وَمالي إِذا ما اِشتَقتُ أَبصَرتُ دونَهُ
تَنائِفَ لا أَشتاقُها وَسَباسِبا
والسباسب: جمع سبسب وهو الفضاء الواسع.
يقول: ما لي إذا ما اشتقت إلى لقائه حال بيني وبينه إعراضه. أقام عتب سيف الدولة مقام المفاوز التي يحتاج أن يقطعها، حتى يصل إلى مراده، كما أن المفاوز مانعة لمن أراد الحاجة، فكذلك عتبه مانع من مراده
وَقَد كانَ يُدني مَجلِسي مِن سَمائِهِ
أُحادِثُ فيها بَدرَها وَالكَواكِبا
أراد بالسماء مجلسه جعله كالسماء رفعةً له وجعله كالبدر وندماءه وأهل مجلسه كالكواكب حوله
أي تحنن على تحننا بعد تحنن إذا كنت مسؤولا ولك الإجابة إذا كنت داعيا وكفى بين موهوبا أي أنا أشكر من يهبني وأنشر ذكره وكفى بك واهبا أي أنك اشرف الواهبين
أي إن كنت صادقا في مديحك فليس ما تعاملني به جزاء لصدقي وإن كنت كاذبا فليس هذا أيضا جزاء الكاذبين لأني إن كذبت فقد تجملت لك في القول فتجمل لي أيضا في المعاملة
يقول أن اذنبت ذنبا لا دنب فوقه فالتوبة من الذنب محو لا محو فوقه يريد قول النبي صلى الله عليه وسلم التائب من الذنب كم لا ذنب له.
فقال أيضا يعتذر إليه مما خاطبه به في قصيدته الميمية
حنانيك: أي تحنناً بعد تحنن، ومعناه الرحمة، معناه أسألك رحمة بعد رحمة وأرجو أن تضاعف على النعمة، ولبيك: أي إجابة بعد إجابة إذا دعوتني وحسبي موهوباً: أي حسبي من جميع هباتك، أن تهب لي نفسي، وقيل: يكفني ما وهبت من المال، وحسبك واهباً: أي كملت في هذه الصفة، فالكفاية واقعة في كونك واهباً، لا يزاد معك إنسان آخر يكون واهباً، وقيل: حسبك من جميع المناقب أن تكون واهباً نفسي مني، ونصب حنانيك ولبيك على المصدر. أو بفعل مضمر، ونصب مسئولا وداعياً وموهوباً وواهبا على الحال
احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...