

لسابق سير الريح نحوكَ مذملا

فهل لكم فيه وقد نجمت لَهُ

نواجم دهر بالشدائد والبَلا

ولم يبق في الدنيا له من معول

سواك ونعم الركن أنتَ معوّلا

فلا تنبذنه بين أسْدٍ عوابسٍ

وبين بلاء حيث ادْبَرَ أقبلا

فلا يبطئن تدبيركم في رجوعه

فلا زلتَ في الاحسان يمناك أطولا

وما كان شيخي واهناً في اصطباره

ولا طائشاً في أمره متخذلا

ولكن ريب الدهر صعب مراسه

ترى كل حُرٍّ تحته متزلزلا

يعاند جَرْىَ الحر حتى يثلَّهُ

ويترك روض النبل والفضل ممحلا

بشينمتك الزهراء لا تنسينهُ

حنانيك عقبى الخير لن تتحولا

حنانيك يا سبط الخليلي إنها

ذخيرة خيرٍ قصَّرَتْ دونها الملا

أغث عانياً أربح ثواب فكاكه

فلا زلتَ للإسلام حصناً وَمَوئلا

أتاح لك الرحمن نصراً مؤيداً

ولا زال خصم الدين خصماً مكبلا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو مسلم البهلاني

avatar

أبو مسلم البهلاني حساب موثق

عمان

poet-Abu-Muslim-Al-Bahlani@

248

قصيدة

1

الاقتباسات

144

متابعين

ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في ...

المزيد عن أبو مسلم البهلاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة