اُرقصْ على المطرِ السريعِ
وخذْ يديْها
وامنح القدمَ الجبانةَ حقَّها
في القربِ من مستودعِ الأضواءْ،
هيَّا اقتربْ من خطوةِ الكعبِ الأنيقةِ،
سُلطةُ الإيقاعِ أقوى الآن
من ظلِّ الهواجسِ
لن تعودَ الفرصةُ البِكْرُ
انتظرْتَ سنينَ
هيَّا ارقص ولا تتذكَّر الماضي العتيمَ،
الآن أنت مخاتلٌ للحزنِ
فارقص لا تفكِّرْ لحظةً
انسَ الفضولَ ولا تُشَاغبْ،
خَبِّر الأيدي الجميلةَ
أنها في الرقص أرحبُ من بيانو الشعرِ،
وارقصْ بين ساقيها على مصباح فطرتك
الذي أقصى سؤال الأمس،
وارقص كي ترى في نهركِ الدافي
عصافيراً
ومرآةً
وظلًّا
وارقص،
الليلُ انحنى لكَ
والمواقيتُ ارتَمتْ في سُندس العينينِ
خذْ يدَها لأعلى من سؤالك
عن دوام اللحظةْ
وخذ اليدَ الأخرى لأسفلَ من سؤالك
عن طموحك بعد هذي اللحظةْ
حَرِّرْ سؤالكَ مرة من لكْمَةِ الوقتِ
الهدوءُ مناسبٌ والشعرُ طوع بنانِك
الكلماتُ موسيقيَّةٌ،
فارقص وهيِّئْ غنوة من شاطئ الكتفينِ
وانظر للبلاد وراءَها
قل للحمام على ضفاف الشكِّ:
في أبراجِ خَدَّيْها العميقةِ مسْتقرٌّ،
قل لأغربةِ الصداعِ
آمنتُ بالله على الإيقاعِ:
"نقِّلْ فؤادكَ حيثُ شئت من الأغاني"
"إن الحياةَ دقائق وثوانِ"
فارقص وغنِّ لكي تراكَ،
لكي ترى في مركب العينين فسحتَها
البعيدةَ في بلادِكَ
وارقص الإيقاعُ يحتملُ المجازَفةَ
الفضولُ بعيدَةٌ نظراتُه
فَضَع الذراعَ على الذراعِ
لا شيءَ أقوى من رؤى الإيقاعِ
نور الدين نادر زكي شاعر وصحفي ومندوب بيت الشعر المصري، تخرج في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، فاز بعدة جوائز مصرية، منها: الاتحاد المصري للثقافة، ومسابقة طلعت حرب، ومهرجان إبداع "دورة صلاح جا