أصبحت لا أملك للنفس وطر
ولا أرد ذرة من القدر
أحمد مولاي على خير وشر
متسلماً لما قضى وما قدر
منتهياً عما نهى لما أمر
أصبحت والذنب عظيماً موبقاً
أوقعني في أسر اشراك الشقا
إن لم يكن لي سيدي موفقاً
ولم يكن لتوبتي محققا
فأين منجاتي كلا لا وزر
أصبحت عبداً في مقام الذله
قضيت عمري باطلاً وضله
أبارز اللّه بقبح الخله
انتهك الزلة بعد الزله
كأنني أمنت خزياً منتظر
أصبحت عبداً بذنوبي معتقل
قد غرني الجهل وأرداني الأمل
يا ويلتاه قد دنا مني الأجل
ولم أقدم صالحاً من العمل
أجاهر النعمة مني بالبطر
تلك صفاتي بئس وصف المتصف
عن كل ما يرضي الهي منحرف
أواه أواه عبيد مقترف
مصرح عما جنيت معترف
لا أرعوي لحكمة ومزدجر
ظلمت نفسي وتركت رشدي
وكان هزلي في الهوى وجدي
وفي المعاصي خطأي وعمدي
وكل شين وقبيح عندي
فاغفر الهي أنت أحفى من غفر
ها قد نمت الندم الصريحا
على حضيض ذلتي طريحا
تبت إليك توبة نصوحا
علمتك الحليم والصفوحا
أقل عثاري يا مقيلاً من عثر
تبت إليك توبة أخلصتها
طاهرة على الهدى نصصتها
خالصة من الهوى محصتها
على الذي يرضيك قد خصصتها
لا أبتغي بها سوى العفو وطر
تبت إليك حط عني اصري
أنا الذي أخلق وجهي وزري
أنا الذي أثقل ذنبي ظهري
أنا الذي فررت عنك عمري
وليس للعبد من اللّه مفر
تبت إليك عائذاً بوجهكا
من الخطايا الموجبات سخطكا
من ذا يقوم سيدي لمقتكا
أم من يطيق يا الهي عدلكا
فاحمل على فضلك عبداً ما أصر
تبت إلي توب من لا يرجع
عن كل ما يسخط ربي مقلع
ولست إلا في رضاك أنزع
إذ ليس لي إلا رضاك ينفع
والويل إن لم ترض ويل مستمر
تبت إليك توب من لن ينقضا
عهدك أو يأتي مكروهاً مضى
ما أعظم الفوز إذا نلت الرضا
والويل لي إن تك عني معرضا
اعراضك اللهم أدهى وأمر
تبت إليك من ذنوب السر
تبت إليك من ذنوب الجهر
ومن ذنوب قاصمات العمر
ومن ذنوب موجبات الفقر
ومن ذنوب غبها مسُّ سقر
تبت إليك من خواطر اللمم
وكل محظور جرى به العلم
وكل ما عدت له بعد ندم
وما انتهكت فيك من أي الحرم
ومن صغير وكبير مستطر
تبت إليك توبة تأتي على
قولي وفعلي تاركاً وفاعلا
وما جنيت عالماً وجاهلاً
وما اقترفت ذاكراً وغافلا
في حقك اللهم أو حق البشر
تبت متاباً جامعاً لما جرى
بالقلب والقالب مما حجرا
إليك نفسي نادماً مستغفراً
عند الصباح يحمد القوم السرى
إن يكن اللهم ذنبي مغتفر
تبت من الجور على كل أحد
والكبر والعجب ومن ذنب الحسد
ومن عقوق الوالدين والولد
ومن حقوق من دنا ومن بعد
في كل ما ضيعت من نفع وضر
أستغفر اللّه من التعسف
في الدين الغلو والتعجرف
ومن ذنوب الشك والشرك الخفي
وفتنة المسرف والمسوف
ومن قنوط واياس واشر
أستغفر اللّه للغو مقولي
وسعي رجلي ويدي في خطل
ولا تباعي الشهوات الرذل
ومهلك التقصير والتوغل
ومن ذنوب المسمعين والنظر
أستغفر اللّه لقصد انطوى
على رضا اللّه فصده الهوى
ونية تميلني لمن غوى
وإن يكن لكل عبد ما نوى
فنيتي التقوى واحسان الأثر
أستغفر اللّه من الكبائر
أستغفر اللّه من الصغائر
أستغفر اللّه لحلف فاجر
وكل ما يخطر في سرائري
وكان عبد اللّه ذنباً إن خطر
أستغفر اللّه من الملاهي
والبذل والتبذير في المناهي
والحب والبغض لغير اللّه
وخلق الفاخر والمباهي
والخيلاء والرياء والبطر
يا غافر الذنب اغتفر لي ذنبيه
يا قابل التوب تقبل توبيه
علمت هودي وشهدت لبيه
لبيك سعديك حنانيك ليه
إن تعف فالعفو جميل من قدر
فرطت في جنبك تفريطاً جلل
ولم أغادر ذرة من الزلل
آتي معاصيك على غير وجل
ثم ألح في الدعا بلا خجل
استعجل البر بادلال المبر
ما أعظم المصاب ويلي ماليه
وأقبح السوءة من أفعاليه
جملت رشدي ومقام حاليه
وفاتني رشدي من أغفاليه
يا ويلتا أوقعت نفسي في الخطر
يا من غياثي علمه ورحمته
ومفرغي احسانه ومنته
ومن معاذي لطفه ورأفته
ومن رجائي عطفه ونظرته
عبدك بالذنب كسير معتقر
عبدك قد باء بنفس ناكصه
وقد علمت مطلقاً خصائصه
ذا روعة قد أرعدت فرائصه
بتوبة من كل جرم خالصه
ينتظر العفو ونعم المنتظر
باسمك الأعظم اسم الذات
مجمع الاسما منتهى الغايات
بحق الأسماء المباركات
وبالكمالات وبالصفات
بما لأسمائك من نور وسر
بوصفك الذاتي والفعلي
بوصفك المضاف والسلبي
لست بموهوم ولا مرئي
مغاير الحسي والعقلي
تلك تعاليت سمات المفتقر
بقدسك الأسنى بسبحانيتك
بالمنظر الأعلى برحمانيتك
بوجهك الباقي بربانيتك
بالشاهد القاضي بوحدانيتك
في كل مصنوع ولو مثقال ذر
بأنك الأول من قبل الأول
بأنك الآخر من غير أجل
بأنك الخالق تعليل العلل
ولن تزال واحداً ولم تزل
يا باطن الذات وظاهر الأثر
بمقعد العز من العرش العظيم
بمنتهى الرحمة في الوحي الكريم
بكل إسم صانه العلم القديم
في السر أو علمته قلباً سليم
أو نزل الوحي به على بشر
بملكك الباقي بقدر العظمه
بالقسط حكماً بعلو الكلمه
بموضع السر في الآي المحكمة
بالنعمة المطلقة المتممة
طولاً إلهياً واحساناً وبر
برتبة الحق رفيع الدرجات
ذي العرش ملقى الروح باعث الرفات
بما على وجوده من بينات
بحق ما لذاته من الثبات
تبارك الباقي البقاء المستمر
بعزة القاهر واجب الوجود
بالصمد المعبود بالحق الودود
بالفاتح الباسط وهاب الجدود
بالوارث الباعث هامد اللحود
بمن إليه المنتهى والمستقر
بمجدك الأعلى بقهر الجبروت
بعزة الملك بعظم الملكوت
بعز سلطانك حي لا تموت
بلطفك الساري بعطف الرحموت
بنورك الساطع في وجه الأثر
بقهرك الشامخ بالكمال
بحكمة الشؤون في الأفعال
بشأنك الباهر أصناف الفطر
بالوحدة القديمة المكونه
بالقدرة الغالبة المهيمنه
بالقدم القيوم قبل الأزمنه
وبالتغالي عن ظروف الأمكنه
بالقرب بالدنو عِلماً ونظر
بسبحات النور الحقيقيه
بأبحر المحامد العميقه
وبنعوت ذاتك الحقيقيه
ظاهرة تذكر أو دقيقه
في علمك المكنون عن درك الفطر
بحقك الواجب في طوع الذمم
بعهدك الأشد بالوعد الأتم
بنورك المشرق كاشف الظلم
بلوحك المحفوظ ربي بالقلم
بأمرك المجري تصاريف القدر
بالعلم بالحياة بالكلام
بقدرة القادر بالدوام
وبحمى الارادة اعتصامي
وبجلال الحق والاكرام
بسمع مولانا الجليل بالبصر
بحول مولانا بحبله الشديد
بقوة اللّه بأمره الرشيد
بسطوة اللّه ولا عنه محيد
بقربه الأقرب من حبل الوريد
بما به العرش على الماء استقر
بحكمة اللّه الحكيم البالغه
بحجة اللّه الولي الدامغه
بنعمة اللّه الكريم السابغه
بثمن برهان الصفات البازغه
مما خفي من صفة وما ظهر
بحكمة الابداع والتعبد
وبغناك المطلق المجرد
بلطفك الخافي بفيض المدد
بمجدك القائم بعد الأبد
ليس لمجد الحق حد ينتظر
بكبرياء الملك الحق المبين
بعز سلطان الألوهة المتين
بالقبضة الأولى بقوة اليمين
بحيطة القهر لكل العالمين
سبحان ذي القهر المليك المقتدر
بعظم الذات بذات العظم
بالجبرياء بالعلاء الأعظم
بالكرم الحق بحق الكرم
بواسع الرحمة للمسترحم
بروحك الأقرب من لمح البصر
بالواحدية التي لا تنقسم
بالأحدية الحقيقية القدم
بالعلم من قبل الوجود والعدم
بالبر بالرأفة في كل القسم
وقسم اللّه تساوق الخير
بسر كن عند مراد الخالق
بسر احصائك للخلائق
بحفظك المحيط بالحقائق
بنفس الرحمن في المضائق
يا نفس الرحمن ضاق المصطبر
بصمدانيتك اللهما
بجاهك الجاه الأعز الأسمى
بوهبك الظاهر والمعمى
بالمن منك عطفه ورحمى
لا يقتضيه سبب ولا وطر
بالطول يا ذا الطول والتطول
بكرم الذات بلا معلل
بالحلم بالعفو بغفر الزلل
بالفضل بالعدل بأعلى المثل
المثل الأعلى لفاطر الفطر
بحمدك الواجب للذاتيه
مستغرق المحامد الكليه
بما حمدت نفسك القدسيه
به من المحامد الزكيه
إذ حمدنا للحمد أيضاً يفتقر
بما به أثنيت سيدي على
نفسك من أمجاد قدرك العلى
لوجهك المجد لجدك العلا
أنت كما أثنيت من نفسك لا
أحصى ثناء لك عجزي قد ظهر
بحق قيومية اللّه على
عوالم الحادث علماً وولا
سناء قيومية اللّه انجلى
بكل ذرة فلا سلبَ ولا
ايجاب إلا فيه للقيوم سر
بمظهر الحق على الآثار
بمشهد الحق على الأطوار
بما لوجه الحق من أنوار
بما لذات الحق من إكبار
يا حق للذات بلا شرط أثر
بسلطة الابداء والاعاده
بحكم الاختيار والاراده
بشدة المحال بالسياده
بالملك بالانشاء بالاباده
بالأمر بالخلق بأسرار القدر
باسمك اللّه الجليل الباهر
قطب الأسامي جامع المظاهر
مشرق الأسرار على السرائر
مقدس البطون والظواهر
ماحق الأغيار ومحرق الكدر
بمظهَرَيْ رحمتك الحفيه
من اسمك الرحمن للبريه
واسمك الرحيم بالكليه
حياتنا الدنيا والأخرويه
وسعت موجودك رحمة وبر
بمالك الملك المليك الملكِ
مدبر الأمر مدير الفلكِ
غير مماثل وغير مدركِ
مملك الملوك ما لم تملكِ
بيده الايتاء والنزع استقر
بالطاهر القدوس ذاتاً وصفه
عن صفة حادثة مكيفه
قداسة تدرك منها المعرفه
وحدته الباطنة المنكشفه
تمحضت للذات عن شبه الأثر
باسم السلام المؤمن المهيمن
بعز اسمك العزيز الأمكن
بقوة الجبار فوق الممكن
بالمتكبر الأعز الأمتن
الكبرياء حقه دون الفطر
بالخالق الباريء للبدائع
مصور الأشكال والصنائع
غفار ذنب مسرف وطائع
قهار الأشياء بلا منازع
قد بهر الموجود ربي وقهر
بحق وهاب العطا بلا غرض
رزاق مخلوقاته بلا عوض
فتاح أبواب الندى وما غمض
عليم ما أوجد جسماً وعرض
مما خفى أحاط علماً وظهر
بالقابض الباسط أصناف النعم
بالخافض الرافع منا وكرم
بعزة المعز من شاء وكم
أذل باسمه المذل من أمم
سميع ما يخفى بصير ما يُسرَ
بالحكم العدل اللطيف بالعباد
وبالخبير بالمريد والمراد
وباسمك الحليم عن أهل الفساد
وباسمك العظيم قدراً لا يساد
عظمت شأناً حصرت عنه الفكر
باسمك الغفور بالشكور
باسمك العلي بالكبير
باسمك الحفيظ في المقدور
بحفظك استقامة الأمور
بحفظك انتظام الابداع استقر
باسمك المقيت للنفوس
والروح والقلوب بالناموس
باسمك الحسيب يا أنيسي
في وحشة المعقول والمحسوس
لحسبة الحسيب كل مفتقر
باسم الجليل مظهر الجلال
باسم الكريم مظهر الجمال
وبالرقيب شاهد الأحوال
وبالمجيب لهجة السؤال
بالواسع الحكيم صنعاً وخير
بِسِرِّوُدّ اسمك الودود
بجاه مجد هيبة المجيد
باسمك الباعث بالشهيد
بالحق بالوكيل للموجود
باسم القوي بالمتين المقتدر
باسم اولي بالحميد المحصي
بالمبديء المعيد ما لا نحصي
وباسمك المحيي المميت نصي
إليك في ضراعتي ونقصي
يا حي يا قيوم مجمل النظر
باسمك الماجد باسم الواجد
بمظهر الوحدة اسم الواحد
بالأحد المشهود في المشاهد
بالصمد المغيث كل صامد
بالقادر المقتدر المنشي القدر
باسمك المقدم المؤخر
بالأول الآخر بعد الفطر
بالظاهر النور بوجه الأثر
بالباطن الذات عن المستر
جل عن الفكر وعن درك البصر
باسمك الوالي صنوف ما خلق
بالمتعالي جده رب الفلق
باسمك البر المبر المرتزق
توبك يا تواب للتواب حق
وباسمك المنتقم الطاغي انكسر
باسم العفو بالرؤوف المقسط
باسمك الغني مغني المفرط
في الذنب والصالح والمفرط
بالمانع الحفاظ في التورط
بالضار بالنافع كاشف الضرر
بالنور بالهادي البديع الباقي
بالوارث الرشيد بالخلاق
باسم الصبور صادق الميثاق
يمهلنا وما سواه الواقي
سبحانه أغنى وأقنى وصبر
باسمك الأعلى إله الآلهه
باسمك هو ذكر القلوب الوالهه
باسمك أنت لهجة المواجهه
باسم أنا علوت عن مشابهه
مبتدأ الأسماء والباقي خبر
بكلمة الاخلاص حصنك الحصين
بحق توحيدك حبلك المتين
بكل سر لك في الغيب خزين
بحق ذكر أهلك المقربين
ممن أسر بالدعا ومن جهر
بحق ما أنزلت من كلامكا
بحق ما أفهمت من الهامكا
بحق ما دل على إعظامكا
بحق ما تعلم من ثنائكا
بحق أحزاب الميامين الغرر
بدعوات رسلك المطهره
بدعوات الأولياء الخيره
بحق اذكار الكرام البرره
بكل ما تجزى عليه المغفره
وكل ذكر لك في اللوح سطر
بالصلوات الطيبات أوألُ
بالباقيات الصالحات أسأل
بالكلم الطيب لي معول
بكل ما ترضاه مني أمثل
لم يفتقر داع لوجهك افتقر
بحق ذكر نورك المحمدي
ببركات النفس المحمدي
بسر فيض المدد المحمدي
بنفخات روحك المحمدي
يا حبذا من نفحات وبشر
بقربات المصطفى محمد
بسبحاته مع التمجد
بماله في مصدر ومورد
من رتبة ومشهد ومدد
بنور ما أبطنه وما ظهر
بقلبه بروحه بنفسه
بعلمه بسره بقدسه
بسبقه ليومه وأمسه
بنجمه ببدره بشمسه
بأصله المقبوض من قبل الفطر
بالمعنويات التي بها انطوى
وبالخصوصات التي لها احتوى
بعرش زلفاه الذي فيه استوى
يا فالق الحب وفالق النوى
صَل عليه عدداً لا ينحصر
بجاهه بقربه بقدره
بأمره بفتحه بنصره
بجده بعزمه بصبره
بحوله بغلبه بقهره
قام بجد واجتهاد وقهر
بحرصه على جميع الأمه
بكشفه لمعضلات الغمه
كم أزمة فرج بعد الأزمه
ما خاب من لاذ به وأمه
الفوز جدوى وافديه والظفر
بشرعه المقدس النور المبين
بما تلقاه عن الروح الأمين
ومن تجلى رحمة للعالمين
فعم بالرحمة في دنيا ودين
في كل موجود لرحماه اثر
بما اختصصته به من ألهبه
ومن لدنياتك المغيبه
ومن كمال لا يوازيه شبه
ومن مقامات له ومرتبه
بما به من المعارف انتشر
بهديه بسمته بهيبته
بفضله بوصله برأفه
بمعجزاته بغلب حجته
بحبه وحفظه لأمته
ما ساقها الضيم العدى إلا انتصر
بنسله بآله المطهرين
بصحبه بالخلفاء الراشدين
بأهل بدر سادة المجاهدين
بأهل أحد المتقين الصالحين
بالشهداء الصابرين في الغمر
بحمزة الشهيد عم المصطفى
بعمه العباس معدن الوفا
بجعفر الطيار نور الشرفا
بابن عباس امام من صفا
الحبر في العلم وتأويل السور
ببيعة العقبة الموزره
ببيعة الرضوان تحت الشجره
ومن وفى بعهده ووقره
ففاز منك بالرضا والمغفره
من كل من هاجر منهم أو نصر
بعبدك الصديق ذي المعية
صاحبه في الغار يوم الهجرةِ
بعمر الفاروق عدل السيرة
من كاد أن يفوز بالنبوةِ
وأين في أمته مثل عمر
بكل من بشره بالجنه
بكل من تابعه في السنه
بكل من لم ينغمس في الفتنه
ولم يغيره طروق المحنه
حتى قضى الحياة طيب الأثر
والتابعين لهمُ بإحسان
وكل من نورته بالايمان
وكل من أخلصته بالعرفان
وكل من أدبته بالقرآن
فلم يجاوز ما نهى وما أمر
بالأمة الخير الشهيدة الوسط
بما لها عندك من خير الخطط
بكونها لكل رحمة فرط
كل مكلف لفضلها غبط
من ملك وجنة ومن بشر
بالسادة الابدال بالأقطاب
بالسادة الأفراد بالأحباب
وبرجال الغيب بالانجاب
بالنقباء الطهر الأطياب
بالسادة الأوتاد بالغوث الأبر
بدرجات الأزكياء السالكين
وبمقامات نفوس العارفين
وبقلوب الأولياء الواصلين
بالخلفاء منهم والمرشدين
حقيقة العين ابتغوا دون الأثر
بعلماء الدين أهل العمل
وبالأئمة السراة الكمل
بكل عبد لك في الغيب ولي
من أي أمة لأي الرسل
من سابق أو لاحق على الأثر
بالأنبياء بجميع رسلك
بالملأ الأعلى من اصناف الملك
بحاملي العرش بسالكي الفلك
بالعرش بالكرسي ربي أسألك
سؤال مضطر إليك مفتقر
أدعوك يا ربي بما دعوت به
وكل ما تحب أن تسأل به
وكل ما تجيب من دعاك به
معتقداً لكل ما أمرت به
ذخيرتي أنت ونعم المدخر
ملأت قلبي منك خوفاً ورجا
جعلت حسن الظن فيك معرجا
فاجعل لنا من كل أمر مخرجا
وحاجتي ربي النجا فيمن نجا
وأنت يا رب عليها مقتدر
أهم حاجاتي إليك المغفره
وإن أكن ضيعت فرض المعذره
صحيفتي بالسيئات موقره
وليس عندي حسنة مؤثره
انتظر الرحمة فيمن ينتظر
نعم بتوحيدي إليك ازلف
وإن أكن في قيد ذنبي أرسف
بنوبتي في حوبتي أسوف
أسرف في الذنب وأنت تلطف
ما غير توحيدك لي قط وزر
غفرانك اللهم أهل المغفره
ليست ذنوبي عنك بالمستتره
علمت مني توبة مستشعره
فاجعل الهي توبتي مكفره
لكل ذنب ساقه سوء القدر
غفرانك اللهم ذنوبي كرما
وجهت وجهي حنيفاً مسلما
قد اعترفت باكتسابي المأثما
اخفي وأبدي أوبة وندما
ولي يقين بالهي مستمر
أعظمت في خلافك الجريره
وساءت السيرة والسريره
وانطمست من الهوى البصيره
ما للهوى ونفسي الأسيره
سطا عليها فتعاطى فعقر
أبوء بالخطة من اسرافيه
وأنت بالنعمة لي والعافيه
لا أستحي منك على خلافيه
وأنت لا تخفى عليك الخافية
معاذك اللهم من هذا الأشر
نظرتك اللهم ربي نظرتك
علمت دحضي وعلمت حجتك
لا وجه لي إلا التماسي رحمتك
بروحها أنال ربي توبتك
إنك لا تبلس منها من أقر
لزتني الورطة منها في قرن
وحجبتني عنك ويلات الفتن
أخبط في الغي على غير سنن
ونت تدعوني وتدني لي المنن
وكل ما تدعو له منه أفر
هذا اعترافي واقترافي أعظم
خدمته وبئس ما أقدم
ومن خطيئاتي ما لا أعلم
أحصاه في اللوح عليَّ القلم
ولست أدري ما سآتي أو أذر
أعرض نفسي لعظيم الحلم
معترفاً بخستي وظلمتي
على يقين وثبات علم
بأن حلم اللّه فوق جرمي
وأنه بصدق توبي مغتفر
حاشاك أن يقنط منك المسرف
وقد أتاك تائباً يعترف
ما هو مقدار الذي اقترف
في حلمك الذي به تتصف
من شأنك الحلم ورأفة النظر
من شأنك العفو عن الجرائم
من شأنك الصفح عن المآثم
وسعت كل محسن وظالم
أين مفر موقر المظالم
إلا إليك ليحط ما وقر
قدمت نفسي رافعاً كلتى يدي
مستسلماً للّه لا أملك شي
فإن تعذب فلك العدل عليَّ
أو تعف عني فلك الفضل عليَّ
مالي من الأمر ولا مثقال ذر
اعترفت نفسي بعجز قدرها
اعترفت نفسي بأصل فقرها
ولي شئون أستحي من ذكرها
لما جنته من عظيم وزرها
بل كرم الوهاب مصمود الفطر
أحطت علماً بشؤوني كلها
والعجز بي عن عقدها وحلها
وحالتي وفقرها وذلها
وأنت حسبي وكفى لنيلها
وأنت مؤتي الخير كاشف الضرر
ادقعني الفقر وأنت الشاهد
وأنت ذو الطول الغني الواجد
بيدك الفضل ومنك الوارد
وكل موجود سواك نافد
وكل موجود يديك يستدر
فتحت أبوابك بالمواهب
منا على الخلق بغير واجب
فكلهم في بسطة الرغائب
كفاية وحسبة من واهب
لا يهب الوهب بشرط أو وطر
خزنت بحر الرزق في الأسباب
وقد علمت حكمة الأكسابِ
والرزق تحت قسمة الوهاب
اخرج كل مددٍ من بابِ
وفتح الباب وأعطى وشكر
أقمتنى في سبب معوق
أستنطف الرزق من المرتزق
ما تحت وسع اللّه من مضيق
ما ضاق بي فضل غناك المطلق
رأفتك اللهم أحفى وأبر
ما نفدت خزائن الكريم
والفيض من احسانه القديم
ما قل وجد الملك القيوم
يا مخرج الموجود من معدوم
أخرجني اللهم من ضيق العسر
جميع الأسباب تقطعت بي
والسبب الموصول فضل ربي
حسن افتقاري طيبات كسبي
والعمد الفتاح حسبي حسبي
كم نعمة أسدى وكم عيب ستر
ذريعتي جودك وافتقاري
وترك تدبيري واختياري
وخالص التفويض في الأطوار
وعلمك المحيط باضطراري
وإنني عبد بعجزي مؤتسر
حاشاك عن طردي وقطع الأمل
لما علمت من قبيح العمل
أنت ولي الحمد والتفضل
جوداً إلهياً ولطف مجمل
ونعمة لكل فاجر وبر
حاشاك عن طردي وإن ساء الأدب
لأي باب أم إلى أين الهرب
منك إليك والتدابير نصب
تدبر الأمر وتنشىء السبب
وتقسم الرزق بميزان الخير
لو جد جد الهمم المدبره
ردت إلى قسمتك المقدره
كل قوي تدبيرنا منحصره
في قبض الرب على ما قدره
هباءة الخلق بعاصف القدر
ما قدر شكواي وما تعلقى
أي مقام لي في التخلق
يبلغ ما يبلغه تحققي
برحمة اللّه الغني المطلق
لكن الهي بالدعاء قد أمر
إني عن حق الدعاء أعجز
أطنب في تملقي أو أوجز
لكنها خصاصة تنجز
تعلمها مني وأنت المنجز
قد مسني الضر وأنت المنتظر
قد مسني الضر وأنت أرحم
وأنت بالضر الهي أعلم
تهين من تهينه وتكرم
من يقصد العبد ومن يسترحم
إن قرع الباب فاحرم النظر
مال كفؤ وبك الكفايه
وقد رأيت موضع الشكايه
فانظر إليَّ نظر العنايه
من بدء أحوالي إلى النهايه
ولست تحتاج لها إلى خبر
أن تنظر اللهم تنظر مسلماً
أو تعطني تعط فقيراً معدما
لم يلف في الكون سواك مكرماً
ولا من الخير لديه مقسما
بل أنت أنت اللّه والكون أثر
قد ردني الكون إلى المكون
لم أر شيئاً إذ فتحت أعيني
ومثل ما لم أره لم يرني
وإنما أشهد ما أشهدتني
شهدت أن الحق يأتي ويذر
شهدت أطواري في كف الصفه
شهدت قيومية مصرفه
شهدت كل الحادثات موقفه
شاهدة بعجزها معترفه
تأثيرها لنفسها لا يعتبر
شهدت معبودي بي حفيا
أوجد نفسي بشراً سويا
واسبغ النعمة لي مليا
كم ملأت يداه لي يديا
ما شأن فقري واضطراري للفطر
أنشلني اللهم من هذا الدرك
انقذني اللهم من هذا الشرك
ما فعل الفقر ترى وما ترك
ولست أشكو يا الهي قدرك
رضيت مولاي القضاء والقدر
ما حيلة البائس إلا المسألة
وأن تراه صادقاً تبتله
بوقفة يصلح فيها عمله
لوجهك الكريم يلقى أمله
وذاك بالتوفيق للعبد وزر
مولاي قد علمت صدق المدعى
وحيلتي مولاي لهجة الدعا
دعوتني وأنت خير من دعا
فلا تدعني سيدي مودعا
دعوت للخير وكم وقيت شر
إن كانت اللهجة مني كاذبه
وسيئاتي لمرادي حاجبه
فهذه البأساء ربي لازبه
فالطف وألطافك ربي جاذبه
تجذب من سوء وتدرك الضرر
باساء لا يقوى لها تجلدي
وأنت من ورائها بمرصد
يا فاتح الوهب وباسط اليد
يا قاسم الرزق مفيض المدد
أنت لها فجلها لمح البصر
أنت لها فجلها بعارفه
ليس لها من دون ربي كاشه
كم نكبات أصبحت بي طائفه
أرسل فيها سيدي لطائفه
ما أسرع اللطف إذا الكرب اعتكر
عقدة سوء أدهشت محالي
عيل بها صبري وضاقت حالي
فأذن لها يا رب بانحلال
وأذن لألطافك في أحوالي
دينا ودنيا واكفني سوء القدر
مشعر احسانك ربي مزدلف
وفيك لي من كل فائت خلف
قد انتهيت عن جميع المقترف
إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف
سبحانك اللهم وعدك الأبر
مكني اللهم في خير مقام
في الدين والدنيا وبلغني المرام
ورد أحزاب أعاديك الطغام
بغيظهم عنا وحدهم بانتقام
إني مغلوب الهي فانتصر
ليسوا بمعجزين في الأرض وما
كان لهم من دون ربي أوليا
ضاعف لهم من العذاب والشقا
معجلاً ما عجزت عنه القوى
حتى يكونوا كهشيم المحتضر
إليك وجهي يا عظيم المن
لا أعلم القاطع إلا مني
خلقك عن خلقك ليست تغني
لا يملكون كشف ضر عني
ولا يجيرون عليك في أثر
لا أحذر السوء بأي موطن
وقد تقلدت سلاح المؤمن
يا حامي الجار حماك مأمني
من تتولى نصره لم يوهن
لباسه العز وشأنه الظفر
فوضت أمري كله إليكا
معتمداً في وجهتي عليكا
استنجح الأمال من لديكا
واستمد الخير من يديكا
إنك لا يشقى عليك المدكر
بارك بيمناك على حياتي
وخذ إليك خالص التفاتي
لا تلقيَني بين مهلكاتي
ما النصر إلا من لديك آت
نصرك أهل البينات والزبر
وهبتني الذكر كما أجريته
هب لي به نجاة من أنجيته
ووقني النار كمن وقيته
من تدخل النار فقد أخزيته
وما لظالم عليك منتصر
سمعت من نادى للايمان وقد
أمنت لا أعدل باللّه أحد
بحق الايمان بغفرانك جد
معاذك اللهم من خزي الأبد
توفني براً وأنت خير بر
وآتنا وعداً على رسلك تم
لا تخزنا يوم القيام في الأمم
لا تخلف الميعاد ما قلت انحتم
ولا تضيع عملاً فيك ولم
تحرم إجابة الدعا من افتقر
وهذه إنابة افتقاري
جامعة لمنتهى أوطاري
وجل قصدي يا عزيز الجار
رضاك والجنة خير دار
دون رضاك كل شيء محتقر
إن وقع الدِين وحالي مبلس
وطولب الدَين البئيس المفلس
لسان حجتي هناك أخرس
نعم من الحرمة لست أيأس
مالي سوى رحمة مولاي مفر
إن فاتني حظي من حسن العمل
ما فاتني حظي من حسن الأمل
والعمل الصالح كيفما كمل
كما له بفضله عز وجل
به له ذكر وشكر من شكر
ما هو فضل العبد في أعماله
إلا إذا نظرت في كماله
بك البلاغ الصرف في آماله
ماذا عساه بالغاً بحاله
من أصله عجز وجهل وخور
يا رب لا تترك صلاحاً يبتغى
إلا إليه كنت لي مبلغا
واجعل معاشي خالصاً مفرغاً
للّه في طاعته مستفرغا
في اللّه ما آتى وفيه ما أذر
يا رب خذ بي في رضاك مأخذاً
يا رب واعصمني من كل أذى
لا يجد الشيطان عندي منفذاً
لست أرى إلا الهي منقذا
ولا إلى غير الهي لي وطر
يا رب وارزقني حسن الخاتمه
يا رب أسعدنا بحسن الخاتمه
توفني رب بحسن الخاتمه
يا رب وفقنا لحسن الخاتمه
لي ولأهلي وجميع من حضر
وصل يا رب وسلم أبداً
فوق الرضاء ليس يحصى عددا
خص به رسولنا محمداً
والآل والصحب ومن به اهتدى
وهب لنا بجاهه منك النظر
ناصر بن سالم بن عديِّم بن صالح بن محمد بن عبدالله بن محمد الرواحي البهلاني العماني أبو المهنا الشهير بأبي مسلم: شاعر قاض صحافي من كبار شعراء عمان كان في ...