الديوان » مصر » أحمد الكاشف » جهاد بما ترضى انتهى لا كما تأبى

عدد الابيات : 37

طباعة

جهاد بما ترضى انتهى لا كما تأبى

وعاد سلاماً ما تجشمته حربا

تعال بما أديته من أمانة

وهات كما شئت الوثائق والكتبا

وأشرف على الوادي بما نلت آخذاً

له في نفوس القوم سبلَك والركبا

وفصِّل لهم في عيدهم بك أمرهم

ودعه حديثاً في محافلهم عذبا

تناوله من ثغرِك الجوُّ عاطراً

وطيره شرقاً وسيره غربا

غوادٍ به منك الرياحُ روائحٌ

إليك ولولا الصيفُ لانعقدت سحبا

دعاك ولباك الحليف وحسبه

وحسبك صنعاً أن دعاك وأن لبى

أخذت كما أعطيت قسمة عادل

وما كان غير الحق بينكما كسبا

وجاءك بالأمن الذي جئته به

وقد ملأ الأقطار أقطابها رعبا

وما هذه قربى دم لك عنده

ولكنها الجدوى الأجل من القربى

وأولى بمن حالفته أن تعده

بغابك ليثاً ريِّضاً لك لا ذئبا

رفعت بهذا كلفة العهد بينه

وبينك حتى صار متَّسعاً رحبا

ولو لم تملِّك مصر ميعاد نقضه

لكان جميل العاقدين له ذنبا

ولو لم تحمِّله لها بعض عبئه

لمادت غداً من حمله كله كربا

ومن ملك التعديل بالود والرضى

فقد ملك التبديل في حينه غصبا

وسيان في نيل المنى إن تيسرت

معالجُها خطواً وطالبُها وثبا

سموت فما أبقيت في الأرض حيلة

لمن يضع الأستار دونك والحجبا

وعاد إلى الإيمان في رونق الضحى

بنعمة ما أدركت من ظنه خطبا

ولو ساير الأيام في مصر أهلها

لعادت إليها اليوم أحزابها حزبا

ولو أنصفوا أوطانهم وهي أمهم

تلاقوا جميعاً حول أمهم حبا

وما يتوقى السيف والنار مشفق

كما يتوقى سمعيَ القذف والسبا

لعل الكلام الشاغل الآن بعضهم

أمامك باقي العتب تُتبعه العتبا

فيدرك بأساً عقل من شاب منهمُ

ويدرك عقلاً منهم بأس من شبّا

ومعجزة إرضاؤك الناس كلهم

ولا بد بين الناس من فئة غضبى

غنيت بخصب الخلق عن كل حاجة

وكل الغنى أن تملك الخلق الخصبا

كفاك متاعاً في الحياة وراحة

عناؤك في الدنيا لإسعادك الشعبا

وحسبك أجراً عن عباد أعنتهم

على حدثان الدهر إرضاؤك الربا

بروحك لطفاً لا بجسمك قوة

بلغت المنال الضخم والمطلب الصعبا

ولم تتخذ فيما أردت وسيلة

ولا عدة إلا ضميرك واللبَّا

ولو كنت تجزَى في جهادك صحة

على قدر نجواك امتلكت بها الشهبا

تواضعت في عقباك حتى قسمت ما

لنفسك بين القوم من شرف العقبى

ولم تسترح من مصر حتى تناولت

سياستك الأبطال جيرانها العربا

لعلك في إنجادهم مالك يداً

كما أنت في إنجادهم مالك قلبا

فما حولهم غير الحنان عليهم

وقد ذهبت أوطانهم وهمُ نُهبا

بقيت إلى أن أدركت ما بلغته

حياتي فطالت في محامده حقبا

وأنت الزعيم الصب بالمجد كله

وما زلتُ بالحسنى لك الشاعر الصبا

وصحبك أحرار الحمى لا تراهمُ

وتشهدهم إلا لنجدته صحبا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أحمد الكاشف

avatar

أحمد الكاشف حساب موثق

مصر

poet-Ahmed-Al-Kashef@

406

قصيدة

1

الاقتباسات

358

متابعين

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف.شاعر مصري ، من أهل القرشية (من الغربية بمصر)، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ...

المزيد عن أحمد الكاشف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة