1 دَرْسٌ ..
مِنَ العَيْنينِ تَسَرَّبَتْ إلى القَلْبِ،
سَكَبَتْ مِنَ الأوْرِدَةِ كُلَّ مَا يُؤْلِـمُها..
أعْطَتْني الأَمَلَ،
وبالتَّزَامُنِ مَعَ العِلاجاتِ التي غَرَسَها الطَّبيبُ..
زَرَعَتْ هِيَ الأُخْرى فيَّ بَعْضَ الخَلايا
كمُساعَداتٍ في خُطَّةِ التَّدْميرِ..
2 حَقِيقةٌ ..
الكلماتُ تَتَكَوَّمُ دَاخِلَ الأُذُنِ،
وسَرْعَانَ مَا تَتَبَخَّرُ كَدُخَانِ سِيجَارَةٍ..
لا تَسْأَليني عَنْ صَوْتي،
لِمَاذا نُطِيْلُ هَذَا العَبَثَ..
طَالَمَا أَنَّ كُلَّ الحُروفِ سَتَتَبَخَّرُ،
فلا تَظُنِّي أَنَّ نَبَرَاتي وَحْدَهَا
سَتَبْقى كَزِينَتِكِ التي كُنْتِ تَصْحَبينَ
في تِلْكَ المَسَاءاتِ..
3 مَبْدَأٌ ..
أَرْشُفُ قَهْوتي في رُكْنٍ بَعيدٍ،
وأُلْقي "مُوبايلي" على شِمَالي،
أَنْفُثُ مِنْ تَبْغِ "بايب" نَسِيتُ أَنْ أَصْحَبَهُ..
مَعَ نَفْسي أَجْلِسُ..
تُرَاوِدُني رَغْبَةٌ في أَنْ أُحَارِبَ بالشِّطْرَنْجِ..
سَأَلْبَسُ جَيْشي الأَسْوَدَ كَكُلِّ مَعْرَكَةٍ..
يُقَاطِعُني رَفيقٌ
وَكَأَنَّهُ قَرَأَ خَاطَرَتي في الهَوَاءِ..
يَتَمَنَّى لَوْ يُخَاصِمُني في رُقْعَةِ المعْرَكَةِ..
لمْ يتَحَرَّكِ الجيْشُ الأبْيَضُ مُنْذُئِذٍ..
فَلا أَصَابِعَ للصَّدِيقِ،
ولا وُجُودَ للرُّقْعَةِ..
4 أَنَفَةٌ ..
كُلَّ صّباحٍ في يَميني سَاعَتي و"الماوس"،
ولَوْحَةُ الأزْرارِ مَلَّتْ مِنْ نَقْرِ أصَابِعي..
كُنتُ في الشِّطْرَنْجِ..
أَتَخَلَّى عَنْ حِصَانَيَّ ونِصْفَ مَا أمْلِكُ مِنْ عَسْكَرٍ..
5 مُفَاجَأةٌ ..
دُهِشْتُ لمَّا وَجَدْتُني أَرْكُضُ،
وأَرْكُضُ.. لمسَافَةٍ ظَنَنْتُهَا قَصيرةً ..
أَجْري وخَلْفي عَرَباتٌ أَتَنَاسَاهَا..
أَحْمِلُ مَعِي فَرْحَتي..
وفي أعْمَاقي كُلَّ الغَضَبِ
يَتَلاشَى..
لمَّا اسْتَيْقَظْتُ وَجَدْتُ المَسَافَةَ التي قَطَعْتُها طَويْلةً..
فاسْتأْنَفْتُ النَّوْمَ...
** من ديوان "عالم واسع في حجرة ضيقة" الصادر يناير 2010 عن دار العين المصرية
8
قصيدة