الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه

عدد الابيات : 46

طباعة

إِذا المَرءُ لَم يَدنُس مِنَ اللّؤمِ عِرضُهُ

فَذاكَ كَريمُ النّفسِ وَهوَ أَصيلُ

وَإِن لَبِسَ الأَطمارَ وَالعِرضُ أَبيَضٌ

فَكُلّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ

وَإِن هوَ لَم يَحمِل عَنِ النّفس ضَيمها

وَما إِن عَزيز النّفسِ إِلّا حَمولُ

فَلا يَرتَجي حُسنَ الثّناءِ وَطيبهُ

فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثّناءِ سَبيلُ

تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا

وَتَقضي المَعالي أَن تَقلَّ الفُحولُ

وَلَمّا قَعِنت أَنّ الكِرامَ قَليلةٌ

فَقُلتُ لَها إِنّ الكِرامَ قَليلُ

وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا

فَكَم واحدٍ مِنّا لِأَلفٍ عَديلُ

وَسِلسِلَةُ العَلياءِ نَحنُ نِظامُها

شَبابٌ تَسامَوا لِلعلى وَكُهولُ

وَما ضَرَّنا أَنَّا قَليلٌ وَجارُنا

مُجارٌ مَصونٌ ما إِلَيهِ وُصولُ

عَظيمٌ جَليلُ القَدرِ سامٍ جِوارُهُ

عَزيزٌ وَجارُ الأَكثَرينَ ذَليلُ

لَنا جَبلُ يَحتَلّه مَن نُجيرهُ

وَلَيسَ لِبَدرِ العزِّ عَنهُ أُفولُ

وَحصنٌ حَصينٌ لا يطالُ نَزيله

مَنيع يَردّ الطّرفَ وَهوَ كَليلُ

رَسا أَصلُهُ تَحتَ الثّرى وَسَما بِهِ

بُروج شُموسِ المَجدِ فيها نُزولُ

أُصولُ مَعالٍ فَوقَهُ وَعَلا بِهِ

إِلى النّجمِ فَرعٌ لا يُنال طَويلُ

هوَ الأَبلَقُ الفَردُ الّذي سارَ ذِكرُهُ

وَلَيسَ لَهُ في الخافِقَينِ مَثيلُ

عَليٌّ رَفيعٌ لا يُنال نَزيلُهُ

يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ

وَإِنّا لَقومٌ لا نَرى القتلَ سُبَّةً

وَيَفخَرُ مِنّا فيهِ جِيلٌ فَجيلُ

وَكَيفَ نَرى ما فيهِ فَخرٌ سُبَّةً

إِذا ما رَأتهُ عامِرٌ وَسَلولُ

يُقَرِّب حُبُّ المَوت آجالَنا لَنا

وَلَم يَكُ حُبُّ المَوتِ عنّا يَزولُ

وَدِدناهُ بُغضاً بِالحَياةِ جبانةً

وَتَكرَهُهُ آجالُهم فَتَطولُ

وَما ماتَ مِنّا سَيّدٌ حَتفَ أَنفِهِ

وَمَوتُ لُيوثِ الحَربِ حَتفاً قَليلُ

وَلا أَسرَ الأَعداءُ مِنّا مقاتِلاً

وَلا ضَلَّ مِنّا حَيثُ كانَ قَتيلُ

تَسيلُ عَلى حَدِّ الظُّباتِ نُفوسنا

وَفي حَدِّها لِلأسد نَفسا مَسيلُ

أَنَفْسٌ لَنا سالَت عَلى غَيرِ حدِّها

وَلَيسَت عَلى غَيرِ الظّباتِ تَسيلُ

صَفَوْنا فَلَم نكدرْ وَأَخلص سرَّنا

حَليبٌ رَضِعناهُ وَنَحنُ طفولُ

وَطَيّب مِنّا الأَصلَ وَالنّفسَ وَالنّدى

إِناثٌ أَطابَت حَملَنا وَفُحولُ

عَلَونا إِلى خَيرِ الظّهورِ وَحَطّنا

تَعزّ العُلى فينا وَتَسمو الأُصولُ

بِمَجدٍ مِنَ الأَصلابِ وَهيَ شَريفَة

لِوَقتٍ إِلى خَيرِ البطونِ نُزولُ

وَإِنّا كَماءِ المُزنِ ما في ضبابنا

سِوى هامِل بِالوَبلِ وَهوَ هطولُ

وَإِنّا كِرامٌ لَيسَ في سُحبِ جورنا

جَهامٌ وَلا فينا يُعَدّ بَخيلُ

وَنُنكِرُ إِن شِئنا عَلى النّاس قَولَهم

وَإِنّا إِلى قَولِ الصّوابِ نَميلُ

فَلا خَطأ فيهِ نخطَّأُ منهُمُ

وَلا يُنكِرونَ القَولَ حينَ نَقولُ

إِذا سَيِّدٌ مِنّا خَلا قامَ سَيّدٌ

هِزَبرٌ وَسيمُ الوجهِ وَهوَ جَليلُ

رَفيعُ الذّرى خِدنُ المُروءَةِ وَالنّدى

قَؤولٌ بِما قالَ الكِرامُ فَعولُ

وَما خَمَدت نارٌ لَنا دونَ طارِق

وَلا زالَ لِلضيفانِ فيها دَليلُ

وَما في لِسانِ النّاسِ إِلّا اِمتِداحُنا

وَلا ذَمّنا في النّازِلينَ نَزيلُ

وَأَيّامُنا مَشهورةٌ في عدوِّنا

لِشُهرتها في وَصفِها لا نُطيلُ

فَسودٌ عَلَيهم وَهيَ بِيضٌ لَنا زَهَت

لَها غُرَرٌ مَعلومَةٌ وحجولُ

وَأَسيافُنا في كُلِّ شَرقٍ وَمَغرِبٍ

لَها وَقعُ فِعلٍ طارَ مِنه العقولُ

وَما كانَ مِن عَيبٍ بِها غَيرَ أَنّها

بِها مِن قِراعِ الدّارِعِين فلولُ

مُعوَّدةٌ أَن لا تُسَلّ نِصالُها

وَفي حَدّها ماءُ المَنايا يَسيلُ

وَأَن لا تُهزَّ المَتن غبّ اِستِلالِها

وَتُغمَد حتّى يُستَباحَ قَتيلُ

سَلي إِنْ جَهِلتِ النّاسَ عَنّا وَعَنهُمُ

سُؤالَ خدينِ الحدِّ وَهوَ سَؤولُ

فَتَدري حَقيقَ الأَمرِ وَالعلم نافِعٌ

فَلَيسَ سَواءٌ عالِمٌ وَجَهولُ

فَإِنّ بَني الديّانِ قُطبٌ لِقَومِهم

هداةٌ عَلى كَسبِ العُلى وَدَليلُ

وَأَبناءُ فَتحِ اللَّهِ قطبٌ لِحزبِهم

تَدورُ رَحاهُم حَولَهُ وَتَجولُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة