الديوان » مصر » صالح مجدي بك » عن يانع الحسن بعد الوصل ألواني

عدد الابيات : 31

طباعة

عَن يانع الحُسن بَعدَ الوَصلِ أَلواني

دَهري وَغيّر بِالهُجران أَلواني

وَما اِكتَفى بِالجَفا حَتّى رَمى خلَدي

عَمداً بسهم لَياليهِ فَأَصماني

وَلَيسَ لي عِندَهُ ذَنب يحرّضه

عَلى تلافي سِوى حُبّي وَكتماني

إِلَيكَ يا دَهر عَني قَد وَهيَ جلَدي

وَاِندقَّ عَظمي وَهدّ الوَجدُ بُنياني

وَحاصر السقمُ حصنَ الجسم فانثلمت

أَسوارُه وَاِنثَنى عَن رَأبِها باني

وَكُنتَ عاهَدتَني أَن لا تَمين فَلَم

تصدق وَأَنكرتَني مِن بَعد عرفان

وَعاذلي مرّ بي يَوماً كَعادتِه

فَما رَأى لي خَيالاً بَينَ جِيراني

فَقالَ يا أَهلَ هَذا الحَيِّ ما فَعلت

يَدُ الهَوى في شجيٍّ بَينَكُم عاني

أَناصحٌ بَعد هَذا الغيِّ أَرشدَهُ

حرصاً عَلَيهِ إِلى تَركٍ وَسلوان

أَم نالَ ما كانَ يَرجو قَبل مَصرعه

أَو فاظَ مِن فَرط أَشواقٍ وَأَشجان

قالوا سَمعنا أَنيناً مِنهُ أَورثنا

بثّاً وَعَنا تَوارى جسمُه الفاني

فَعاد فَوراً عَلى الأَعقاب مُكتَفِياً

بِما رَوى دُون تَحقيق وَتبيان

وَنَبّأ الناس أَني متُّ مِن أَسَفٍ

عَلى رَشاً ما له في حُسنه ثاني

مهفهفٍ تزدري بِالشَمس طلعتُه

وَيخجل البَدرُ مِن طَرفٍ لَهُ راني

وَأَغيدٍ دُونَهُ مِن لَحظِه خفرٌ

يَحمي شَقائقَ نعمانٍ وَعقيان

هَيهات أَرغب عَن ذُلِّي لعزته

أَو عَن ثَنَا حسنٍ في نَظم دِيوان

هُوَ الأَمير الَّذي صانَت مَناصبَه

سِياسةٌ زانَها مِنهُ بإتقان

وَقَد غَدا راسِماً أَقطارَ دائرةٍ

عُظمى عَلى مُستوى يُمنٍ وإِحسان

وَأَيَّد الحَق فيها مِن فَضائله

بِحِكَمٍ وَدِراياتٍ وَبُرهان

وَفازَ بِالسَبق في مضمار منطقه

حَتّى تَميز عَن قسٍّ وَسَحبان

فَكَم لَهُ مِن تَدابيرٍ مؤسسةٍ

عَلى ذَكاءٍ وَإنصافٍ وَإمعان

وَكَم أَضاءَت دَياجي المُشكلات بِما

لفكره مِن علا رَأيٍ وَرجحان

وَكَم لأقلامه بالحَزم قَد سَجدَت

بيضٌ وَسُمرٌ وَأَفواهٌ لنيران

فَكَيفَ يَثني عَناني عَن مَدائحه

وَنشرِ عطرِ شَذاها في الوَرى ثاني

وَالناس قَد أَجمَعوا في مصر قاطِبةً

بِأَنَّهُ لِلمَعالي خَيرُ إِنسان

وَهَذِهِ مِن سَجاياه مُحبَّرةٌ

تَنزهَّت عَن مُغالاةٍ وَنُقصان

أَهدَيتُها وَرَجائي مِن مَكارمه

أَن لا يُقابلَها مِنهُ بهجران

لِأَنَّها قَد تحلت مِن مَناقبه

بِجوهرٍ عقدُه ما شانَهُ شاني

لا زالَ في هَذِهِ الأَوطان مُمتطِياً

متنَ العلا بَينَ أَصحاب وَأَخدان

ما غرّدت في نَضير الرَوض ساجِعةٌ

شَوقاً إِلى إلفِها مِن فَوق أَغصان

أَو قُلتُ أَشكو الهَوى في بدء مدحته

عَن يانع الحُسنِ بَعدَ الوَصلِ أَلواني

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن صالح مجدي بك

avatar

صالح مجدي بك حساب موثق

مصر

poet-Salah-Magdy@

698

قصيدة

1

الاقتباسات

366

متابعين

محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين. باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد ...

المزيد عن صالح مجدي بك

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة