الديوان » العراق » أبو المحاسن الكربلائي » لم يبق لي صبر ولا سلوان

عدد الابيات : 49

طباعة

لم يبق لي صبر ولا سلوان

غاض السلو وفاضت الاجفان

فكأن وجدي بارق متالق

وكان دمعي عارض هتان

الدمع ينجدني بخذلان الاسى

ان الدموع على الاسى اعوان

كيف السلو وقد حدا باحبتي

حادي المسري فسارت الاطغان

رحلوا عن الأوطان الا انهم

سكنوا الحشا فلهم بها أوطان

لا تطلبن نعيم عيش بعدهم

فهم الألى كانوا النعيم فبانوا

بانوا فأوحشت الديار لناظر

لا البان يونسه ولا نعمان

يا ليت شعري هل تعود كما مضى

بالطف أيام لنا وزمان

فتعود زاهرة منازل بهجة

كانت بهم وهم الصدور تزان

يا جيرتي هل تسمحون بنظرة

يروى بها المتلهف الظمآن

حال النهار لفقدكم فكانما

بين النواظر والفضاء دخان

بكر النعات كانما الفاظهم

بين الجوانح والحشا نيران

فذهلت عن نفسي ذهول مروع

فتكت به الارزاء والأحزان

قالوا أصاب الفضل بعد سحابه

جدب فصوح روضه الفينان

وسما إلى أوج الفضائل والعلا

خطب فخر إلى الثرى كيوان

تنعى إلى أبا الجواد كناية

إن الكناية للذكي بيان

نعم استقلت بالكمال وأهله

نوب وهل للنائبات أمان

لا يأمن الحدثان إلا جاهل

بضروب ما ياتي به الحدثان

أين الرجال الصالحون تتابعوا

زمراً كما يتتابع الركبان

أين القياصر والأكاسرة الإلى

خضعت لسطوة ملكها التيجان

تركوا قصور العز سامية الذرى

وغدوا وهم تحت الثرى سكان

فتعفرت تلك الوجوه بمنزل

لا المسك عن كثب ولا العقبان

سيف ابن ذي يزن وكان ممنعاً

لم يحمه غمد ولا غمدان

وكذا الخورنق لم تدم اربابه

لا المنذر الأعلى ولا النعمان

ان المنية للبرية منهل

لا سوقة ينجو ولا سلطان

يا عيلم العلم الذي عن بحره

صدر الرجال وكلهم ريان

من للفصاحة والندي جميعه

سمع وأنت به فم ولسان

من للبلاغة يستمر مجليا

في غاية تكبو بها الفرسان

ولرب غامضة جلوت ظلامها

بادلة لوميضها لمعان

من قال فيك بان مثلك دونه

يقف القياس ففضلك البرهان

قد شيعوك وعين كل مشيع

عين يعوم بمائها الإنسان

ما فيهم الا حزين نادب

أو ذاهل عن نفسه حيران

حملوا رياض خلائق في اثرها

تجري الدموع كانها غدران

ضمنت لك الدكر الجميل محامد

خلدتها فينا فصح ضمان

ما زلت منقطع القرين وربما

عزت لك النظراء والاقران

وجمعت ما بين الفكاهة والتقى

لكن لتقوى الله عندك شان

ماذا اقول وطرف فكري كلما

رام المجال توسع الميدان

جمعت سجاياك المحاسن كلها

جمعا فكل سجية احسان

تلك الشمائل والشمول كلاهما

راح وكل مجالس نشوان

آليت لا اسلو ولا أنسى وهل

تنسى خلائق كلهن حسان

فمثال شخصك في الضمير مصور

ابدا ويا ليت المنال عيان

جادت ثراك أبا الجود سحائب

ينهل منها اللطف والرضوان

كنت المخف من الثرا لكنما

بالوزن كان لفضلك الرجحان

قد فاز بالعيش المخفون الاى

ثقلت لهم بالصالح الميزان

وسلمت من تبعات دنيا عيشها

عرض تميل بظله الافنان

سيرت في آل النبي قصائداً

غرراً تضوع بطيبها البلدان

مدحاً تارّج نشرها ومراثياً

في طيها الأحزان والأشجان

غاليت في ثمن القريض فماله

الا نعيم جنانها اثمان

وبكل بيت نلت بيت كرامة

بشراك يوم يحاسب الديوان

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو المحاسن الكربلائي

avatar

أبو المحاسن الكربلائي حساب موثق

العراق

poet-Abi-al-Mahasin@

270

قصيدة

6

الاقتباسات

471

متابعين

محمد الحسن بن حمادي بن محسن بن سلطان آل قاطع الجناجي، وهم بطن من آل علي، وتنتمي هذه القبيلة إلى مالك الأشتر النخعي. شاعر فحل من شيوخ كربلاء. ولد وتعلم ...

المزيد عن أبو المحاسن الكربلائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة