لبور سعيد قطاع

بين المحيطين جامد

سعيد هيأ منها

مغنى إلى كل وافد

يلفها الماء لفا

لف السماء عطارد

لذاك قد أعجبتني

أنا النزيل المشاهد

إلا الصبايا عرايا

من كل بيضاءَ ناهد

شرقية الجنس لكن

غربيةٌ في العقائد

وجوها من جفافٍ

ممازج للمهارد

هذا من البرآت

وذا من البحر صاعد

لو الشطوط عقود

فتلك إحدى الخرائد

لو المدائن در

فإنها في الفرائد

فيها الفرنج قبيلٌ

ممتع بالموائد

فيها المصلى كثير

وقل فيها المساج

مدينة ذات حسنٍ

أسواقها كالموالد

ضاقت على ساكنيها

فدورها كالمعاهد

ففي السطوح قهاوي

تحت البواكي معابد

وفي الحوانيت سكنى

زوج وجد ووالد

عمالها في نشاطٍ

فلا ترى غير جاهد

ويلبسون ثياباً

على الكفاح تساعد

فالبنطلون عليه القميص

ماثم زائد

تبرنط الرأس منهم

وشمروا عن سواد

أعشاشها في صفوف

موضونة في المساند

أسماكها مشتهاة

في القرن أو في المواقد

وكل شيء إليها

من نعمة اللَه وارد

غاب التسول فيها

فكل شخص يجالد

مراكب الصيد فيها

كالوز خاف المطارد

فوق البحيرة طير

أسرابه خلف قائد

يهوى إلى الماء ليلاً

على شباك المصائد

فيأكل الناس منه

لحماً حلال الموارد

وأطيب الشي قوت

للأجنبي المعاند

في مصر بر وبحرٌ

وللدخيل الفوائد

تمثال دلسبس فيها

كأنه جسم مارد

في ملتقى الماء منه

رمزٌ إلى الن خالد

يشير للغرب هيا

لمصر فالشعب راقد

هيا وبالسفن مروا

وغالطوا في العوائد

مرو ومنهم مقيم

ما بينهم في المراصد

فحلقوا للثريا

ونحن فوق الوسائد

حتى تنادى شباب

للمجد يغزو المكائد

لعل مصر ستلقى

على يديه المقاصد

حتى يجود شعري

تكريمهم بالقصائد

لن يخذل اللَه شعباً

يصغى لصوت المجاهد