الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » بدأت ببسم الله في نظم ذا العقد

عدد الابيات : 149

طباعة

بَدَأتُ بِبِسمِ اللَّه في نَظمِ ذا العقدِ

وَأَحمَدُ ربّي اللّه في أَبلَغِ الحَمدِ

وَصَلّيتُ آلافاً بِدونِ نِهايَةٍ

وَسَلَّمت آلافاً تُصان عَنِ الحدِّ

عَلى المُصطَفى المُختارِ أَشرَفِ مُرسلٍ

وَخَيرِ نَبِيٍّ قامَ بِالحقِّ وَالرّشدِ

كَذاكَ عَلى الآلِ الكِرامِ وَصَحبهِ

أُولي الفَضلِ وَالإِخلاصِ في العَزمِ وَالقصدِ

وَبَعد فَنَدعو اللَّهَ جَلّ جَلالهُ

بِأَقصى خُضوعِ القَلبِ في غايَةِ الجدِّ

وَنَدعوكَ مَولانا بِأَسمائك الّتي

بِأيٍّ بِه تُدعى تُجيب بِلا رَدِّ

بِذاتِكَ يا مَن ذاتُهُ قَد تَقَدَّسَت

وَجَلَّت عَنِ التَحديدِ وَالشّكل والنِّدِّ

كَذا عَن مُشيرٍ أَو وزيرٍ يُعينهُ

وَعَن وَالد وَالأُمّ ثمّ عَنِ الوُلْدِ

كَذا عَن شَريكٍ في الصّفاتِ وَذاتِهِ

وَأَفعالِهِ يا مَن تَنَزّهَ عَن ضدِّ

كَذلكَ عَن مِثلٍ وَشبهٍ وَإِنهُ

تَعالى هُوَ المَعروفُ بِالأَحَدِ الفردِ

كَذا بِصِفاتِ اللَّهِ جَلَّ كَمالُها

بِكتبِ إلَه العَرشِ أَنزَلَها تَهدي

بِتوراةِ موسى بِالزّبورِ وَبعدهُ

بِإِنجيلِ عيسى مَن تَكَلَّمَ في المَهدِ

بِقُرآنِ طهَ خاتم الأنبياءِ مَنْ

لَهُ اللَّه مَولانا حَباهُ لِوا الحَمدِ

وَما فيهِ مِن حَرفٍ وَآيٍ وسورةٍ

وَحكمٍ كَإِدغام وَقصرٍ ومن مدِّ

بِفاتِحة مِنهُ تُسمّى بِلا اِمترا

بِأُمّ كتابِ اللَّهِ ذي الجودِ وَالرفدِ

بِما بَعدها هاتيكَ أَطولُ سورَة

بِآلٍ لعمرانٍ ذَوي الفَضلِ وَالمجدِ

كَذا بِالنّسا ربّي بِمائِدَةٍ أَتت

لِعبدكَ عيسى ربِّ أَكرمهُ مِن عبدِ

بِسورةِ أَنعامٍ بِأَعرافِها كَذا

بِسورَةِ أَنفال لَها الذّكر مِن بَعدِ

كَذلِكَ مَولانا بِسورَةِ تَوبةٍ

بِيونسَ مَن أَنجَيتَ مِن غَرقٍ يُردي

بِسورَةِ هودٍ ثمَّ سورَةِ يوسُفٍ

وَما بَعدها يا ربِّ مِن سورَةِ الرّعدِ

بِسورَة إِبراهيم بِالحِجر بَعدها

وَبِالنَّحلِ بِالإِيحاء ربِّ لَها تهدي

بِسورَةِ إِسراء بِكَهفٍ بِمَريم

بِطَه كَذا بِالأَنبِياءِ أُولي المَجدِ

وَبِالحجّ ثمّ المُؤمِنينَ وأَفلحوا

وَبِالنورِ وَالفُرقانِ للغيّ من رشدِ

وَبِالشّعراءِ بِالنّملِ بِالقصصِ الّتي

لَها أَنزَلَ الرّحمنُ جلّ عَنِ الندِّ

وَيا رَبّنا بِالعَنكَبوتِ بِرومِها

بِسورَةِ لُقمان الحَكيم أَخي الزّهدِ

كَذلكَ مَولانا بِسورَةِ سَجدَة

بِسورَةِ أَحزاب صَددتَ عَنِ القَصدِ

كَذا بِسَبا ربّي بِسورَةِ فاطِر

بِياسين بِالصافّاتِ جَلّت عَنِ العدِّ

بِصَ بِتَنزيل إِلهي بِغافِر

بِفُصِّلت الآيات يا ربّ يا مُبدي

بِحَم عَينٍ ثمّ سينٍ فَقافها

بِزُخرفها حم يا ربّ مِن بعدِ

كَذا بِدخان ثمّ جاثِيةٍ كَذا

بِسورَةِ أَحقافٍ لِعادٍ أولي البعدِ

بِسورَةِ خَيرِ الخَلقِ طرّاً محمّدٍ

عَلَيهِ صَلاةُ اللَّهِ تَهمي بِلا حَدِّ

بِفَتحٍ مُبينٍ فيهِ رَبِّ مَنحتَه

وَبِالحُجراتِ السالِماتِ مِنَ الهدِّ

بِقافٍ كَذا بِالذارِياتِ بِطورِها

بِنَجمٍ وَبِالنّجم الخَلائِقُ تَستَهدي

وَبِالقَمرِ الزّاهي لِطهَ شَقَقتهُ

دَليلاً عَلى الإِرسالِ قَمعاً لذي جحدِ

إِلَهي وَبِالرّحمنِ جَلَّ جَلالهُ

بِواقِعَةٍ مِن هَولِها الشّيب للوُلْدِ

كَذا بِحَديد بِالمُجادِلةِ الّتي

لَها سَمعَ اللّه المَقالَ وَما تُبدي

بِسورَةِ حَشر في القِيامَةِ لِلوَرى

وَفيهِ بِنا أَسرع إِلى جنَّةِ الخُلدِ

كَذا بِاِمتِحانِ المُؤمِناتِ بِهِجرةٍ

وَبِالصفِّ في حينِ القِتالِ مَعَ الجدِّ

وَبِالجُمعَةِ الفُضلى كَذاكَ بِسورةٍ

بِها ذِكرُ أَصحابِ النّفاقِ ذَوي الطردِ

كَذلِكَ يا ربّ الوَرى بِتَغابنٍ

بِسورَةِ تَطليق بِهِ الحلّ للعَقْدِ

بِسورَةِ تَحريمٍ بِملك بِنونِها

وَبالحاقّة الكبرى مشيِّبةِ الفودِ

وَيا رَبّنا يا ذا العُلى بِمَعارِجٍ

بِسورَةِ نوحٍ صانِع الفُلكِ وَالمبدي

بِسورَةِ جِنٍّ آمنوا بِمُحمَّدٍ

وَقَد سَمِعوا القُرآنَ يَهدي إِلى الرّشدِ

بِمُزَّمِّل ربّي بِمدَّثِّرٍ عَلا

كَذا بِقِيامِ الخَلقِ للَّه ذي الجَدِّ

وَيا ربِّ بِالإِنسانِ بِالمُرسَلات بل

وَبِالنّبأ الفاشي عَنِ البعثِ لِلخلدِ

وَبِالنّازِعاتِ الروحَ مِن كلِّ جُثَّةٍ

وَمِن كلِّ ذي نَفسٍ وَمِن كلِّ ذي كبدِ

كَذا بِعَبس يا ربِّ ثمَّ بِسورَةٍ

بِها يُذكرُ التّكوير يا وَاهب الرّفدِ

وَبِاِنفَطَرت ثمّ المُطفّف كيله

وَويل لهُ وَيل وَيا غايَةَ البُعْدِ

كَذا بِاِنشِقاقٍ لِلسّما بِغَمامِها

كَذا بِبروجٍ ثَمَّ مَعلومَةِ العَدِّ

وَبِالطّارِقِ البادي مِنَ النّجمِ في الدّجى

بِسورَةِ سَبِّحْ نزّه اللَّه عن نِدِّ

بِغاشِيَةٍ بِالفَجرِ بِالبَلدِ الّذي

لَهُ فَتحَ المختار بِالباتِرِ الهِندي

وَبِالشّمسِ ثمّ اللّيل يا رَبِّ بِالضّحى

كَذا بِاِنشِراحِ الصّدرِ لِلمُصطَفى الفردِ

وَبِالتينِ ثمّ اِقرَأ بقدرٍ بِلَم يَكُن

بِزلزلة في النّفخ فاطرة الكبدِ

وَبالعادِياتِ المورِياتِ لِقدحِها

بِقارِعة رَبِّ اِحمِ مِن هَولِها المُردي

وَبِالعَصرِ ربّي بِالتّكاثُرِ قَبلَها

بِويلٍ لكلِّ الهامِزينَ مَعَ الطردِ

بِفيلٍ لَقَد أَهلَكت يا رَبِّ أَهلَهُ

كَذا بِقُريشٍ مَن حَوَوا أَشرَفَ المَجدِ

كَذلِكَ بِالماعونِ بِالكَوثَرِ الّذي

لأحمَد قَد أَعطيت في جَنّةِ الخُلدِ

كَذاكَ بِقُل يا أَيّها الكافرونَ بَل

وَبِالنّصرِ لِلمُختارِ يا مُنجِزَ الوعدِ

بِتَبَّتْ وَبِالإِخلاصِ بِالفَلق

يَسلّ عَلى الظّلماءِ عاضِبهُ الهِندي

وَبِالنّاسِ وَهيَ الختم رَبِّ وآخرٌ

لِقُرآنِك المَبدوءِ يا رَبِّ بِالحَمدِ

بِعَرشِكَ بِالكرسي بِلَوحٍ حَفِظتهُ

وَبِالقَلَمِ المُحصي لِما نُخفي أَو نُبدي

بِجبريلَ يا رَبّي بِميكالَ بِالّذي

بِأَيديهِ نَفخُ الصورِ لِلبعثِ يا مُبدي

بِمَن يِقبِضُ الأَرواحَ ربِّ جَميعَها

بِمَن يَحمِلونَ العَرشَ صينوا عَنِ الكدِّ

كَذلِكَ ربّي بِالمَلائِكِ كلِّهم

أُولئِكَ جندُ اللَّهِ هُم أَكبَر الجُندِ

كَذا بِالسّمواتِ العُلى بِبُروجِها

بِأَنجُمِها بِالخُنَّس الغرّ من بَعْدِ

كَذاكَ إِلَهي بِالمَنازِلِ كلّها

كَذاكَ بِما تَحوي مِنَ اليُمنِ وَالسّعدِ

بِمَكّةِ يا ربّي وَبِالحَرمِ الّذي

إِلَهي بِهِ سادَ الحِجاز عَلى نجدِ

وَيا رَبِّ بِالبيتِ الحَرامِ وَزَمزم

كَذا بِمقامٍ لِلخَليل أَبي الرفدِ

وَبِالرّكنِ ثمّ الحِجْر بِالحَجَر الّذي

غَدا مِن خَطايا النّاسِ ربِّ بمسودِّ

بِطيبة قَد طابَت بِمَن أَرشَد الوَرى

بِرَوضَتِها الفَيحاء مِن جنَّةِ الخُلدِ

كَذا بِبقيعٍ حلَّ فيهِ أَكابِر

كَرام صَناديد ضَوارٍ مِنَ الأُسْدِ

كَذلكَ بِالقُدسِ الشّريفِ وَما حَوى

وَأَرضٍ بِه قدّست مَعلومة الحدِّ

وَبِالأَرضين السّبعِ يا ربِّ كلّها

بِكلِّ الّذي تَحوي مِنَ العُلْو والوَهْدِ

بِما ضَمَّ مِنها مِن نَبيٍّ وَمُرسَلٍ

بِبُقعَة خَيرِ الخَلقِ فاخِرة اللّحدِ

وَبِالمَسجِدِ الأَقصى بِمَسجِد طيبَةٍ

وَبِالمَسجِدِ المَكيّ مُجتمع الوفدِ

بِكلِّ نَبيّ قَد بَعَثتَ وَمُرسَلٍ

إِلَهي لَقَد أَرسلتَهُ بالهُدى يَهدي

بِآدَم يا رَبِّ بِإدريس بَعدَهُ

بِهودٍ أَخي عادٍ أُولي الطّردِ والبُعْدِ

بِذي الكِفْل يا ربّي بِأَيّوبَ مَن غَدا

عَلى الضُّرِّ ربَي بِالصّبورِ وَبالجلدِ

كَذا بِشُعيبٍ ثمَّ لوطٍ بِصالحٍ

بِداودَ مَنْ بِالأمرِ قدّر في السردِ

كَذا بِسُليمان لَه الرّيحُ سُخّرت

بِإلياسَ يا ربّي بِهارونَ ذي المَجدِ

بِيَحيى بِذي المِحرابِ وَالِده كذا

بِيونسَ مَنْ أَنجيت مَن غرقٍ مُردي

بِإِسحاقَ يا ربّي بِيَعقوب نَجلِهِ

رَددتَ عَلَيه يوسفاً أَحسنَ الرّدِّ

بِيوسفَ يا ربّي وَبالْيَسَع كذا

بِمن قلت عنهُ إِنَّهُ صادِقُ الوَعدِ

وَذَلكَ إِسماعيلُ رَبِّ فديتَهُ

أَمرتَ أَباه أَنْ بِذِبْحٍ لَه يفدي

بِيوشَع ثمَّ الخضرِ بليا بأرميا

بِشعْيا بِشمعونٍ بحزقيلَ في العَدِّ

بِحَنظلةٍ ربّي بشيثٍ بخالدٍ

هو اِبن سنانٍ ثمّ لقمانَ ذي الزّهدِ

بِأُمٍّ لِموسى يا إلَهي بمَريمٍ

بِإِسكَندرَ المشهورِ والواضعِ السدِّ

كَذلكَ بِالأَسباطِ ربِّ جميعهم

بِجرجيس مَن قَد قامَ في قَومِهِ يَهدي

بِمَن قَد تَسمّى دانيال بِلا اِمتِرا

بِمُمْلٍ لتوراةٍ عُزيرٍ أخي الجدِّ

بِنوحٍ بِعيسى ثمّ موسى بجَدّه

خليلِك يا رَحمن أكرمْهُ من جَدِّ

بِأَفضَلِهم طرّاً حبيبك أَحمدٍ

أَجلِّ رَسولٍ جاءَ بِالحقِّ وَالرّشدِ

وَأَيَّد ركنَ الحقّ ربّ وَشادهُ

وَعادَ عَلى رُكنِ الضّلالةِ بِالهدِّ

بِمِلَّتهِ الغرّا الّتي قَد نَصرتها

إِلَهي بِسيفِ الحقِّ سلّ مِنَ الغمدِ

بِأَزواجِهِ خَير النّساء وإنّه

لعائشة قَد كانَ مِن زائدي الوُدِّ

بِفاطمة الزّهراءِ سيّدة النّسا

كَذلكَ بِالباقي لِطَه من الوُلْدِ

بِسبطيهِ يا ربّي بِأَصهارِهِ كذا

بعمّيه عباسٍ وحمزة ذي المجدِ

إِلَهي بِكلِّ الآلِ آلِ مُحمّدٍ

كَذا بِإِمامِ الصّحب ذي الفضلِ والرِّفدِ

خَليفتهِ الصّدّيق صدّق قَوله

وَشافَههُ الكفّارُ بِالرّدِّ والصّدِّ

كَذلكَ بِالفاروقِ راقِعِ ثوبهِ

وَلَيسَ لَهُ ثَوب سِواهُ مِنَ الزّهدِ

كَذا بِشَهيدِ الدارِ عثمانَ من غدا

بِجَمعِ كِتابِ اللَّه بِالعلمِ الفردِ

وَبِالأنزعِ الكَرّار حَيدرة الوَغى

عَليٍّ أَبي السبطَينِ مفترسِ الأُسْدِ

وَبِالستّةِ الباقينَ مِن عَشرَةٍ لَهُم

لَقَد بَشَّر المُختار في جنَّةِ الخُلدِ

كَذاكَ بِأنصارٍ بكل مهاجرٍ

بِأَصحابِ بَدرٍ مَن حووا غاية السّعدِ

بِمَن حَضَروا يا ربّنا أُحُداً وَهُم

لِنُصرَةِ دينِ اللَّهِ مِن مُخلِصي القَصدِ

بِمَن بَيعةَ الرّضوان قَد كانَ حاضراً

وَأَلزمَ عَقد البيعِ ناهيكَ من عَقدِ

كَذاكَ بِكلِّ الصّحبِ ثمّ بتابعٍ

وَتابعه مِمَّن عَلى نولِهم يسدي

وَبِالعُلَماءِ العامِلين جميعِهِم

فَقَد نَصروا شَرعَ النّبيِّ مع الجدِّ

بِكلِّ إِمامٍ ربِّ مجتهدٍ غدا

يَستَنبطُ الأَحكامَ يبذل للجهدِ

بِنعمانَ ثمَّ الشَّافِعيِّ بِمالكٍ

بِأَحمد مَنْ حازوا القَبول بِلا جحدِ

بِكلِّ وَليٍّ منكَ رَبِّ مقرّبٍ

بِكلّ شَهيدٍ رَبِّ أَحييت في اللَّحْدِ

كَذلِكَ بِالأَقطابِ رَبِّ جَميعهم

بِأَربابِ أَحوالٍ وَفَوْا لَكَ بِالعهدِ

كَذلِكَ بِالأنجابِ بِالبُدَلا كذا

إلَهيَ بِالأَوتادِ يا مولِيَ الرفدِ

كَذاكَ بِأَهلِ الجَذبِ رَبِّ جذبتَهُمْ

وَجُدتَ عَلَيهم ربِّ بِالحبِّ والودِّ

بِكلِّ تَقيٍّ يا إلَهي وصالحٍ

بِكلِّ سَعيدٍ مِنك قد فاز بالسّعدِ

بِكلِّ مُطيعٍ يا إِلَهي وعابدٍ

يُديم قِيامَ اللّيل وَهْوَ أَخو السُّهْدِ

بِأَصحابِ كَهفٍ ربِّ قَد لَبِثوا بِهِ

ثَلاث مئينٍ ثمَّ تِسعاً لَدى العدِّ

وَنَرجوكَ مَولانا بِكلِّ الّذي بِهِ

إِلَيكَ تَوسُّلنا إِلَهي بِذا العِقْدِ

بِأَن تَنصرَ الإِسلام ربِّ وأهلهُ

وَسلطانَنا المحمودَ في ألْسُنِ الحمدِ

هوَ ابنُ الملوكِ الغرِّ في الدَّهرِ قَد غَدَوْا

ملوكَ ملوكِ الأرض طرّاً بلا نِدِّ

هُمُ آل عُثمانَ الّذين تَوارَثوا

لملكِهِم جدّاً إلهيَ عن جَدِّ

وَإِنَّ المُولَّى الآن منهم أجلُّهم

فَأَتحِفْهُ بِالنّصرِ العَزيزِ على الضِّدِّ

خَليفة رَبِّ العالَمين وظلّه

أَدِمْه علينا الدهرَ ربِّ بممتدِّ

وَأَيِّده يا ربَّ السّماءِ ومدَّه

بِجندٍ مِنَ الأملاكِ في أحسنِ المدِّ

وَهَبْه عَلى الأَعداءِ يا خيرَ ناصرٍ

مَدى الدَّهرِ يا مَولايَ نَصراً بذا الجندِ

وَأَتحفهُ بِالفَتحِ المُبينِ تَفضّلاً

وَجَلّل بِنيلِ النّصرِ ما حازَ من بندِ

وَجَمِّله يا مَولايَ منكَ بِهَيبةٍ

وَبِالعِزّ ثمَّ الحِلم والعدلِ والرّشْدِ

وَمُنَّ عَلَيهِ يا إلَهي بِسَطوةٍ

تُهَدُّ بِها في الغابِ رعباً قُوى الأُسْدِ

وَأَيِّدْ إِلَه العَرشِ ربِّ جيوشَه

وَظفِّرهُمُ بِالضِّدِّ يا قابلَ القصدِ

وَمَكِّنْ إِلَهي في العُداة رِماحَهم

وَأَسيافَهم سُلَّتْ مِنَ الجفنِ وَالغمدِ

وَأَهلِكْ عداةَ الدّين مِن كلِّ كافرٍ

وَطاغٍ وباغٍ يا إلَهي ومُرْتدِّ

كَذا يا شَديد البطشِ خرِّبْ دِيارهم

وَوالِ عليها القهرَ بالهدمِ والهَدِّ

وَأَطفِئ إلَهَ العرشِ نارَ حُروبِهم

وَدامَت عَلى الإِطفاء عادمة الوقْدِ

وَما عَقَدوا مِن رايَةٍ لِحروبهِم

فَصيِّر لهُ التّنكيس فذلكة العَقْدِ

وَأَقدامَهمْ زَلزِل وَأَرجِف قُلوبَهم

وَصَيِّر لَها الإِرجافَ فيها الرّدى يُجدي

وَآجالَهم قَصِّرْ وَأَفْنِ رجالَهم

إِلَهي لَهم أَهلِكْ إِلهي لَهم أَرْدي

وَآمالهم خيِّبْ وَلِلسوءِ حالَهم

فغيِّرْ ويتِّم ما يحوزونَ مِن وُلدِ

وَآراءَهم شَتِّتْ وَرَمِّل نساءَهم

ليَلْبَسْنَ مسودَّ المَلابس والبُردِ

وَشملَهُم بَدِّدْ وَفرِّق جُموعَهم

وَمِنهم فَمزِّق للتجلّد والجلدِ

وَصيِّرهُمُ لِلمُسلِمينَ غَنيمةً

فَذلكَ مَعروفٌ وَأَنتَ لهُ المُسْدِي

وَيا ربِّ يا قهّارُ ذا البطشِ فَاِنتَقمْ

إِلَهي مِنَ الأَعدا وَذا غاية القَصدِ

وَفَرِّج كُروبَ المُسلِمين وَهمَّهم

وَأَحوالَهم أَصلِحْ إِلى الخَيرِ والرّشدِ

إِلَهي اِشْف مَرضى المُسلِمينَ جَميعهم

فَأَنتَ لَهم تَشفي إِلَهي بلا حجدِ

تَقبّل إلَهَ العرشِ مِنّا دُعاءَنا

وَمَأمولنا أَنْ لا يقابلَ بِالردِّ

وَنَرجوكَ يا أَللّهُ عَفواً وَتَوبةً

وَفوزاً إِلَه العَرشِ في جنَّةِ الخلدِ

وَحُسنَ خِتامٍ يا إِلَهي تَفضُّلاً

عَلى خَيرِ رُسلِ اللَّهِ حَقّاً بلا جحدِ

مُحمَّدٍ المَبعوث لِلخلقِ كلِّهم

وَماحي ظلام الشِّركِ بِالآيِ وَالهِندي

كَذاكَ عَلى الآلِ الكرامِ وَصحبِهِ

أُولي العِلم ثمّ الفَضلِ وَالجودِ وَالرفدِ

مَدى الدَّهرِ ما هبَّت نَسيمٌ مِنَ الصَّبا

وَما فاحَ طيبُ المِسكِ وَالرندِ وَالندِّ

وَما الفَتحُ بِاِسمِ اللَّهِ قَد كانَ بادِئاً

وَفي نَظمِ هَذا العِقد يختم بالحمدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة