الديوان » عمان » المعولي العماني » إذا ما بدا برق بنعمان لامع

عدد الابيات : 61

طباعة

إذا ما بَدا بَرْقٌ بنعمانَ لامعٌ

شجتنا رسومٌ أقفرتْ ومراتعُ

وإن حن رعدٌ في السحاب تصاعدتْ

لنا زفراتٌ واستهلتْ مدامعُ

رسومٌ بها الأحبابُ كانوا فأصبحتْ

مغبرَّةَ الأرجاءِ فهْى بلاقعُ

وأضحتْ ظباءُ الوحش فيها رواتعا

وكان بها البيضُ الحسانُ الرواتعُ

نواعمُ أبدانٍ خرائدُ نُهّد

كواعبُ غزلان بدورٌ لوامعُ

إذا قنعتْ قلنا بدورٌ تجَلْبَبَتْ

وإن سفرتْ قلنا شموسٌ طوالِعُ

تموتُ قلوبٌ ثم تحيى لأجلها

إذا ارتفعتْ عن وَجْههن البراقعُ

كرائمُ لا نصبو لفعلِ دنيةٍ

عليهن من حُسْنِ اللباسِ وشائعُ

تحفُّ بها الفرسانُ من كلِّ جانب

كراما بأيديها عوالٍ شوارعُ

ومردٌ على جردٍ كآسادِ بيشَةٍ

لباسُهمُ زُغفٌ دلاصٌ موانعُ

وشِيبٌ كأمثال الجبالِ حلومُهم

كرامٌ بأيديهم قواضٍ قواطعُ

فكانوا وكنَّا في نعيمٍ ولذةٍ

وزهرة عيشٍ والزمانُ متابعُ

أغازِل فيها كل حوراءَ كاعب

عليها من الحُسن البديع بدائعُ

مهفهفةٍ غيداءَ غرّاءَ غادةٍ

قيودٌ لها في السنِّ عشرٌ ورابعُ

لها ريقةٌ أحلى من الشهدِ طعمُها

ووجهٌ بأوصافِ المحاسن رائعُ

إذا ما بدت شمس وكالليل فرعها

سواداً وكالبلَّوْرِ منها الأصابعُ

وخصرٌ حوتْه قبضةُ الكفِّ ناحلٌ

وردفٌ ثقيلٌ للمآزِر دافعُ

أقولُ لها والدمع يقطر لؤلؤاً

وقلبٌ عليلٌ بالزيارةِ والعُ

فإن لم تجُودِى في انتباهٍ بزورةٍ

فإنى بطيفٍ من خيالك قانِعُ

لَهَوْتُ بها دهراً طويلا مساعداً

على غفلةِ الواشين والشملُ جامعُ

ففرَّقنا دَهر وشتّتَ شملَنا

كذلك دَأْب الدهر مُعْط ومانعُ

سقى اللَّهُ أياما بسلعٍ تصرَّمتْ

فهل هي من بعد القضاءِ رواجعُ

وهل أنت يا عصرَ الشبيبةِ والصِّبَا

بما قد تقضَّى من زمانِك راجعُ

ظللتُ ولى أجفانُ عين قريحةٍ

ودمع من الشوق المبرِّح هامعُ

أكادُ من الأشواقِ بعد أحبَّتى

أذوبُ أسًى لولا الدموعُ الهوامعُ

حكَى فيضَها في الجودِ كفُّ ابن شيفِنَا

هو العَضْب للأعداءِ والرمح قامِعُ

جوادٌ كريم أرْيَحِىّ سَمَيْذَعٌ

عفيفٌ تقيٌّ زاهدٌ متواضِعُ

سليمٌ ذكىُّ الذهنِ نقصانُ مالهِ

من الدهر غير المكرمات بضائعُ

هو الفذُّ سلطان بن سيف بن مالكِ

له شهدتْ يوم الهياج مصارعُ

أياديه لا تُحصى عداداً وكثرةً

وساحاتُه للأكرمين جوامِعُ

له الشكرُ والحمدُ الجزيلُ مقدما

وأندية للطيِّبينَ مَراتِعُ

خزائنُه مقروغة لِعُفاتِه

وأمواله للعالمين مَنافِعُ

إذا ما التقى الجمعانِ ليثٌ غضنفرٌ

وإن فرَّت الشجعان فذٌّ مُدافِعُ

تمرُّ على الجرحى وثغرُك باسمٌ

وقتلَى الأعادِى سُجَّد وروَاكِعُ

له خُلُقٌ عَذْبٌ إذا ما تغيرتْ

إذا قال كلٌّ للمقالةِ سامِعُ

شمَائلهُ محمودةٌ وطباعُه

كريمٌ طويلُ الباعِ والصدرُ واسعُ

شديد على أهل المناكِر والخَنَا

حميدُ المساعى وهْو للَّه طائِعُ

إذا سار يوما أو أقام بموضعٍ

تحَاسدت الأرضونَ منها المواضعُ

كريمٌ له نفسٌ تُنازعُ في العلى

وليست لغير المكرُمات تُنازعُ

يدٌ خُلقتْ للبذلِ والجودِ ما لهَا

سِوى الجودِ والإحسان فيه مصانعُ

إذا حلَّ أرضا حلّها الجودُ والغنَى

وقام بها فصلُ القضَا والشرائعُ

فلا حاللٌ في الأمر ما هو عاقِدٌ

ولا فاتق في الأمر ما هو واقعُ

ولا نافع يوما لما هو حارمٌ

ولا حارمٌ يوما لما هو نافعُ

ولا قاطعاً شخصاً له وهو واصلٌ

ولا واصلٌ شخصاً له وهو قاطعُ

ولا مبعدٌ في الخلق ما هو مرتضٍ

ولا نابذٌ في الخلق ما هو شَارعُ

نظيرُك مَفقودٌ وضدك هالكُ

وظلّك ممدودٌ وسعدك طالعُ

وحَوْضك مَوْرُودٌ وجَدُّك سامِك

وبابك مقصودٌ وذكرُك شَائعُ

وكفُّكَ ممدودٌ ومالُكَ نافعُ

وجُودُك موجودٌ وقلبك خاشِعُ

ورأيكَ محمودٌ وبحركَ زاخرٌ

وبيتُك مصمودٌ وبرقُك لامعُ

وحِلمك محسودٌ وراجيك وَاثِقٌ

ونجمك مسعودٌ وبأْسُك باخِعُ

ولا تنسَ سيفَا نجل سلطان سيفِنا

هو العَضْبُ حدّاً لم تَهُلْه الوقائعُ

فما قامتْ الشجعانُ إلا وسيفُه

بهاماتهم من مأزق الحرب راكعُ

يقوم مقام المَجْرِ في الحرب شدةً

ويرجعُ عنه خصمه وهْو ضَارعُ

أخُو شدة لا يُرْتأَى في شديدةٍ

ولا يعتريه الهَمُّ والأمرُ وَاقعُ

ودونكم يا آل يعربَ مدحةً

تلينُ قلوبٌ عندها ومَسامعُ

عليها من الوَشْى المفوَّقِ حُلَّةٌ

ومن حُلل الثغرِ الرفيعِ مَدارِعُ

هي الشّهد طعماً للموالين شَافِيَا

وسُمٌّ بحُلقومِ المُعَادِين نَاقعُ

فَعيشوا جميعا في نعيمٍ مخلّدٍ

وضدكم في الذلِّ والحشر خَاضِعُ

وحسّادُكم يكفيهم في حياتهم

مِن الحَرِّ ما انضمت عليه الأضَالعُ

وما يحسدُ الشمسَ المنيرةَ نورَها

من الخلق إلا ذُو نفاق مُخَادعُ

ألاَ كلُّ ذِي مُلْكٍ سِواكم سَبَهْلَلُ

وكل مَديحٍ غير مدحىَ ضائعُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعولي العماني

avatar

المعولي العماني حساب موثق

عمان

poet-Maawali-Omani@

205

قصيدة

60

متابعين

محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة ...

المزيد عن المعولي العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة