عَلَى نَشْوَةِ الْخَمْرِ وَالنَّايِ
أَقْطِفُ مِن شَفَتَيْهَا لَهِيبَ الْغَرَامِ
فَأَزْدَادُ سُكْرًا وَسُكْرًا
وَيَسْكَرُ خَلْفِي سِتَارُ النَّوَافِذِ
حِينَ تُجَرِّعُ كَأْسَ الرِّيَاحْ
تَهُبُّ الْعَوَاطِفُ..
أَرْكَبُ مِؤْذَنَةَ الصَّبِّ..
أَصِيحُ.. أَصِيحُ..
أَصِيحُ بِقَلْبِي.. وَيَنبُضُ مِنْهُ
تَأَرْجُحُ عَزْفٍ
كَقَيْثَارَةٍ حِينَ يَعْزِفُهَا ((جَانْغُو))
أُبَعْثِرُنِي وَتُلَمْلِمُنِي بَيْنَ
نَهْدٍ وَنَهْدٍ..
كَأَنَّهُمَا مِن نَّسِيمِ الصَّبَاحْ
أَرَانِيَ مِن بَيْنِ زَندَيْكِ كُرَّةْ
وَأَنتِ كَـ ((مِيسِي))
تُجِيدِينَ صَرْفِي يَمِينًا يَسَارًا
وَفِي سَلَّةِ الشَّوْقِ تَرْمِينَ بِي
فَتَبْتَسِمِينَ بِنَورِ الْأَقَاحْ
وَلَمْ أَدْرِ مَا السَّاعَةُ الْآنْ
لِأَنِّيَ كُنتُ وَرَاءَ الزَّمَانْ
وَرَاءَ الْغُيُومِ
وَرَاءَ النُّجُومِ
وَرَاءَ الْخَيَالِ
وَرَاءَ تَصَوُّرِ فِكْرِ "أَرِسْطُو"
وَرَاءَ تَجَارُبِ مَجْنُونِ لَيْلَى
لِأَنِّي سَكِرْتُ بِأَبْهَى الشِّفَاهِ وَعَرْفِ الْجَنَاحْ
31
قصيدة