الديوان » مصر » أحمد الكاشف » أأنت مجيبي إن دعوتك باكيا

عدد الابيات : 45

طباعة

أأنت مجيبي إن دعوتك باكيا

وهل لدموعي أن ترد العواديا

مرضت ولم تشغل طبيباً وعُوَّداً

ولم يركَ السُّمّارُ والأهل شاكيا

وشئت بجهد الشيخ مقدرة الفتى

تعجِّل موعوداً وترجع ماضيا

وتجمع في ساعاتك العمر كله

لتختم تاريخاً من المجد عاليا

وقد نازعتك العلة اليد والخطى

ولو عشت عاماً نازعتك القوافيا

مضى زمن لم أنتقل فيه مرة

إليك وبي من لاعج الشوق ما بيا

وكم جاءك العذّال يتهمونني

وعندك أني لا عليَّ ولا ليا

فلما انطوى ما كان دونك حائلاً

وقرَّبت الأقدار تلك المراميا

مضيت فلم آنس بعتبك ساعة

ولم أتزود من رضاك ثوانيا

ولم ينأ عني الركب بالراحل الذي

تقدم حتى كان ركبك تاليا

فلا أنت فيه سامع ما أقوله

ولا أنت دار بالذي في فؤاديا

أفي كل يوم يأخذ البين من يدي

عزيزاً ويطوي من رفاقيَ غاليا

وكيف التأسي الآن عمن فقدته

وقد نال مني الموت ما كان باقيا

وقد يجد الأحياء عندي مكانهم

ولست عن الموتى بمن عاش ساليا

فيا طائر الوادي ويا شاعر الحمى

ذهبت فأوحشت الربى والمغانيا

وولت لياليك الحسان ومن لنا

ومن لسوانا بالمعيد اللياليا

وجزت المدى المأمول من كل طيِّبٍ

من العيش واستقبلت عقباك راضيا

وقد زهدت في الملك نفسك واكتفت

بما كنت من أوطارها أمس قاضيا

أتمتلئ الدنيا بما أنت قائل

ويصبح في الدنيا مكانك خاليا

وخلفك من مجد التراث قصائد

يزول تراث الناس وهي كما هيا

بعثت بها في العالمين مدائناً

روائح في حسن النجوم غواديا

وما كان هذا الشعر توحيه صادقاً

إلى الخلق إلا الروح تجريه صافيا

وقد جئت بالآيات فيها حدائقاً

كما جئت بالأمثال فيها أغانيا

رعى الملك المحبوب قدرك عنده

وعزّى رجال الشعر فيك مواسيا

وصانت لك العهد الحكومة كابراً

وأدى إليك الشعب أجرك وافيا

وهل كرمت تكريمك الفخم فاتحاً

بلادُك أو أعطت مقامك غازيا

توالت عليها الرسل من كل أمة

وقد حملوا فيها الأسى والتعازيا

وفوداً من الشرق الممثل فيهم

حواضرَه في حزنها والبواديا

يطوفون أفواجاً بقبرك خُشَّعاً

وكم دخلوا قصراً عليك وناديا

مطيلين من ذكراك حتى تكاد من

وفائهمُ ذكراك تحييك ثانيا

وكادوا بنجواهم يرونك بينهم

وإن كنت عنهم غائباً متواريا

ويرتد هذا المأتم اليوم موسماً

لمصر وترتد المراثي تهانيا

ومن كان يرجو أن يرى بعد موته

حياة فهذا فوق ما كنت راجيا

تعال صف الدار التي أنت صائر

إليها وما أصبحت فيها ملاقيا

وهب كل سمح من صحابك بعض ما

تناولته حياً وأدركت ثاويا

أرى شعراء العصر بعدك كلهم

سواء ولست المستخار المحابيا

لكل فتى وجدانه غير حاسب

على قلبه يوماً أميراً وواليا

فلا يرسل الأشعار يطلب خلفها

جزاء ولا فيها يساوم شاريا

وقد عاد في الشرق الشقي بشعره

سعيداً به في العالمين مباهيا

أريتنيَ الأجيال في الأرض كلها

ضروباً وما فارقت في الريف داريا

وأشهدتني مجرى الحياة ولم تزل

تريني وإن مت المدى والنواحيا

وأي معيد لم يكن منك آخذاً

وأي مجيد لم يكن لك حاكيا

وفنُّكَ فنِّي واسمك اسمي ومن أتى

بآلك مصراً أمس جاء بآليا

أعزَّتنيَ القربى إليك وضاعفت

إمارتك الكبرى عليّ اعتزازيا

وأني وإن أدركت للشعر دولة

لغير ملاق مغنياً عنك كافيا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الكاشف

avatar

أحمد الكاشف حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-Al-Kashef@

406

قصيدة

1

الاقتباسات

358

متابعين

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ...

المزيد عن أحمد الكاشف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة