الديوان » نافع أبوبكر » مولود من رحم النكبات

عدد الابيات : 25

طباعة

تَبَسَّمَ الصُّبْحُ وَالْمَيْدَانُ يَحْضِنُهُمْ

وَشَعْشَعَ الشَّمْسُ وَالشُّبَّانُ أَحْمَاسُ

وَفِي فُـؤَادِهِمُ التَّدْرِيبُ يُشْعِلُهُمْ

جَمْرًا، فَيَا لَيـْتَ شِعْرِي أَيْنَ جُلَّاسُ؟!

فَمَوْكِـبٌ، فَصُفُوفٌ، فَالطُّبُولُ فَمَنْـ

ـظَرٌ جَلَا، فَهُمُ يَجْنُونَ مَا قَاسُوا

فَمَوْعِـدٌ، فَفِرَاقٌ بَعْدَمَا اشْتَبَكَتْ

أَرْوَاحُهُمْ، فَهُنَا قَدْ شَابَهُمْ بَاسُ

فَالْـعَزْمُ يَحْضِنُهُمْ، وَالْـحَزْمُ قَبَّلَهُمْ،

وَالْـمَجْدُ أَمَّلَهُمْ، وَالْعِزُّ إِحْسَاسُ

هُنَـاكَ نُـقْطَةُ تَحْوِيلِ الْحَيَاةِ إِلَى

بِـنَاءِ مُسْتَقْبَلٍ مَـا فِيهِ إِفْلَاسُ

هُنَاكَ تَسْتَبِقُ الْآمَالُ فِي أَمَدٍ

فَالْفَائِزُ السَّعْدُ مَنْ مَنْ ضَمَّهُ النَّاسُ

أَبْشِرْ أَيَا خَادِمَ الْوَطَـنِ الْـعَزِيزِ بِتِيـ

جَـانٍ مُنَمَّقَةٍ، يَرْقَى بِهَا الرَّاسُ

أَبْشِرْ فَإِنَّـكَ فِي هَـذِي الْحَيَاةِ سَتَلْـ

ـقَى عَائِقَـاتٍ، وَقَدْ يَغْشَاكَ نَسْنَاسُ!

يَكْفِيكَ أَنَّكَ خِـرِّيجٌ، وَأَنَّـكَ فِي

مَـآمِنٍ دُونَ قَـيْدِ ((الْفَصْلِ)) أَوْ ((آسُ))لِأَنّنِي شُعْلَةٌ مِن دَمْعَةٍ سَقَطَتْ

مِـن طِفْلَـةٍ جَنْبَ أَجْثَـاثِ الْـعَشَائِيرِ

لِأَنَّنِي مِن صَدَى صَرْخَاتِ أَفْئِدَةٍ

مِنَ الْأَرَامِلِ فِي قَعْرِ الدَّيَاجِيرِ

لِأَنَّنِي خَفَقَاتُ الْوَالِدِ اخْتَلَطَتْ

دِيَارُهُ بِقَنَابِيلِ الْمُعَاسِيرِ

لِأَنَّنِي.. وَلِأَنَّ ((الْقُدْسَ)) فِي دَمِنَا

نَسِيتُنِي أَنَا وَارْتَابَتْ تَعَابِيرِي

قَـلْبِي ((صَلَاحٌ)) وَلَـكِنْ لَا سِـلَاحَ لَـهُ

إِلَّا لِسَانِي وَتَدْعِيمُ الْجَمَاهِيرِ

أُطِلُّ مِن لَّوْحَةِ الْمَأْسَاةِ تُرْبِكُنِي

تَنْهِيدَةُ الْقُدْسِ مِن قَصْفِ الْعَصَافِيرِ

وَيَوْمَ أَن سَهِدَتْ نَفْسِي شَدَوْتُ لَهَا:

"الْكُلُّ يَنبُتُ مِنْ أَيْدِي الْمَقَادِيرِ"

"النَّصْرُ يُـولَدُ مَـا اشْتَدَّتْ مَـصَـائِبُنَا

بَيْنَ الشَّهِيدِ وَأَبْطَالِ التَّقَارِيرِ"

يَا ((قُدْسُ)) يَا ((غَزَّةَ)) الْإِسْلَامِ مَعْــــذِرَةً

إِذَا عَجِزْتُ وَإِذْ أَعْيَتْ تَدَابِيرِي

عَجِبْتُ مِنْ عَرَبِ ((التَّـطْبِيعِ))، سَادَتُهُمْ

تَصَهْيَنَتْ.. عَيْشُهَا عَـيْشُ الْأَبَـاقِيرِ

نَـادَتْهُمُ ((الْـقُدْسُ)) فَـانسَدَّتْ مَسَامِعُهُمْ

كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ تَحْتَ الْمَقَابِيرِ

وَحِينَمَا ((غَزَّةٌ)) أَلْقَتْ مَشَاهِدَهَا

لَهُمْ تَعَامَوْا وَهُمْ طَمْسُ الْبَصَائِيرِ

عَشِيرَةٌ لَمْ تَصُنْ فِي الْحَرْبِ إِخْـوَتَهَا

فَالْـكَلْبُ أَنفَعُ مِنْ هَـذِي الْعَشَائِيرِ

وَأَخْبَثُ النَّاسِ مَن كَانَتْ مَوَدَّتُهُ

فِي قَاتِلِي قَوْمِهِ وُدَّ الْبَوَاكِيرِ

سَـتُشْـرِقُ الْأَرْضُ يَـوْمًــا مَا وَخَـارِبُنَـا

ضَحِيَّةٌ لِمَرَاسِيمِ الطَّبَاشِيرِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن نافع أبوبكر

نافع أبوبكر

31

قصيدة

شاعر ومتخصص في الأدب والنقد، له ديوانان: مرايا القلب و في اللاواعي.

المزيد عن نافع أبوبكر

أضف شرح او معلومة