الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » أقبلت بالجمال ذات البهاء

عدد الابيات : 61

طباعة

أَقبَلَت بِالجَمالِ ذاتُ البَهاءِ

فَاِستَنارَت مِنها بدورُ السماءِ

وَأَعارَت شَمسَ الضُّحى مِن سَناها

فَتَبدَّتْ مُنيرةَ الأَرجاءِ

وَكَسَتها الكَمالَ ثَوبَ جَمالٍ

وَحَبَتها الظُّهورَ غِبَّ الخَفاءِ

أَعلَمَتَني بِنَفحةٍ مِن شَذاها

أنّما المِسكُ بعضُ ذاك الشذاءِ

حَدّثَتني بِلُطفِها عَن نَسيمٍ

عَن وُرودِ الرّياض ذاتِ البَهاءِ

فَهيَ نورٌ مِنَ العُيونِ مُضيءٌ

وَاِحوِرارٌ في المُقلةِ الحَوْراءِ

وَهيَ ماءُ الحَياءِ يَسري بحسنٍ

في وُجوهِ الحِسانِ أهلِ الحَياءِ

وَهيَ في جَبهةِ الزّمانِ ضِياء

وَهيَ نورٌ في الغُرّةِ الغَرّاءِ

وَهيَ في وَجنةِ المَحاسنِ حُسْنٌ

وَجَمالٌ في الوَجنَةِ الحَسناءِ

وَهيَ روحٌ حَلَّت بِبالي فُؤادٌ

وَحياةٌ لِمَيِّتِ الأَحياءِ

أَسفَرت مثلَ الشّمسِ لَكِنْ تَبدَّت

لَم تَزَل لا تَزولُ عِندَ اِستِواءِ

دُرّةٌ لَيسَ مِثلَها في وُجودٍ

قَلَّ مثلَ اليتيمَةِ العَصْماءِ

لو غَدَت أَنجُمُ السَّماءِ عُقوداً

وَهي فيها تَفَرَّدَت بِالضِّياءِ

وَتَردَّت تِلكَ النّجومُ لَدَيها

مِن خُسوفٍ بِالحلّةِ السّوداءِ

وَتَعزَّتْ عَن حُسْنِها حينَ وَلّى

خجَلاً بِالضياءِ أَحلى عَزاءِ

فَلِجيدي الهناءُ فيها تَحَلَّى

وَلَهُ السَّعدُ غِبَّ ذاك الهناءِ

وَلِرَأسي الفخارُ مِن حَيثُ أَضحَت

خَيرَ تاجٍ مكلّلٍ بِالبَهاءِ

مُذْ غَدَت في النّظامِ خَيرَ قَصيدٍ

فَهيَ قَصدي وَبُغيَتي وَمنائي

أُهدِيَتْ مِنحَةً إِليَّ فَحَلَّت

في مَحَلِّ القَبولِ ثمَّ الرِّضاءِ

قَد حَباني بِها مِنَ الفضلِ بَحرٌ

وافرُ الفَضلِ كامِلٌ في السَّخاءِ

أَعَجيبٌ إِهداؤُهُ الدّرَّ فَضلاً

وَهوَ بَحرٌ لِلدُّرِّ ذو إهداءِ

فَهوَ حَبرُ العلومِ كَنزُ فُهومٍ

عَلَمُ الفضلِ مُفردُ العُلَماءِ

بَهجةُ الوقتِ تحفةُ الدّهرِ فَرداً

مَنهَجُ القصدِ رَوضةُ الأدباءِ

جُملَةُ المَجدِ مفردُ الفخرِ فَذٌّ

عَن نَظيرٍ في العزِّ والعلياءِ

حَسَنُ الوجهِ وَالصّفاتِ جَميعاً

مُرتَضى الفِعلِ أَشرَفُ الشرفاءِ

فَهوَ سِبْطُ الرّسولِ وَهوَ عَليٌّ

كَرَّمَ اللَّهُ وَجهَهُ بِالضّياءِ

كَعبَةُ العِزِّ وَهوَ رُكني اليَماني

فَإِلَيهِ في المُعضِلاتِ اِلتِجائي

قِبلةُ القَصدِ نَحوَهُ وَجْهُ قَصدي

أَنا وَجَّهتُه بِدونِ اِمتِراءِ

جامِعُ العِلمِ في زَوايا فهومٍ

رَكَعَت عِندَها نُهى الفضلاءِ

وَخَطيبٌ في مِنبَرٍ مِن بَيانٍ

مِنهُ ذَلَّت مَصاقِعُ الخطباءِ

فَلَهُ خُلُقٌ كَالنّسيمِ فَلَو فا

حَ لأضحى ورْداً نباتُ الفلاءِ

وَلَهُ خَلقٌ يُنبِئُ الحُسنُ عَنهُ

إِذْ تَمَنَّتْهُ أَنجُمُ الجَوزاءِ

وَمَضاءٌ كَلَمحِ طَرْفٍ وَعَزمٍ

عَلَّمَ النَّجمَ مِنهَ حُسْنَ المضاءِ

وَعُلومٌ قَد فاقَتِ البحرَ وُسْعاً

وعطاءٌ يفوقُ قطرَ السماءِ

وحَياءٌ في غَيرِ حَقٍّ جَليلٌ

ووقارٌ قد زينَ بالإغضاءِ

شَمسُ هُدىً في مَطلعِ الخيرِ تَبدو

حَيثُ حَلَّت في جَبهَةِ العَلياءِ

فَاِفخَري يا رَشيدُ عِزّاً وَتيهاً

وتحلَّيْ بحلّةِ الخُيَلاءِ

ثمَّ دوسي بِأَخمصَيك الثُّريَّا

تَمنحيها بِالدَّوْسِ حُسْنَ اِعتِلاءِ

فَلَقَد كُنتِ يا فَريدَةَ عقدٍ

صَدَفاً لِليَتيمَةِ العَصْماءِ

وَإِلَيكِ اِنتماؤُهُ بِاِنتِسابٍ

فَلك السّعدُ غِبَّ ذا الاِنتماءِ

فَحَماكِ الإِلهُ مِن كلِّ شَيْنٍ

وَحَباكِ القديمُ حُسْنَ البقاءِ

أَيّها الشَّهمُ مِنك شُرِّفْتُ فَضلاً

بِعَروسٍ كَالغادةِ الغَيداءِ

بِنتُ فِكرٍ تَخَدَّرَت بِجَمالٍ

وَلَها اللّطفُ كانَ خَيرَ خِباءِ

وَهيَ بِكرٌ وَما لَها أَنا كُفؤٌ

وَهيَ شَرعاً عَديمَةُ الأكفاءِ

وَهيَ سِحرٌ مِنَ البَيانِ حَلالٌ

وَمِنَ الشّعرِ حِكمَةٌ بِاِعتِناءِ

لَو رَآها أَهلُ البَلاغَةِ تاهُوا

وَأَقرُّوا بِالعَجزِ والإعْياءِ

وَاِعتَلاهُم تَحيُّرٌ حينَ تُتلى

وَاِعتَراهُم تَلجلُجُ الفَأفاءِ

كُنتُ حُرّاً لَدَى الكِرامِ رَقيقاً

وَشَريفَ الأَخوالِ وَالآباءِ

مُذْ أَتَتني صَيَّرتني لَك عَبداً

فَكَأنّي ملكتَني بالشِّراءِ

فَلِجيدي جعلتَها عِقدَ دُرٍّ

وَهيَ تَبدو لِلعبدِ عَقْدَ ولاءِ

وَهيَ عِندي تَميمةٌ ثمَّ حِرزٌ

أَتَداوى بِها وَفيها شِفائي

كَيفَ أَرجو مِثالَها في نِظامي

أَعَلى المُستحيلِ أبني رَجائي

أَينَ لي مثلُها وَأَنَّى لِمِثلي

حَيثُ أَنّي أُعَدُّ في الغَوغاءِ

كلّ مَن رامَ مِثلَها في نِظامٍ

أَسلَمَتهُ أَوهامُهُ لِلشّقاءِ

ذاكَ فَضلُ اللَّهِ الكريمِ تَعالى

وَهوَ فَيضٌ مِن فَيضِ ذي الآلاءِ

فَاِبقَ أَيُّها الإِمامُ بِخَيرٍ

وَبِغَزٍّ يَبقى بِدونِ اِنتِهاءِ

وَتَفضَّلْ عَلى الفَقيرِ بِدُرٍّ

أَيّها البّحرُ في السّخا وَالعَطاءِ

وَاِحْبُ هَذي العجوزَ بِسِترٍ

فَهوَ مَهرُ العَجوزةِ الشّوهاءِ

وَاِرْقَ مِن ذَروَةِ المَعالي سَماءً

بِسُرورٍ يوليكَ خيرَ هَناءِ

ما اِبنُ فَتحِ اللَّهِ المُهَيمنِ أَثنى

في نِظامٍ عَلَيك خَيرَ الثناءِ

أَو تَغَنّى الحَمامُ فَوقَ غُصونٍ

في صَباحٍ وَما شَدا في المَساءِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة