(1)
مِنْ أَوَّلَ الصُّفُوفِ / وَمْض السِيوفَ
مِنْ سَيْفِ " ذُو يَزَنَ " يَا أرْض بِلْقِيس
الْفَارِسَ الْمَشْهُورَ
يُخَاطِبُ الْكُفُوفُ.
يُحَمِّلُ الْخَطَايَا
بَعْضًا مِنَ الْقَدْر.
مِنْ رَقْصَةِ "الْجَلِيلَةَ"
"جَسَّاسَ" يَخْطُو وَاثِقَاً
لِجِدِّهِ قَابِيلَ / أَوَّلَ الدِّمَاءِ.
الْفَارِسُ الْمَشْهُورُ / مَازَالَ فِي الرِّمَالِ
يُضْرِبُ الودعْ
ويَسْأَلُ النُّجُومُ :
مَنْ يُوقَفُ الشَّمْسُ الَّتِي تَدَلَّتْ بَوَّابَةُ الطُّقُوسِ؟..
مَنْ يَبْعَثُ الْخُيُولُ ؟ والرّيح وَالْعَرُوس؟..
(2)
الْفَارِسُ الْمَشْهُور
يَمُوتُ فِي الطَّرِيقِ
لَمْ يَعْرِفِ السَيوفُ/
النَّصْرَ وَالدُّفُوف..
تقتات مِنْ سَيْفِهِ الْكُلاب وَالذِّئَاب
الْفَارِسُ السَّرَابَ
مَلْقَيَةٌ سِهَامُهُ
عَلَى المقاهي وَالرُّفوفَ..
(3)
الْفَارِسُ الْمَشْهُورَ
يُغَازِلُ الْحَيَاة..
يَخْشَى مِنَ الدِّمَاءِ
سَافَرَتْ أَوْرَاقُهُ بَيْنَ الصحَارِي وَالبِحَارَ،
سَكَنَتْ أَلْحَانُهُ الأغَاني الْحَزِينَةَ،
حَمَلَتْ لِلنَّاسِ هُمَاً ودموعًا.
لَمْ يَعُدْ بَيْنَ الْحُضُورِ
غَادَرَتْ أَشْعَارُهُ كُلَّ الْمعَارِكِ
لَمْ يَعُدْ يَمْلُؤُ سَاحَات الْقَصَائِدِ وَالسُّؤَال..
غَابَتْ فَوَارِسُهُ،
وَسَيْفَهُ المرُصّع بِالْفُحُولَةِ مَاتَ.
(4)
كَيْف تَسْرِق الْأَرْض فَرَحُه الْمَطَر ؟!!..
فَمَن يُعِيد البَرْق لسيْفيَ الْحَزِين ؟
وَمَن سَيشْتري النَّصْر المخبأ فِي يَدِي ،
ويَبْعَث الشَّعْر وَالْهَدَايَا
لِلنِّسَاء وَالصِّغَار ؟..
(6)
اُنْظُر.. رِفاقِي الهَارِبِين
اُنْظُر.. جِرَاحِي الْهَارِبَة
تَرَكُوا ، رِجالِي ، الْأَسْلِحَة..
تَرَكُوا ، دماي عَلَى الرَّصِيفِ
تَرَكُوا الصِّغَارِ عَلَى الرَّصِيفِ
(7)
فَتِحْت قَلْبِي لَعَلّ الرِّيح تَدْخلهُ
تَسُوق سَيْفِي إلَى الزَّيْتُونِ والكَرْمِ
تَقُلّهُ فارِساً نَامَت فوارسهُ
إلّا اِنْعِكاساً.. فَهَل يَرْقَى إِلَى الحُلْمِ
توضأَت مِنْ دَمِيَ خَيْلِي، وبَوْصَلَتي
كُلِّ الْجِهَاتِ بِهَا سيفٌ وَبَعْض دَمِي
فَهَبْ لَنَا موطنٌ تخضَّر قَامَتِه
يوزّع النَّصْر فجراً لَحْظَة السأمِ..
(8)
أَسْرَج بخيلك نَحْوَ هَذَا النَّصْر
مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ.
فِي كُلِّ الْفُصُول..
راياتنا مَنْصُوبَة ٌ عَلَى الْمَسَاجِدِ ،
والمعابد..
أَسْرَج بخيلك / بَعِيرَك
حَيْث اشْتِهَاءات الصَّبَّاح
والحقول..
(9)
قِف أَيُّهَا الْمَسْكُون حباً وجنونًا..
أَلَسْت الّذِي غَنَّت لَك الْأَرْض.
تَشُقّ جَوْفِ اللَّيْلِ لِتَحَمُّل النَّصْر.
الْآن . . . .
مَنْدِيلُكَ الْأَخْضَر الْمِسْكِين
يُضَاجِعُ النِّسَاء ،
يَنَامُ عَلَى الأسرّةِ ،
وَالْمَقَاعِد
يُعَانِق السَّمَاء . . يُعَاتِب السَّمَاء
مَنْدِيلُكَ الْأَخْضَر
يَدُقّ أَبْوَاب الْمَدِينَة ،
وَالْحَاجِب الْمَجْنُون يَمْنَعُه الدُّخُول
(10)
يَا سَيِّدِي . .
سَجِينة ٌ حَمَّامَات السَّلَام
أَنْجُو بِسَيْفِك وَالصِّغَار
" لَن تـُهزم الرومُ " . . .
18
قصيدة