الديوان » العراق » أبو المحاسن الكربلائي » سواي على الضيم يبقى رهينا

عدد الابيات : 87

طباعة

سواي على الضيم يبقى رهينا

وغيري يرى ضارعاً مستكينا

وما بين جنبي نفس العزيز

يأبى لها عزها ان تهونا

واني لاجمع شمل الصديق

على خلة لا تسيء الظنونا

ولست اعاطيه ضد الصفاء

هوى ظاهراً ونفاقاً دفينا

وامضي على معضلات الأمور

وان لم اجد غير سيفي معينا

وارمي إلى الحمد لحظ البصير

وعن كل ذم اغض الجفونا

سريع إلى ما يزين الفتى

بطيء على ما يشين القرينا

فأن ترني قد جعلت الاباء

سجية ابائي الغر دينا

فأني انمى إذا ما انتميت

إلى الصيد من يعرب الأكرمينا

ارومة مجد على الزاهرات

مدت فروع العلى والغصونا

فلاحت مساعيهم انجما

تضيء وتشرق للناظرين

بحور نجى تستمد البحور

منها ولكن زلالا معينا

وفي السلم والحرب ايمانهم

تنيل المنى أو تبث المنونا

فيوم القرى ينصبون الجفان

ويوم الوغى يكسرون الجفونا

سل الدهر يخبرك عن مجدهم

فان لديه الحديث اليقينا

مشوا والزمان جديد الشباب

يلفون أعوامه والسنينا

فشاب ومجدهم لا يزال

على قدم العهد غضا مصونا

يرنح اعطافه ناشراً

عليها ذوائبه والقرونا

اعد في شمائلهم نظرة

تجد حسنها ظاهرا مستبينا

فلم تر بالوفر إلا الجواد

ولم تر بالعرض إلا الضنينا

شمائل يذكو شذا طيبها

فتأرج السنة الواصفينا

هم المسرعون إذا ما دعوا

لمكرمة وهم السابقونا

هم المرخصون بيوم الكفاح

نفوساً تغالى على المرخصينا

إذا وعدوا الوعد لم يخلفوا

وكانوا لموعدهم منجزينا

مصاليت حرب يخوضونها

لعزمتهم والضبا مصلتينا

إذا قصر الروع فيها الخطى

مشوا كالجمال لها مر قلينا

إذا انجلت الحرب عن مغنم

فغير المكارم لا يغنمونا

ولا يذخرون سوى المكرمات

إذا ذخر القوم علقا ثمينا

لهم حكمة القول عن السن

نواطق بالحق لا يمترينا

لهم عزة الجار في منزل

به الجار يأوي المحل الأمينا

لهم شدة الباس في موطن

تخور به الأسد ضعفاً ولينا

لهم انمل تنشئ الغاديات

فينتجع الجدب غيثا هتونا

هم القوم ثلوا باسيافهم

عروش الملوك ودكوا الحصونا

وحلوا معاقد تيجانها

فاضحت مغانم للفاتحينا

بنور العدالة قد أسفروا

فاجلت بهم ظلمة الظالمينا

وعلمهم الساطع المستنير

اضاء التمدن للجاهلينا

فيا ساقي الكاس علل بها

حشى ملأتها الليالي شجونا

وحدث عن العرب ان الحديث

عنهم يسلى الفؤاد الحزينا

اعد ذكر أيامنا السالفات

تحن إليها المعالي حنينا

وعرج لأيامنا الحاضرات

تجدنا بها طعمة الاكلينا

فابلغ نزار وقحطانها

جميعا قبائلها والبطونا

مغلغلة تستثير الهموم

وتغري بهجر الرقاد العيونا

وقل لهم يا حماة الذمار

وابطال يوم الوغى المعلمينا

بكم بني الدين حتى استقام

واصبح ركن هداه ركينا

واخضعتم فيه كل الشعوب

فرساً وروما وهنداً وصينا

إذا ذكر الدين كنتم له

ابر البنين فنعم البنونا

فعودوا لنصرته مثلما

بدأتهم بنصرته منجدينا

فأوطانكم بعد عز الحفاظ

قد اصبحت نهزة الطامعينا

يسوم الصليب اعزاءها

ويا لهف نفسي ذلا وهونا

ويا مسلمي الأرض ان الصليب

على الدين أوقد حرباً زبونا

يريد البلاد مسيحية

ترن النواقيس فيها رنينا

وتغدو جوامها الزاهرات

وهن كنائس للراهبينا

الا تغضبون لدين الإله

فقد حان ان تنهضوا مغضبينا

الا تغضبون لشرع النبي

خير الورى اشرف المرسلينا

الا تغضبون لأوطانكم

فقد اصبحت للاعادي رهونا

الا تغضبون لأحسابكم

فقد اصبحت عرضة الواصمينا

فأيران مملكة الاقدمين

غدت وهي ملعبة المحدثينا

فانكلترا في جنوب البلاد

أصابت مكان الاماني مكينا

وقد نفذت روسيا في الشمال

فنوذ المملك في التابعينا

وتلك مراكش ذات الكيان

هانت وما خلتها ان تهونا

فحل الفرنسيس ارجاءها

بجيش الحماية مستعمرينا

لقد ضيع الملك عبد الحفيظ

فلا ائتمن الملك ذاك الخؤونا

ومصر تقاسي من الاحتلال

برغم الغيارى عذابا مهينا

متى تنبري وهي مأوى الكرام

فتقرى الضيوف بها النازلينا

بطعن الاسنة تفرى الكلى

وضرب المواضي تقد الشؤونا

متى تجمع الهند ابناءها

لأخذ الحقوق من الغاصبينا

فقد سلبوا عزها والفخار

واستعبدوا أهلها المالكينا

وهذي طرابلس لا تزال

تكابد بالجهد حرباً طحونا

كان خدور ذواة العفاف

قلوب شعبن من المسلمينا

كأن مسيل دماء الصغار

مسيل جفون عليهم بكينا

فصبراً على الحرب ايطاليا

وان جنت الحرب ما تكرهينا

فمن رام ما رمته لم يكن

بغير قوى بأسه مستعينا

وأنت إذا طحنتك الوغى

فزعت إلى الدول المصلحينا

ورعت النساء واطفالها

ومشيخة القوم والعاجزينا

هلموا نحاكمكم للضبا

فتقضي بالحق فيكم وفينا

فلسنا وان ضرستنا الحروب

ندين لمؤتمر الحاكمينا

ركنتم إلى صلحنا والسيوف

تأبى لنا الصلح والمسلمونا

فإن طرابلس للمسلمين

جميعا يحامونها اجمعينا

فلا صلح ما بيننا أو يفز

اقوى الفريقين عزما ودينا

ولا صلح ما بيننا أو تدور

دوائر سوء علىالمعتدينا

فان شئتم صلحنا فاتركوا

لتلك الضراغم ذاك العرينا

وان شئتم صلحنا فاخضوا

لحكم الضبا وارجعوا صاغرينا

اضاليل نفس بليتم بها

وأوطان قدس بها قد بلينا

ونحن وفينا بوعد الثبات

على الحرب لكنكم لا تفونا

سراب مني قد خدعتم به

فلا نفعت غلة العاطشينا

فعدتم ظماء واسيافنا

بماء الطلى منكم قد روينا

ونزهتكم اصبحت محنة

من الدهر تنظم حينا فحينا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو المحاسن الكربلائي

avatar

أبو المحاسن الكربلائي حساب موثق

العراق

poet-Abi-al-Mahasin@

270

قصيدة

6

الاقتباسات

471

متابعين

محمد الحسن بن حمادي بن محسن بن سلطان آل قاطع الجناجي، وهم بطن من آل علي، وتنتمي هذه القبيلة إلى مالك الأشتر النخعي. شاعر فحل من شيوخ كربلاء. ولد وتعلم ...

المزيد عن أبو المحاسن الكربلائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة