الديوان » لبنان » المفتي عبداللطيف فتح الله » لا تنكر الألحاظ في سطواتها

عدد الابيات : 63

طباعة

لا تنكِرِ الألحاظَ في سَطَواتِها

فلَكَمْ رأيت القتلَ من غَمزاتِها

وَاِحفَظْ فُؤادَك مِن سِهامِ جُفونها

وَاِحذَرْ كَمينَ الحَتفِ في رَمياتِها

وَاِتركْ حِجاكَ إِذا عَقِلتَ لِسِحرِها

وَاِحفَظْ صَحيحَ العِشقِ عَن كَسراتِها

وَاِسمَعْ أَحاديثَ المَحبَّةِ واِرْوِها

مِن حَيثُ صَحَّت عن عُدولِ ثِقاتِها

وَاِكتُب غَرامَكَ في مَصاحِفِهِ الَّتي

تَختَارُ وَاِتلُ عَليَّ مِن آياتِها

وَاِلزَمْ غَرامَ الغانِياتِ فَإِنّه

تُشفى بِهِ الأرواحُ عَن عاهاتِها

وَاِختَرْ لِنَفسكَ غادَةً تغوي بها

إِنَّ الهِدايَةَ في كِبارِ غُواتها

وَاِخلَعْ فُؤادَكَ وَالحَياءَ بِحبّها

وَاِترُكْ عَزيزَ الأَهلِ في مَرضاتِها

وَاِكتُمْ هَواها ما اِستَطعتَ وَوارِهِ

وَاِستُرْهُ عَن عُذّالِها ووُشاتِها

حَتّى عَنِ الغَيداءِ لَو أَيقَنتَها

تُبدي هَواكَ وَلَو لَدى لَحَظاتِها

إِنَّ المَحبَّةَ بِالوُشاةِ فَسادُها

إِذْ أَنّهم لا شَكَّ مِن آفاتِها

وَالعاذِلونَ عَلى الغَرامِ مَضرَّةٌ

تفني المحبَّةَ مِن أُصولِ نَباتِها

وَلَقد عَلِقتُ بِغادَةٍ ميّادةٍ

تُزري بِغُصنِ البانِ في مَيلاتها

ما حَلَّ أَفئِدةَ العَواشِقِ حُبُّها

في لَمحَةٍ إِلّا رَعى حبّاتِها

مِنها اِستَعارَ الظبيُ كُحلَ عُيونِهِ

لَمّا حَكاها الظبيُ في لَفَتاتِها

ما نَفرَةُ الغزلانِ إِلّا ألفةٌ

لَو أَنّها قيسَت إِلى نَفراتها

ما البَدرُ إِلّا نَبذةٌ مِن نورِها

ما الشّمسُ إِلّا الضّوءُ مِن وَجناتِها

ما الصّبحُ إِلّا فرقُها وَجَبينُها

ما اللَّيلُ إِلّا البعضُ من وَفراتِها

ما الوردُ إِلّا حُمرةٌ مِن خَدِّها

ما المِسْكُ إِلّا البَعضُ مِن شاماتِها

ما البرقُ إِلّا لَمعَةٌ مِن ثَغرِها

ذَهَبت بِعَقلِ الصّبِّ في خَطفاتِها

ما الخَمرُ إِلّا ريقُها وَرُضابُها

كَم يَسكَرُ الوَلهانُ مِن نَكهاتِها

ما الحُسنُ إِلّا عَبدُها وَخَديمُها

ما الحُورُ إِلّا البعضُ مِن فَتياتِها

كُلُّ المَحاسِنِ وَالكمالِ مَعَ البَها

مَجموعَةٌ في ذاتِها وصِفاتِها

أَتَزورُني بِعدَ التباعُدِ والجَفا

وعلى المتيَّم حُرِّمت زَوراتُها

أتجودُ لي بالقُرب بعدَ بعادِها

وتزيلُ عني باللِّقا جَفواتها

هل نهلةٌ من ريقها ورُضابها

فَلَعلَّ روحي تَهتَدي لِحياتِها

هَل نَسمَةٌ مِنها إِليّ تَمرُّ بي

حَتّى أَشُمَّ العِطرَ من نَفحاتها

يا مُهجَتي مُوتي أَسىً وَصَبابةً

إِنَّ الحَبيبَة أَحرمَتكَ صِلاتها

وَدَعي أَمانيَ وَصلِها وَوُعودِها

طَبعُ الأَماني خُلفُها بِعداتِها

وَتَجرَّعي غُصَصَ النَّوى وَمرارَهُ

مِن حيثُ أَنّ البُعدَ مِن مَرضاتِها

وَاِستَبشِري بِالبُعدِ إِذْ لَم تخرجي

وَقتَ البُعادِ مِنَ الخطورِ بِذاتِها

وَتَجَمَّلي بِرِدا التصبُّرِ كلَّما

تَشويكَ نارُ البُعدِ في جَمَراتِها

فَالصّبرُ شَأنُ ذَوي المَحبَّةِ وَالهَوى

والهَجرُ في الحَسناءِ من عاداتِها

يا لائِمي كُفَّ المَلامَةَ وَاِتَّئدْ

أَفَلا عَلِمتَ بِهَجرِها وشَتاتِها

وَقتُ المَلامةِ في اِبتِداءِ مَحبَّتي

وَسَقيتني في حينِها كاساتِها

بِئسَ المَلاحةُ حينَ بُعدِ ذَوي الهَوى

مَع أَنَّها قبحت لَدى أَوقاتِها

وَالبُعدُ مِن ثَمرِ المَلامةِ في الهوى

وَظَفرتُ فيما رُمتُ مِن ثَمَراتِها

يا سائِراً وَجِّهْ مَسيرَكَ نَحوَها

تَنَلِ المُنى فَالخَيرُ نَحوَ جِهاتِها

وَاِحلِفْ عَلَيها أَن تَجودَ بِنَفحِها

إِنَّ الصَّبا تهديهِ مع نَسماتِها

وَاِذكُرْ مُعنّىً عِندَها فَلَعلَّها

تَمحو التّنائي في يدَيْ رحَماتِها

وَاِشرَحْ غَريبَ مَحبّتي وَصَبابتي

وَاِنقُلْ لَها عَن غُربَتي حالاتِها

وَاِحمِلْ إِلَيها يا أَمينُ رِسالَتي

تَفديكَ روحُ مُتيَّمٍ بِحيَاتِها

كَم هاجَ وَجدي وَالغرامَ حَمائمٌ

قَد غَرَّدت صُبحاً عَلى أَيْكاتِها

قَد أَطرَبَتني وَاِبتَهَجتُ مَسرَّةً

إِذْ حَلَّ قَلبي الأنسُ مِن أَصواتِها

وَسَمِعتُها أَثنَت عَلى الذاتِ الّتي

قَسَمي غَدا بِحَياتِها وَصِفاتِها

ذاتُ الكريمِ اِبنِ الكريمِ المعتلي

مِن ذَروةِ العُليا عَلى هاماتِها

ذو راحَةٍ ما البحرُ إِلّا قَطرَةٌ

مِن جُودِها أَو مِن بِلالِ هِباتها

ذو فِطنَةٍ كلّ المَعارِفِ صيدها

لا شَيءَ مِنها فَرَّ مِن شَبَكاتِها

ذو هِمّةٍ تبدو الثريَّا نَعلها

لَكنَّها كالبرقِ في عَزَماتِها

ما آصفٌ إِلّا لَدَيها قاصِرٌ

لَو لَم يَكُن مِن بَعضِ بِعض رُواتِها

ذو شيمَةٍ حَمَلَت حِسانَ مَحامِدٍ

حَيثُ المَكارِمُ مِن أُصولِ نباتِها

حَسَنُ المُحيَّا وَالصّفاتِ بِلا اِمْتِرا

وَفعالهُ أَبدَت لَنا حَسَناتِها

حَسَنُ الطِّباعِ كَريمُها وَسَليمُها

تَأبى التَغيّرَ مِن جَميعِ جِهاتِها

غَيرُ السّهولَةِ لا يحلّ طِباعَهُ

أَيحلُّها ما لَيسَ مِن عاداتِها

تَأبى المَعايبُ أَن تَمرّ بدارهِ

مِنْ حيثُ أضحى من أجلِّ أُباتها

يَحمي بِبيضِ الحقِّ بيضَ مَكارِمٍ

وَهوَ الغَيورُ وَمِن أَجلِّ حُماتها

ما في الأَكارِمِ سَيّدٌ بِفضيلةٍ

إِلّا وَكانَ الصّدرُ في ساداتِها

أَفديهِ شَمسَ هِدايَةٍ وَوِلايَةٍ

فَقَدِ اِستَنارَ بِهِ بُدورُ هُداتها

وَلَقَد خَدَمتُ جَنابَهُ بِقَصيدَةٍ

تُزري بعَقدِ الدُّرِّ في كَلِماتِها

غَرّاءُ بِكرٌ غادةٌ حَسناءُ قَد

كُتبت سطورُ المدحِ في وَجَناتها

وَزَفَفْتُها تُهدى إِلَيهِ وإنّها

مِن أَحسَنِ الأَبكارِ في زيناتِها

وَصَداقُها منهُ القَبولُ وَغَيرُهُ

لا تَرتَضيهِ يَكونُ مِن صَدقاتها

واللَّهُ يُبقيهِ مَدى الأيّامِ ما

شَدَتِ الحَمائمُ في ذُرى دَوْحاتها

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المفتي عبداللطيف فتح الله

avatar

المفتي عبداللطيف فتح الله حساب موثق

لبنان

poet-Mufti-Fathallah@

1294

قصيدة

3

الاقتباسات

91

متابعين

عبد اللطيف بن علي فتح الله. أديب من أهل بيروت، تولى القضاء والإفتاء. له نظم جيد في (ديوان -ط) و(مقامات -خ)، و(مجموعة شعرية -خ) بخطه، ألقاها في صباه سنة 1200ه‍في ...

المزيد عن المفتي عبداللطيف فتح الله

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة