"في رحاب القدس"..
 
يَا قُدس يَا حَبيبتي
يَا جَنتي و قَلبي
يَا أَيتهَا المَدينة المُقدسة
و الحَضارة المَسلوبة
سَلامٌ عَلى أَرضِ السَلام 
القِبلة الأَولَى و وَصيَة الرَسول
سَلامٌ عَليكِ و إِليكِ
يَا مَن عَرج مِن أَرضكِ
سيدُ الأَنبياءِ و خَير الأَنَام
فِيكِ يَكمنُ الإِيمانُ و الوِئَام
و العِشق المُقدس 
فيكِ عَبق التَارِيخ
و حَضارةٌ لَن تُرام
تَربع عَلى عَرشكِ
كَافة الإِمبراطُوريَات 
يَا جَنةً مُقدسةً عَلى الأَرض 
ومَهبط الرِسالَاتِ السَماويَة
لَا يُوجد فِي الأرضِ مِثلكِ قُدسيَة
يَا قِبلة العَاشقِين
وبُوصلَة الفِدائِيينّ والإِستشهَادِيين..
فِي أَزقَة الشَوارِع العَتيقَة
جِدارياتٌ من الإِنجِيل و القُرآن
و رائحةُ الرِيحانُ و اليَاسمِين
تفوحُ من دَكاكِين العِطارة العَطرة
و بُيوتٌ فِيها أَعز
النَاسِ و المَقدِسيينّ
ومنّ مُختلف البُلدانِ فِي حَاراتها 
مَحلاتهَا و أَسواقُها
إِرثٌ و حَضارهُ المَاضِي
فِيهَا يَنبعُ كُل شَيء ثَمينٍ و عَريق
قَلبي يَنبضُ فِيكِ
و منكِ و إليكِ و أَنتِ هَويتِي
أنتِ الضُياء و رَائحة الوُجود
يا كُل نَبضي و فُؤادي
يَا مَسرى الرَسول 
فيكِ كَتب عَنكِ المُؤرخُون
عَجزُوا فِي وَصفكِ 
عَن جَمالكِ و سِحركِ المَفتون
فيكِ صَعدت الصَخرة إِلَى السَماء
وٌصولاً بِالرسولِ الكَريم
فِيهَا قُبةٌ ذَهبيةٌ صَفراء
مُتوهج نُورهَا نَحو السَماء 
وإلَى أَنحاءِ القُدسيَة و المَعمُورة
وكَأنهَا مِرآة و مَنارةٌ تُضيء الدَرب
للحُجاجِ و الثَائرين
فيكِ المكانُ يَنيرُ و يَبتسم
دَرب الأَحرارِ و المُصليّين
أنتِ الضياء والعِشق المقدس
العِشق لِغيرهَا لَا يَجوز
سَيصبحُ حَرامٌ و عَظيمُ
ويَعجز القَلبُ أَنّ يَكتبَ
و يَبوحُ عنكِ و لكِ
فَأَنَا فِي مِحرابكِ أَنحَني و أُصلِي
فَأَنتِ و أَنتِ عِشقي و نَبضِي
و عَاصمَة قَلبِي و وَطنِي...
 
محمود موسى ✍️....