الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » طلعت كشمس الأفق غير محجب

عدد الابيات : 45

طباعة

طَلَعت كَشَمسِ الأُفق غَيرَ مُحجّبٍ

وَصِرتَ مُضيئاً كلَّ شَرقٍ وَمغربِ

وَسارَت بِكَ العَلياءُ في كلِّ مَذهَب

قَدمت عَليَّ المَجدِ في حُسنِ مَوكِبِ

بِهِ تُضرَبُ الأَمثالُ بَينَ المَواكِبِ

ذَهَبتَ عَلى العَلياءِ أَمجَدَ ذَاهِب

وَقَد إِبتَ بِالعَلياءِ أَسعد آيبِ

تَراقَصَتِ الأَكوانُ مِن كُلِّ جانِبٍ

فَكُنتَ كَبدرٍ سارَ بَينَ كَواكِبِ

وَلا شَيءَ مِثل البدرِ بَينَ الكَواكِبِ

وَنِلتَ عَلى العَلياءِ خَيرَ مَغانِم

وَكُنتَ هِزَبراً ذا اِبتِسام مَباسِمِ

مَهيباً وَقوراً ما لَهُ مِن مُصادم

وَلَيث عَرينٍ بَينَ أُسدٍ ضَياغمِ

أَضاقَ بِمَن عاداهُ رَحب المَذاهِبِ

تَقَلَّدْتَ عَضباً هابَهُ كلّ صَيقَلٍ

وَرمحاً يَطول النّجمَ في كلِّ مَحفلِ

وَقَد صلتَ تُبدي لِلحِجى كلَّ مذهل

رَكبت عَلى طِرْفٍ أَغرَّ مُحجَّلِ

عَجيبٍ تَراهُ مِن غَريبِ العَجايِبِ

كَحيلٍ وَيعبوب أَصيل وَأَعنَق

بِوَجهِ غَزالٍ بِالمَحاسِنِ مُشرِقِ

بِجُؤجُؤِ طاووسٍ بِحُسنِ تَخَلُّقٍ

بِحُسنِ تَقاطيعٍ بِلَون مؤرِقِ

بِحُسنِ نَياشينٍ بِخَيرِ مصاحِبِ

فَإِنْ يَجرِ فَهوَ البرقُ إِن راحَ أَو غَدا

يَخوضُ الوَغى لا يَختَشي المَوتَ والردى

وَكَم جالَ في المَيدانِ وَاِختَشَتِ العِدى

بِعَدوٍ يَفوقُ الرّيح لَو أَنّهُ عَدا

مِنَ الشّرقِ حالاً قَد يرى في المَغارِبِ

فَلَو رُمت جَوبَ الأَرضِ فيهِ لَجُبتها

بِمدّةِ يَومٍ قَد ذَهبت وَأُبتها

فَإِنْ تَعلُه هام السّماكِ رَكِبتها

تَطولُ الثّريّا فَوقه لَو طَلبتها

وَفيهِ الثّريّا لَم تَفت كَفَّ طالِبِ

بِهِ مُعتَليهِ كَم يسرّ إِذا جرى

وَيَبدو عَليهِ لَو جَباناً غَضَنفرا

وَذَلكَ طِرفٌ بِالخُيولِ قَدِ اِزدَرى

يَقولُ مِثالي قَلَّ في الخَيلِ أَن يُرى

كَما قَلَّ في فُرسانِها مثل رَاكبي

تَسلطنهُ في الخَيلِ لا شَكّ واجِب

وَراكِبهُ لَم يَحكهِ في الدّهرِ رَاكِب

وَسائِسُه العَلياء وَالمَجدُ ساحِبٌ

لَهُ السّعدُ خَدّامٌ لَهُ اليُمن صاحِب

لَهُ العِزُّ قَوّادٌ لِأَسنى المَراتِبِ

فَيا ضَيغَماً في الأُسدِ أَعظَمَ ضَيغَمٍ

ذَهَبت إِلى عكّاء في حُسنِ مَيسمِ

وَمُذ أبت مِنها خَيرَ فَخمٍ وَمكرم

قَدمت عَلى بَيروتِنا خَيرَ مقدمِ

فَسارَت بِها الأَفراحُ مِن كُلِّ جانِبِ

غَدا كلُّها بِالشّكرِ إِذ ذاكَ ألسُنا

وَفاضَ عَلى أَكنافِها النّور وَالسّنا

وَقَد قامَ طَيرُ البِشرِ يَصدَحُ بِالغنا

وَقامَت مِنَ الأَفراحِ تَرقصُ بِالهَنا

تَقولُ هَناي اليومَ قَد جاءَ غائِبي

وَقَد أبدلَت بِالرّقصِ مِن بَعدِ رَعشةٍ

وَأَبدَت فنونَ الرّقصِ مِن فَرطِ دَهشَةِ

وَصارَت عَلى الأَفراحِ في حُسنِ هشّة

وَإِذ غِبت قَد أَوحَشتها أَيَّ وَحشَةِ

يَكادُ بِها يَبدو حُلول الغَياهِبِ

عَلَيها سَماءُ الأُنسِ بِالبشرِ أَوسَمت

وَفيكَ عَلَت مَجداً وَفَخراً وَقَد سَمَت

وَقالَت وَقَد آلَت يَميناً وَأَقسَمت

وَلَو لَم يَكُ المِصباحُ فيها لَأَظلَمت

ظَلام الدّياجي مِن جَميعِ الجَوانِبِ

فَذا شِبلكَ المَسعود زادَ اِعتِلاءها

وَنالَت مِنَ الأَكدارِ فيها صَفاءها

فَلَولاهُ فَالتّكديرُ إِذ غبتَ ساءها

وَلَكنّه إِذ نابَ عَنكُم أَضاءها

وَقَد كانَ عَن شَمسِ العُلى خَير نائِبِ

فَلا زالَ مِصباحاً لِأَنوارِهِ اِعتَلى

وَكَعبةَ آمالٍ وَلِلنّاسِ مَنهلا

وَحمد الرّبى حيث لِلمَجدِ أهّلا

فَأَبقاهُ رَبّي اللّه بِالعزِّ وَالعلى

وَرَقّاه مَولانا لأَعلى المَناصِبِ

وَنِلتُم بِهِ فَخراً وَيَسمو بِفَخرِكم

وَطالَت بِهِ في الدَّهرِ أَعمارُ ذِكرِكُم

وَطالَ لِسانُ الكَونِ فيهِ بِشُكرِكُم

وَمَنَّ عَلَينا اللَّه في طولِ عُمرِكم

وَنَوَّلكم بِالخيرِ كلّ المَطالِبِ

وَمِن كُلِّ شَينٍ دُمتَ أَسنى مُنَزَّه

وَنِلتَ اِعتِلاءً في الدُّنَى غَيرَ مُنتَهِ

فَريداً بِهِ في الدّهرِ عَن كلِّ مُشبه

بِمَجدٍ وَجاهٍ لَيسَ في الدّهرِ يَنتَهي

وَأَرغد عَيشٍ مِنهُ صَفو المَشارِبِ

وَراحَة بالٍ ما العُيون تَفَجَّرَت

وَما قَد هَمى غَيثُ السّماءِ وَأَمطَرَت

وَما ماجَ مَوجٌ في البحارِ وَما جَرَت

مَدى الدّهرِ ما قَد لاحَ بَرقٌ وَما سرَت

نَسيمٌ وَما سَحَّ وَبل السّحائِبِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة