علَى جَذَعٍ مِنَ الأبَنوسِ
تَجَاوَزَ كُلُّ تَارِيخٍ، وأعْمَارِ
يَتَّكِئُ..
ورَاحَ يُوَزِّعُ الْأَوْرَاقَ فِي عَيْنِيهِ يَغْرِسُهَا
أمَاطَ لِثَامُهَا حَتَّى تَجَلَّتْ
مِنْ دَاخِلِ الدَّفْتَرِ، ورَتَّلَهَا..
وتُسدِف بَيْن عَيْنِيهِ
إذا ما غاصتِ الشَّفَّتَيْنِ.. تَمِيسُ يَداه
رَاقِصَةً.. مُسَعَّرَةً أنَامِلَهُ
وَيَقْرَأُ أَوَّلَ السَّطْرِ..
فَتَدْنُو غَيْمَةٌ مَنا
أَحَسَّ بِرَعَشَةٍ بَغْتَة.. أَعَادَ يَدِيه.. مَصْلُوبًا،
وَقَدْ أَوْفَتْ
مِنَ الْغَيْمَاتِ طَفَلَتْهُ
وتُنْبِتُ فِي مَسَامعِنَا هُوِيَّةَ صَاحِبَ الدَّفْتَرِ..
وَيَمْنَحُ وقْتُهَا الْفِضِّيَّ كَلَاَمًا دَاخِلَ الدَّفْتَرِ
فَتَخْشَعُ بَيْنَ أَسْطُرِهِ،
وَتَقْرَأُ أَوَّلَ السَّطْرِ
فَتَدْنُو غَيْمَةٌ مَنًّا
وأَسْرِقُ رَوْعَةَ الْمَشْهَدِ، وأَقْفُو حَالَةَ الْغَيْمَةِ،
وَيَغْدُو شَكْلُنَا وَتَرًا
وأَنْغَامًا سَمَاوِيَّةَ،
وأَرْضًا ثَرَّةَ الْخُضْرَة
وَاِقْرَأْ أَوَّلَ السَّطْرِ
ومَادَتْ دَوْحَةٌ أَصَخْت
... تَسَلُّلَ صَوتُنَا الموشوم ٌ ـ دفِئًا ـ
فِي أقَاصِيِهَا..
فَنَقْرَأُ آخَرَ السَّطْرِ
فَتهَمِي غَيْمَةٌ حُبْلَى
سُطُورًا
فَوْقَ دَفْتَرِنَا..
18
قصيدة