هامشُ معرفةٍ (قدْ لا يَحْتملُ البابُ.. ويسقُطُ عندما تسحبُهُ خلفَكَ بغَضَبٍ.. أو يُصْدَمُ بالجدارِ.. محبوسَ الدَّمِ.. مكتومَ الهمِّ والأنين.. في كلِّ مرَّةٍ تُؤلمُ فيها البابَ، لنْ ترى لهُ ردّةَ فعْلٍ.. فقطْ ستوقِظُ وحْشَ الجِدَارِ..)
(1)
نُسْلمُ للجِدارِ كلَّ الخفايا..
حَكَايا لا يَسْمعُها غيرُ هاتِفِنا..
تفاصيلَ أشياءَ نُخفيها.. وندسُّها بينَ أوراقِنا.
حاجاتٍ لا نبوحُ بها لبعضِنا..
كمْ من المالِ بَقي في الجيوبِ؟
أرقامَ بطاقة الهُويَّةِ،
خَبَايا أجْسَامِنا..
وأدقَّ أدق تفاصيلِ الملابسِ الدَّاخليَّةِ..
(2)
الجدارُ يعرفُ النَّاسِكَ..
ويعرفُ المُبتَهِلَ..
يعرفُ المصلِّي..
والباكي..
يعرفُ كلَّ تفاصيلِ أجسادِنا..
ويصوِّرُ كلَّ ما تفعلُهُ الغانيةُ..
والخائنةُ..
من قبلِ اختراعِ الكاميراتِ.
(3)
نعرفُ أنه لولا الدينُ والعُرْفُ والتقاليدُ..
لسِرْنا عَرَايا!!
لا نُصرّح بذلكَ..
ولكن الجدارَ يعرفُ كلَّ الأمورِ..
ماذا سنسمعُ حينَ نُسلِمُ لهُ الأذنَ..
وماذا سنُشاهدُ؟
في كلِّ جدارٍ ثمةَ نقوشٌ..
وبعضُ الثُّقوبِ..
التي ستنقلُ كلَّ أسرارِنا
بكرمٍ شديدٍ
لأيِّ عابرٍ..
أسرعَ مما ينقُل البُلوتوث..
** من ديوان "عصاي معي والكون يهتز تحتي" الصادر سبتمبر 2014 عن الهيئة العامة لقصور الثقافة مصر
8
قصيدة