الديوان » العصر العباسي » المتنبي » جللا كما بي فليك التبريح

بصوت : عبد المجيد مجذوب

عدد الابيات : 34

طباعة

جَلَلاً كَما بِيَ فَليَكُ التَبريحُ

أَغِذاءُ ذا الرَشَأِ الأَغَنِّ الشيحُ

لَعِبَت بِمِشيَتِهِ الشُمولُ وَغادَرَت

صَنَماً مِنَ الأَصنامِ لَولا الروحُ

ما بالُهُ لاحَظتُهُ فَتَضَرَّجَت

وَجَناتُهُ وَفُؤادِيَ المَجروحُ

وَرَمى وَما رَمَتا يَداهُ فَصابَني

سَهمٌ يُعَذِّبُ وَالسِهامُ تُريحُ

قَرُبَ المَزارُ وَلا مَزارَ وَإِنَّما

يَغدو الجِنانُ فَنَلتَقي وَيَروحُ

وَفَشَت سَرائِرُنا إِلَيكَ وَشَفَّنا

تَعريضُنا فَبَدا لَكَ التَصريحُ

لَمّا تَقَطَّعَتِ الحُمولُ تَقَطَّعَت

نَفسي أَسىً وَكَأَنَّهُنَّ طُلوحُ

وَجَلا الوَداعُ مِنَ الحَبيبِ مَحاسِناً

حُسنُ العَزاءِ وَقَد جُلينَ قَبيحُ

فَيَدٌ مُسَلِّمَةٌ وَطَرفٌ شاخِصٌ

وَحَشىً يَذوبُ وَمَدمَعٌ مَسفوحُ

يَجِدُ الحَمامُ وَلَو كَوَجدي لَاِنبَرى

شَجَرُ الأَراكِ مَعَ الحَمامِ يَنوحُ

وَأَمَقَّ لَو خَدَتِ الشَمالُ بِراكِبٍ

في عَرضِهِ لَأَناخَ وَهيَ طَليحُ

نازَعتُهُ قُلَصَ الرِكابِ وَرَكبُها

خَوفَ الهَلاكِ حُداهُمُ التَسبيحُ

لَولا الأَمينُ مُساوِرُ بنُ مُحَمَّدٍ

ما جُشِّمَت خَطَراً وَرُدَّ نَصيحُ

وَمَتى وَنَت وَأَبو المُظَفَّرِ أَمُّها

فَأَتاحَ لي وَلَها الحِمامَ مُتيحُ

شِمنا وَما حُجِبَ السَماءُ بُروقَهُ

وَحَرىً يَجودُ وَما مَرَتهُ الريحُ

مَرجُوُّ مَنفَعَةٍ مَخوفُ أَذِيَّةٍ

مَغبوقُ كاسِ مَحامِدٍ مَصبوحُ

حَنِقٌ عَلى بِدَرِ اللُجَينِ وَما أَتَت

بِإِساءَةٍ وَعَنِ المُسيءِ صَفوحُ

لَو فُرِّقَ الكَرَمُ المُفَرِّقُ مالَهُ

في الناسِ لَم يَكُ في الزَمانِ شَحيحُ

أَلغَت مَسامِعُهُ المَلامَ وَغادَرَت

سِمَةً عَلى أَنفِ اللِئامِ تَلوحُ

هَذا الَّذي خَلَتِ القُرونُ وَذِكرُهُ

وَحَديثُهُ في كُتبِها مَشروحُ

أَلبابُنا بِجَمالِهِ مَبهورَةٌ

وَسَحابُنا بِنَوالِهِ مَفضوحُ

يَغشى الطِعانَ فَلا يَرُدُّ قَناتَهُ

مَكسورَةً وَمِنَ الكُماةِ صَحيحُ

وَعَلى التُرابِ مِنَ الدِماءِ مَجاسِدٌ

وَعَلى السَماءِ مِنَ العَجاجِ مُسوحُ

يَخطو القَتيلَ إِلى القَتيلِ أَمامَهُ

رَبُّ الجَوادِ وَخَلفَهُ المَبطوحُ

فَمَقيلُ حُبِّ مُحِبِّهِ فَرِحٌ بِهِ

وَمَقيلُ غَيظِ عَدُوِّهِ مَقروحُ

يُخفي العَداوَةَ وَهيَ غَيرُ خَفِيَّةٍ

نَظَرُ العُدُوِّ بِما أَسَرَّ يَبوحُ

يا اِبنَ الَّذي ما ضَمَّ بُردٌ كَاِبنِهِ

شَرَفاً وَلا كَالجَدِّ ضَمَّ ضَريحُ

نَفديكَ مِن سَيلٍ إِذا سُئِلَ النَدى

هَولٍ إِذا اِختَلَطا دَمٌ وَمَسيحُ

لَو كُنتَ بَحراً لَم يَكُن لَكَ ساحِلٌ

أَو كُنتَ غَيثاً ضاقَ عَنكَ اللوحُ

وَخَشيتُ مِنكَ عَلى البِلادِ وَأَهلِها

ما كانَ أَنذَرَ قَومَ نوحٍ نوحُ

عَجزٌ بِحُرٍّ فاقَةٌ وَوَراءَهُ

رِزقُ الإِلَهِ وَبابَكَ المَفتوحُ

إِنَّ القَريضَ شَجٍ بِعِطفي عائِذٌ

مِن أَن يَكونَ سَواءَكَ المَمدوحُ

وَذَكِيُّ رائِحَةِ الرِياضِ كَلامُها

تَبغي الثَناءَ عَلى الحَيا فَتَفوحُ

جُهدُ المُقِلِّ فَكَيفَ بِاِبنِ كَريمَةٍ

توليهِ خَيراً وَاللِسانُ فَصيحُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


جَلَلاً كَما بِيَ فَليَكُ التَبريحُ أَغِذاءُ ذا الرَشَأِ الأَغَنِّ الشيحُ

شرح أبي العلاء : قال المعري: الجلل الأمر العظيم هاهنا، وهو أيضاً الأمر الهين ونصب بخبر "فلْيَكُ". "والتبريح": اسمه وهو الشدة. والرشأ: ولد الظبية، والأغن: الذي يخرج صوته من الخيشوم. والشيح: نبت معروف وهو من نبات نجد، وهو ينعم المواشي إذا رعته وقوله: " فليك" أصله (فليكن) حذف النون لسكونها وسكون التاء الأولى من التبريح، تشبيهاً للنون بحروف اللين؛ لما فيه من الغنة. يقول: ليكون التبريح والشدة عظيماً كما بي؛ فتم الكلام هاهنا ثم أستأنف في المصرع [الثاني] متعجباً من المشبه به فقال: أغذاء ذا الرشأ الأغن الشيح? أي فرط شبهه بالظبي شككت فيه: أنه ظبي في الحقيقة أم لا?

تم اضافة هذه المساهمة من العضو Ahmed magdy


معلومات عن المتنبي

avatar

المتنبي حساب موثق

العصر العباسي

poet-Mutanabi@

323

قصيدة

62

الاقتباسات

7457

متابعين

احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي ابو الطيب المتنبي.(303هـ-354هـ/915م-965م) الشاعر الحكيم، وأحد مفاخر الأدب العربي. له الأمثال السائرة والحكم البالغة والمعاني المبتكرة. وفي علماء الأدب من ...

المزيد عن المتنبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة