الديوان » العراق » عبد الرحمن السويدي » الشوق لم تحصه الأوراق والكتب

عدد الابيات : 36

طباعة

الشوق لم تحصه الأوراق والكتبُ

إلى الذي فاق من افتوا ومن كتبوا

مولاي ذو الجِّد عبد الله من فخرت

به المكارم فاختالت به حلبُ

تأبى المفاخر إلا أن تكون به

مخصوصةً وتراه رَبَّها الرُتَبُ

سامي الفخار مليك الجود أجمعه

زاكي النِجار إلى العلياء ينتسب

علامة العصر بَحرٌ لا يناظره

من الأنام فتىً إلاّ وينغَلِبُ

صبحاً بصَحن نظام الفضل منتصب

يفيد علماً لمن للعلم قد طلبوا

نَجمٍّ رحى العلم والتوقيع تعرفه

ودائرات القوافي أنّه القُطُبُ

إمامُ سُنتِنا الغرّا وقدوتنا

بحرٌ طويلٌ لا يجاري هو السببُ

بيت يحجُوه أهل العلم قبلتنا

إليه وجَّهتُ وجهي إن تكن إرَبُ

سابي الدقائق من علم ومن أدب

به العويصات عنها ترفع النقب

كثيرُ بحث عليمٌ في محاورة

منه المسائل تستجنى وتُكتَسَبُ

ما ناظريه نحارير بمسألة

إلاّ وأفحمهم في الحال فاكتأبوا

لسانه شَهَدٌ يشفى العليل به

لكن على راقمٍ أبحاثَه عطبُ

يا والدي شمس أيام لنا سلفت

عسى تعود فعنّي تنجلي كُرَبُ

يا والدي هل أرى بغداد تجمعنا

في دار عزٍّ بها الأفراح والطرب

فإنَّ بحر اشتياقي صار منسرحاً

مني إليك ولكن موجه وَصَبُ

وسُفنُ صبري قد سارت على عَجَل

ومُهجتي وحشاشاتي بها ركبوا

يا والدي بعدك الزوراء في ظمأ

من العلوم فَدَع تروى بكم حلب

يا والدي علّ هذا الدهر يجمعنا

خير اجتماع به نال العدى غَضُبُ

وعلّ يوماً ظلال النخل مجلسنا

في كرخنا وعلينا يسقط الرطبُ

وأنتَ فينا كبدرٍ لاحَ من شَفَقٍ

وإننا لك هالاتٌ ولا عجَبُ

نجني ثمار علوم في التخاطب في

أيدي التفكُّرِ والأذهان تنسكب

مَن للمطّولِ والتلخيص بعدك مَن

أليفه كتبُ المعقول والأدب

يا والدي دُم بذي الشهباء منشرحاً

بغداد في القبض إذ قد مسّها سغب

بسادة لخصال الجود قد جلبوا

كرام أصل الثدي الفضل قد حلبوا

قومٌ لقد شرف اللَه الوجود بهم

أبناء مجدٍ لهم خيمٌ لهم حَسَبُ

فوق السِّماكين معقود منصَّتُهم

النَّجمُ يخدمهم والسبعة الشُهُبُ

نهر المجرّة أمسى مورداً لهم

وفاكهات السما أكلاً إذ سغبوا

جبال علم على نفع الورى جبلوا

شمّ الأنوف لأخلاق الندى جلبوا

غُرّ الوجوه لأصناف العُلا طلبوا

فأدركوها فيا للَه ما طلبوا

لدى المحارب تلقاهم بدور دجىً

وفي الحروب إذا قامت هم الشهب

هم الكرام فلا الطائيُّ يشبههم

للضَّيفِ أنفاسَهم أن رامها وهبوا

تفرّ َروا بخصال الفضل فاجتمعوا

على التُّقى والى العلياء قد نُسبوا

بكأسها من عيون الجمعة قد كرعوا

وعين فرق بهم قد نالها نَضَبُ

أركان دينِ عن الأرجاس قد بعدوا

بل حزبه من جناب القدس قد قربوا

هم الملائك إلاّ إنّهم بَشَرٌ

وجملة الصِيّد إلا إنهم عَرَبُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبد الرحمن السويدي

avatar

عبد الرحمن السويدي حساب موثق

العراق

poet-AbdulRahman-AlSuwaidi@

128

قصيدة

289

متابعين

عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين السويدي العباسي البغدادي، زين الدين، أبو الخير. مؤرخ، من بيت قديم في العراق، ولد ونشأ وتوفي في بغداد. له كتب، منها (حديقة الزوراء- ...

المزيد عن عبد الرحمن السويدي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة