الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » يا خليلي إن تسيرا فجوزا

عدد الابيات : 37

طباعة

يا خَليليَّ إِن تَسيرا فَجوزا

أَرضَ دمياطَ فَهيَ إِحدى الجنانِ

وَاِقصداها فَإِنّها ذاتُ ثَغرٍ

ذي اِبتِسامٍ مُبشّرٍ بِالأَماني

وَاِدخُلاها فَإِنّها دونَ رَيبٍ

ذاتُ أَمنٍ لِخائِفٍ وَأَمانِ

حَيثُ فيها لِلفَضلِ كَعبَةُ علمٍ

وَبِها لِلمعالِ رُكنٌ يَماني

فَهوَ أُستاذنا الإِمامُ عليٌّ

كَرَّمَ اللَّهُ وَجهَهُ كُلَّ آنِ

يَمِّماهُ وَبَلِّغاهُ سَلاماً

مِن مَشوقٍ إِلى اللّقا وَالتّداني

ثُمَّ عَنّي اِلثُما شَريفَ يَديهِ

ثُمَّ عودا بِذِكرِهِ عَلِّلاني

وَعَليَّ اِتْلوا الأَلذَّ لِسَمعي

وَلِعَقلي وَمُهجَتي وَجَناني

مِن خِصالٍ كَريمَةٍ وَمَزايا

وَصِفاتٍ حَميدَةٍ وَحِسانِ

وَجَمالٍ مُجمَّلٍ بِجَلالٍ

وَكَمالٍ لَقَد خَلا عَن مُدانِ

وَسَجايا شَريفَة لا تُضاهَى

هِيَ في ذا الإِمامِ فَرد الزّمانِ

بَحرُ عِلمٍ وَكَنزُ كلّ غَريبٍ

مِن نُكاتٍ بَديعَةٍ وَمَعانِ

فاضِلُ الوقتِ عالِمُ العَصرِ فَرداً

عارِفُ الدّهرِ وَهوَ شَيخُ الأوانِ

شَمسُ عِلمٍ مِنها البدورُ اِستَمَدَّت

خَيرَ نورٍ كَالفضلِ وَالعِرفانِ

علمٌ مُفردٌ لَهُ الفتحُ نادى

أَنّهُ مُختصٌّ بِرَفعِ الشانِ

أَلمَعِيٌّ وَجَهبَذٌ لَوذَعيّ

أَوحَدِيّ ما إِنْ لهُ الدّهرَ ثانِ

نُخبَةُ العزِّ بَهجَةُ المَجدِ حُسناً

نَفحَةُ الفَخرِ رَوضةُ الإحسانِ

إِنّما المَجدُ وَالأَماجِدُ عينٌ

هوَ فيها لا رَيبَ كالإنسانِ

وَالمَعالي وَأَهلُها مِثل جِسمٍ

هوَ فيهِ كَالرّوحِ ثمَّ الجنانِ

ذو نِظامٍ بِحِكمَةٍ لا تُضاهَى

ذو بَيانٍ يَحوزُ سِحرَ البيانِ

بِمَعانٍ تَبدو سُلافَ عُقولٍ

وَمَبانٍ كالدّرِّ وَالمَرجانِ

لَو رَآهُ قسٌّ وسَحبانُ كانا

مِثلَما باقِلٌ لَدَى سَحبانِ

هوَ نورٌ لِلدّينِ وَهوَ الخَفاجي

فيهِ ذِكرُ الشّهابِ طول الزَّمانِ

فَخرُ دُمياطَ حَيثُ إِن قَد حَوَت مَنْ

قَلَّ في مِثلِهِ سَماحُ الأَوانِ

هوَ فيها عَزيزُ مصر وَفيهِ

فَلتطل فَخرَها عَلى البلدانِ

يا عَليَّ الأنام قدراً وجاهاً

وَمقاماً وَاِسماً بِكلِّ مَكانِ

وَكَمالاً وَرُتبَةً وَمَناراً

وَجَناباً مُشيَّد الأَركانِ

بِكَ صيتٌ كَالمِسكِ ضمّخَ طيباً

كُلَّ مَن في الأَكوانِ وَالأكوانِ

مِن حِسانِ النّظيمِ قلّدتَ جيدي

بِرَداحٍ مِن غَوالي الغَواني

بِنتُ فِكرٍ يَتيمَةٍ قَد تَغَذَّت

مِن بَليغِ البَديعِ بِالأَلبانِ

قَد أَتَتني تَميسُ مَيْسَ عَروسٍ

بِقَوامٍ يِهتَزُّ كَالخَيزُرانِ

إِذ أَتَتني أَخدمتها بِفَتاةٍ

ما لَها مِثلٌ في الجَواري الحِسانِ

زِنتَها في مَديحِك السّامرِ حُسناً

بِثَمينِ اللّآلِ وَالعقيانِ

هاكَها غَيرَ كارِهٍ بَل رَضيّاً

وَاِكسُها حلّةَ الرّضا وَالتّداني

وَاِسلَمِ الدّهرَ ناعِمَ العَيشِ رَغداً

بِهَناءٍ وَبَهجَةٍ وَأَمانِ

ما تَغَنّى عَلى الغُصونِ حَمامٌ

كُلَّ حينٍ بِأَحسنِ الأَلحانِ

وَاِستَمالَت يَدُ الصَّبا كلَّ قدٍّ

مِن قُدودِ الزّهورِ وَالأَغصانِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة