الديوان » العراق » أبو المحاسن الكربلائي » حياة المرء اشبه بالظلال

عدد الابيات : 52

طباعة

حياة المرء اشبه بالظلال

وهل ظل يكون بلا زوال

وما تخفى الحقيقة غير أنا

نفر من اليقين إلى المحال

لنا من هذه الدنيا خدوع

تجمل وهي فاقدة الجمال

تنغص خشية الهجران وصلا

تجود به فنشقى بالوصال

يظن سرابها الظمأن مآء

وكم غر الظماء وميض آل

فمن ظمآن لم ينقع غليلا

واخر غص بالماء الزلال

وفي الأيام موعظة وذكرى

تفيد العارفين من الرجال

اهابت بالملوك فأسلمتهم

قصورهم إلى عفر الرمال

وقد سلبوا نعيم العيش قسراً

فمر كانه طيف الخيال

وما ردت حمام الموت عنهم

شفار البيض والسمر العوالي

متى تسأل ديار القوم عنهم

يرد لك الصدى عين السؤال

فتلك الألسن الماضي شباها

رمتهن المنية بالكلال

فهاهة باقل نزلت بقس

وكان يسيل سيلا بالمقال

أأرباب اللسان لأي أمر

تخليتم عن السحر الحلال

على ان ليس يعجزكم بيان

إذا حدثتم بلسان حال

وعظتم غير أنا قد لهونا

فلم يخطر لكم وعظ ببال

نغالي بالنفوس وتعترينا

منايانا فترخص كل غال

نجهز بالرجاء وبالأماني

جيوشا غير صادقة النضال

وكيف يفوز للامال جيش

تطارده فتهزمه الليالي

فكم فجعت محبا في حبيب

ففارقه كئيباً غير سال

له من لاعج التذكار قلب

لنيران الأسى والحزن صال

كان دموعه لما استقلت

ظعون الحي منهل العزالي

يطالع طرفه زهر الدراري

كان من الغرام بها امالي

يؤرقه الوميض إذا تجلى

سنا برق بذي سلم وضال

وتصبيه منازل آل ليلى

إذا لاحت منازلها الخوالي

نعم كل اجتماع لافتراق

وغاية كل وصل لانفصالا

رمى أم البنين الزهر خطب

يعز على المكارم والمعالي

محجبة تمثل من حجاها

وستر عفافها اسنى مثال

تضمنت الخدور لها المزايا

فاضحت وهي اصداف اللئالي

تحلت بالفخار فما عليها

إذا عطلت وجيد الفخر حال

نقي جيبها ارج شذاها

بطيب شذا المحامد لا الغوالي

ولولا الفضل ما كانت لتحظى

بمدح ذوي الحجى ذات الحجال

ولكن الفضيلة ذات شأن

سواء في النساء وفي الرجال

كريمة معشر ولدت كراما

هم للمكرمات اعز ال

وكلهم جدير ان يردى

بأردية السيادة والجلال

وابلج يستخف ندى يديه

نطاف المزن والسحب الثقال

يحيى وفده طلق المحيا

مصون المجد ذا وفر مذال

ثمال المرتجي يأوي إليه

إذا يأس الرجاء من الثمال

وفي السنة الجماد له يمين

تجير المجدبين على الشمال

تسد على النقيصة كل نهج

نقيبته فتسمو بالكمال

تلم به النوائب لا المت

بساحة لا الجزوع ولا المبالي

فليس يعد في الأيام رزء

وحاشاه سوى رزء المعالي

نماه كل ابلج من قريش

يضيء هداه داجية الضلال

كأن جبينه والخطب داج

عمود الصبح أو قوس الهلال

من النفر الألى رفعو مناراً

من الايمان ساطعة الذبال

فهم سلكوا بنا نهج المساعي

وهم سنوا لنا كرم الفعال

اخذنا الصبر عنهم في الرزايا

وان يك صبرهم صعب المنال

فيا خير الفروع الست أولى

بما شرع الأصول من الخصال

قتلت حوادث الدهر اختبارا

فما تلقى الحوادث باحتفال

وعزمك دونه البيض المواضي

وحلمك دونه شم الجبال

تعز ففي عزاء الله روح

وفوز بالجزيل من النوال

وكل رزية جلل إذا ما

بقيت لنا بسعد واقتبال

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أبو المحاسن الكربلائي

avatar

أبو المحاسن الكربلائي حساب موثق

العراق

poet-Abi-al-Mahasin@

270

قصيدة

6

الاقتباسات

471

متابعين

محمد الحسن بن حمادي بن محسن بن سلطان آل قاطع الجناجي، وهم بطن من آل علي، وتنتمي هذه القبيلة إلى مالك الأشتر النخعي. شاعر فحل من شيوخ كربلاء. ولد وتعلم ...

المزيد عن أبو المحاسن الكربلائي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة